برونو فرنانديز.. القطعة التي جعلت اليونايتد بالكامل فريقا أفضل

تحليل – أحمد مختار

برونو فرنانديز لاعب وسط مباشر للغاية، يمكنه شغل معظم مراكز منطقة المنتصف، لكنه يبدع أكثر في مركز لاعب الوسط الهجومي الصريح، أي المركز 8 في خطة لعب 4-3-3، كلاعب وسط متقدم بين الطرف والعمق، يهاجم أكثر مما يدافع، ويساهم في عملية صناعة الفرص والأهداف، على مقربة من الثلث الهجومي الأخير.

برونو فرنانديز

يستطيع البرتغالي أيضاً التواجد كصانع لعب صريح في المركز 10 خلال رسم 4-2-3-1، بين ثنائي الأجنحة وأمام ثنائي الارتكاز، ليكون قريباً من المهاجم الصريح، ويستفيد فريقه من ميزة تسديداته القوية وجرأته أمام المرمى، مع قدرته على شغل مركز المهاجم الإضافي المتأخر خلف رأس الحربة في رسم 4-4-1-1، على خطى واين روني قديماً مع اليونايتد، حينما كان يربط مع لاعبي الوسط في عملية الصناعة، ويشارك المهاجم المتقدم تسجيل الأهداف أثناء التحولات الهجومية.

رقمياً، لعب برونو مع سبورتنج لشبونة هذا الموسم 29 مباراة، نجح خلالها في تسجيل 15 هدف بالإضافة إلى صناعته 14، مما يجعله يساهم بهدف على الأقل خلال كل لقاء، سواء كتسجيل أو صناعة، بالإضافة إلى مشاركته أساسياً في معظم مواجهات فريقه، أي يمتاز اللاعب باللياقة البدنية الجيدة، السرعة في الركض، القدرة على اتخاذ القرارات الصحيحة، والأهم من ذلك ربط خط الوسط بالهجوم دون مشاكل.

يتفوق فرنانديز في التمرير، التسديد، صناعة الفرص، تسجيل الأهداف، قدرته على المراوغة وهزيمة المدافعين، بالإضافة إلى ميزتي التسديد ولعب التمريرات البينية، ليتألق بوضوح على مستوى التسجيل والصناعة، بينما يقل مردوده الدفاعي بعض الشيء فيما يخص العرقلة والافتكاك والعودة إلى نصف ملعبه، لتركيزه أكثر على التواجد بالثلث الهجومي الأخير.

برونو فرنانديز

يحتاج سولشاير إلى اللاعبين القادرين على الحسم واتخاذ القرارات الفردية، خاصة أن أسلوب المدرب النرويجي يعاني من نقص واضح على مستوى البنية الخططية الصارمة. ومع معاناة اليونايتد هذا الموسم في المباريات الصغيرة والمتوسطة، بسبب نقص الإبداعات في منطقة الوسط، وصعوبة التعامل مع الدفاعات المتأخرة، فإن الفريق فقط نقاطاً سهلة كانت ستوصله بسهولة إلى أحد المراكز المؤهلة إلى دوري أبطال أوروبا دون عناء.

يعاني الشياطين الحمر أمام الفرق التي تدافع من الخلف وتغلق المساحات، لذلك كان برونو فرنانديز المنقذ في بعض المواجهات، عندما يحتاج فريقه إلى سلاح التسديد من بعيد، أو ينتظر لاعب الوسط المتقدم الذي يبادل موقعه مع المهاجم الصريح داخل منطقة الجزاء، حتى يستغل ميزة القادمين من الخلف، بعيداً عن الرقابة الفردية اللصيقة أمام المرمى.

فعلها برونو هذا الموسم في أكثر من مباراة، سواء عندما راهن سولشاير على رسم 4-3-1-2، بوضعه كصانع لعب محوري أمام ثلاثي الوسط وخلف ثنائي الهجوم، أو حتى عند اللعب بخطة 4-2-3-1، فإن البرتغالي يتواجد في المركز 10 كلاعب هجومي مباشر، من أجل استغلال قوته في التسديدات بعيدة المدى، كما حدث ضد إيفرتون على سبيل المثال.

أمام مانشستر سيتي في الديربي، قدم سولشاير مباراة مثالية على المستويات كافة، مع رهانه على رسم 3-4-1-2، بوضع فريد وماتيتش كثنائي محوري لإغلاق الفراغات في وبين الخطوط، مع اعتماده على ثلاثي دفاعي صريح أمام المرمى، وثنائي من الأظهرة الوينجات للحد من خطورة أجنحة السيتي خاصة رحيم ستيرلينج، لذلك لعب بيساكا كالظل بالنسبة له، وفي الجهة الأخرى تواجد ويليامز أمام فودين.

ينجح سولشاير أمام جوارديولا وفريقه لأنه يجيد المرتدات بشدة، مع تواجد ثنائي سريع مثل مارسيال وجيمس، يتحركات في القنوات الشاغرة بين الأظهرة وقلبي الدفاع، بالإضافة إلى القيمة المضافة هذه المرة، حيث بدأ برونو فرنانديز أساسياً كرقم 10 صريح، يحصل على الفراغ اللازم بسبب حركة المهاجمين أمامه، لإجبار دفاعات السيتي على العودة تجاه مرماها، وتوسيع المساحة اللازمة لاستلام برونو من أجل التمرير أو التسديد.

شكل البرتغالي خطورة حقيقية على مرمى حامل اللقب، لأنه يجيد بشدة أسلوب اللعب المباشر، في التمرير السريع للمهاجمين أصحاب صفة الركض بالثلث الأخير، بالإضافة إلى تمركزه المثالي في وبين الخطوط، وقدرته على الاستلام والتسديد أو اللعب من لمسة واحدة، ليكون عنصر لا غنى عنه في خطط النرويجي سولشاير، الذي يحاول تأسيس نظام خططي قائم على هذا الأمر، بالرهان على الدفاع المنظم والتحولات السريعة، مع الوصول إلى مرمى الخصوم بأقل عدد ممكن من التمريرات، لذلك يناسبه جداً لاعب وسط سريع وخفيف ومباشر في آن واحد، وهو ما يتوافر في الرقم 18.

يمكن القول أيضاً أن تواجد فرنانديز أساسياً جعل زملائه يؤدون بشكل أفضل. لقد شاهدنا أفضل نسخة من البرازيلي فريد مؤخراً، لأن ارتكاز الفريق المقابل، وليكن السيتي على سبيل المثال، ينشغل بتحركات برونو في المركز 10 بين الدفاع والوسط، مما يجعل فريد حراً في التوغل والقطع من الوسط إلى الهجوم، بالتحديد في أنصاف المسافات، من أجل خلق الزيادة العددية المطلوبة رفقة جيمس ومارسيال، بالإضافة إلى حصول الفريق على موقف 2 ضد 1 على اليمين، بصعود بيساكا للدعم أيضاً.

اقترب اليونايتد بشدة من مركز مؤهل إلى دروي أبطال أوروبا، ومارس سولشاير هوايته المفضلة هذا الموسم في اللعب مع الكبار وهزيمتهم بجدارة، ليبقى الرهان فقط على نقل هذه الخلطة إلى مواجهات الفرق المتوسطة أو تلك التي تنافس على الهبوط، حتى يجمع الشياطين الحمر أكبر قدر ممكن من النقاط، في رحلة العودة إلى الشامبيونزليج.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى