طوكيو في مهمة صعبة

(د ب أ)- توووفه

فيما رحبت اليابان بالقرار السريع بشأن الموعد الجديد لدورة الألعاب الأولمبية في طوكيو، والتي تأجلت إلى العام المقبل، ما زالت أزمة تفشي الإصابات بفيروس “كورونا” المستجد والتكاليف الهائلة للتأجيل تشغل بال المنظمين وتثير قلقهم.

ووسط الحيرة الحالية بشأن الموعد الذي سيتم فيه احتواء هذه الأزمة العالمية الخاصة بهذا الفيروس الوبائي، نجحت اللجنة الأولمبية الدولية واللجنة المنظمة لأولمبياد طوكيو ،على الأقل،في إعلان الموعد الجديد لكل من الدورتين الأولمبية والبارالمبية في طوكيو بعد تأجيلهما للعام المقبل.

وكان مقررا أن تقام هذه النسخة من 24 تموز/يوليو إلى التاسع من آب/أغسطس المقبلين ولكنها بعد التأجيل ستقام في الفترة من 23 تموز/يوليو إلى الثامن من آب/أغسطس 2021 ثم تعقبها دورة الألعاب البارالمبية من 24 آب/أغسطس إلى الخامس من أيلول/سبتمبر.

ومع عدم وضوح الرؤية بالنسبة لأزمة الفيروس الوبائي وموعد التخلص منه، كانت هناك حاجة لتأجيل الأولمبياد لفترة أطول.

وأشارت جامعة جونز هوبكنز في الولايات المتحدة الأمريكية إلى أن إجمالي عدد المصابين بالفيروس بلغ نحو 748 ألف شخص حول العالم وأن عدد الوفيات بسبب هذا الوباء بلغ أكثر من 37 ألف شخص في أنحاء العالم.

ومع إقامة الدورة الأولمبية في فصل الصيف بدلا من إقامتها في ربيع العام المقبل، سيكون لدى الرياضيين مزيد من الوقت للاستعداد خاصة وأن الفيروس الوبائي أوقف أيضا التصفيات المؤهلة للعديد من مسابقات الأولمبياد، حسبما قال يوشيرو موري رئيس اللجنة المنظمة لأولمبياد طوكيو في مؤتمر صحفي أمس الاثنين.

وقال موري إن إقامة الفعاليات خلال العطلة الصيفية سيؤدي أيضا إلى اضطراب أقل وتعديلات أقل لأن الموسم نفسه من العام سيمكن المزيد من حاملي التذاكر من حضور فعاليات هذه الألعاب الرياضية في الملاعب المخصصة لهذه الفعاليات كما سيتيح الفرصة أمام المزيد من المتطوعين للمشاركة.

وقال توشيرو موتو الرئيس التنفيذي للجنة المنظمة لأولمبياد طوكيو إن هذه النسخة المؤجلة لن تشهد كثيرا من التغييرات على جدول إقامة المنافسات عما كان محددا من قبل عندما كانت ستقام في 2020 .

وأشار موري إلى أن اتخاذ القرار سريعا بشأن الموعد الجديد للأولمبياد: “سيمكننا من الإسراع باستعداداتنا”.

وكانت يوريكو كويكي حاكمة طوكيو اعترفت في الأسبوع الماضي، بعد يوم واحد من اتخاذ قرار التأجيل، بأن طوكيو تمر “بوضع صعب” في ظل تزايد أعداد المصابين بالفيروس الوبائي بشكل كبير.

وأشارت كويكي إلى احتمالية فرض غلق على المدينة.

كما حذر رئيس الوزراء الياباني شنزو آبي يوم السبت الماضي من أن اليابان يتعين عليها الاستعداد “لمعركة طويلة” ضد فيروس كورونا المستجد.

وقال يوهي أوياما (مسؤول عام بمدينة هيجاشين الشمالية) إنه يتساءل عن إمكانية انتهاء أزمة الفيروس الوبائي بحلول الشتاء.

وفي وقت سابق من آذار/مارس الحالي، اضطر المنتخب الألماني لكرة الهدف إلى إلغاء معسكر تدريبي كان مقررا له في هذه المدينة خلال نيسان/أبريل المقبل استعدادا لدورة الألعاب البارالمبية.

ومع تحديد المواعيد الجديدة للأولمبياد والدورة البارالمبية، قال أوياما إن المدينة تود مناقشة أمر المعسكر مع المنتخب الألماني لإقامته في موعد جديد.

وأوضح أوياما: “لكننا لا نستطيع القيام بذلك حتى تنتهي أزمة كورونا الحالية”.

وفي الوقت نفسه، سيشهد شهر نيسان/أبريل المقبل الانتهاء من تشييد 21 مبنى للوحدات السكنية الفاخرة في الجزيرة الاصطناعية بمنطقة هارومي في طوكيو لتكون هذه هي القرية الأولمبية التي سيقيم فيها نحو 18 ألف شخص من بينهم الرياضيين المشاركين في الدورة الأولمبية المرتقبة حيث تضم القرية الأولمبية 3850 وحدة سكنية.

ونظرا لحاجة شقق هذه القرية الأولمبية لعملية تجديد بعد انتهاء الدورة الأولمبية وقبل تسليمها إلى مالكيها، فإن تأجيل الأولمبياد لمدة عام قد يجعل من الصعب على بعض الناس الانتقال إلى هذه الوحدات السكنية في آذار/مارس 2023، حسبما قال حاكم طوكيو السابق يويتشي ماسوزوي في تصريحات إلى مجلة “بلاي بوي” الأسبوعية.

وأوضح ماسوزوي إن المنظمين في طوكيو قدروا التكاليف الناجمة عن قرار التأجيل بشكل أقل من الواقع. وقال: “رغم أن المنظمين قدروا تكلفة التأجيل بنحو 300 مليار ين ياباني (8ر2 مليار دولار)، أعتقد أن تكلفة التأجيل ستصل إلى تريليون ين”.

وتتضمن تكلفة التأجيل النفقات الخاصة بالجهود البشرية وتكلفة الأمن حتى 2021. وأوضح ماسوزوي: “أتساءل عمن في العالم يمكنه سداد هذه التكاليف”.

وصرحت سيكو هاشيموتو وزيرة الأولمبياد إلى الصحفيين اليوم الثلاثاء بأن تحديد المواعيد الجديدة سيسهل على المنظمين ومدينة طوكيو عملية تقييم تكلفة التأجيل.

وقالت كويكي إنها ستطالب اللجنة الأولمبية الدولية بالمساهمة في هذه التكاليف الناجمة عن التأجيل وأنها ستناقش هذا أيضا مع الحكومة اليابانية.

وتعرضت مدينة طوكيو والحكومة اليابانية والمنظمون لانتقادات سابقة بسبب التكلفة المرتفعة لاستضافة الأولمبياد.

وقدر المسؤولون تكلفة استضافة الأولمبياد بأكثر من ثلاثة تريليونات من الين الياباني وهو ما يفوق كثيرا التكلفة المقدرة سابقا عندما قدمت طوكيو ملف طلب الاستضافة في 2013 والتي بلغت 734 مليار ين.

وقال موتو إنه سيطالب جميع الرعاة بتمديد عقودهم لمدة عام مشيرا إلى أنه تحدث بالفعل إلى هؤلاء المسؤولين عن المواقع الأولمبية وناشدهم التعاون مع المنظمين بشأن المواعيد الجديدة للأولمبياد مؤكدا أنه وجد “تفهما مؤكدا” منهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى