خصوصية المونديال القطري…هل تنقذ التصفيات في مواجهة “كورونا”؟

(د ب أ)- توووفه

مع تأجيل العديد من الفعاليات الرياضية في كل أنحاء العالم بسبب أزمة وباء “كورونا” تأثرت التصفيات المؤهلة لبطولة كأس العالم في كل أنحاء العالم بسبب عدم إقامة بعض الجولات المتزامنة مع تفشي الفيروس المستجد والذي أودى بحياة الآلاف في العديد من أنحاء العالم.

وتسبب الوباء الفيروسي في تأجيل معظم بطولات الدوري المحلية وكذلك البطولات القارية في العديد من دول العالم وخاصة في القارة الأوروبية التي علقت فيها الأنشطة الرياضية ضمن الاجراءات الوقائية والاحترازية للحد من انتشار الإصابات بالفيروس.

ولم يتضح بعد الموعد الذي يمكن أن تنتهي فيه أزمة هذا الوباء ومن ثم موعد استئناف فعاليات الموسم الكروي الحالي أو الأنشطة الرياضية المختلفة في كل أنحاء العالم.

وإلى جانب تأجيل مباريات التصفيات التي كانت مقررة بالقارة الأسيوية في آذار/مارس الماضي وتأثيرها على التصفيات في اتحادات قارية أخرى في الشهور المقبلة ، تسبب وباء “كورونا” في تأجيل بطولات كبيرة ومهمة مثل كأس الأمم الأوروبية القادمة (يورو 2020) وكذلك بطولة كأس أمم أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا) إلى العام المقبل.

ومع عدم وضوح الرؤية بالنسبة لاستئناف البطولات المحلية والقارية في الموسم الحالي وكذلك موعد انطلاق فعاليات الموسم المقبل سواء على المستوى المحلي أو القاري، بدا أن تصفيات كأس العالم في كل أنحاء العالم ستواجه مشاكل عدة خاصة مع تأجيل يورو 2020 وكوبا أمريكا 2020 إلى العام المقبل وكذلك تأجيل دورة الألعاب الأولمبية إلى 2021.

ولكن ربما يكون القرار السابق بنقل بطولة كأس العالم 2022 في قطر إلى فصل الشتاء الأوروبي وإقامة فعاليات هذه النسخة بشكل استثنائي في تشرين ثان/نوفمبر وكانون أول/ديسمبر 2022 هو طوق النجاة لهذه التصفيات وللاتحاد الدولي للعبة (فيفا) لاسيما وأن هذا الاستثناء سيوفر مزيدا من المواعيد الدولية التي يمكن إقامة التصفيات فيها بعكس ما كان عليه الحال لو أقيمت البطولة في موعدها المعتاد خلال حزيران/يونيو وتموز/يوليو.

وكانت تصفيات كأس العالم بالقارة الأسيوية انطلقت في العام الماضي ولكنها لا تزال في منتصف المشوار بالدور الثاني من التصفيات لكن إقامة المونديال في أواخر 2022 سيمنح هذه التصفيات وكذلك تصفيات قارة أمريكا الجنوبية الفرصة الكافية لإعادة تعديل المواعيد بعد انتهاء أزمة “كورونا” لاسيما وأن تصفيات القارتين تستغرق وقتا طويلا للغاية بسبب نظام كل منهما.

ولا يختلف الحال كثيرا بالنسبة للتصفيات الأفريقية التي تأثرت جولاتها المقبلة والتي كانت مقررة هذا العام بهذه التأجيلات على مستوى القارة والعالم كله حيث تواجه التصفيات الأفريقية أيضا مشكلة مماثلة بسبب النسخة المقبلة من كأس الأمم الأفريقية والمقررة في الكاميرون العام المقبل وكذلك بسبب تصفياتها التي لا تزال دائرة.

ويتشابه هذا مع الوضع في القارة الأوروبية والتي تأكد على الأقل تأجيل جولتين في تصفياتها المؤهلة لمونديال 2022 وهما الجولتان المقررتان في حزيران/يونيو 2021 وذلك بعد نقل يورو 2020 إلى ذلك التاريخ.

وتشير بعض التوقعات إلى أن احتواء أزمة وباء كورونا في الفترة المقبلة قد يمنح الفرصة إلى العديد من الأنشطة الرياضية ومنها الكروية لاستئناف فعالياتها في أواخر حزيران/يونيو أو تموز/يوليو المقبلين.

وإذا صحت هذه التوقعات، لن يكون من الصعب إعادة جدولة التصفيات في مختلف قارات العالم بشكل هادئ ودون أي ضغط للمباريات.

ولكن في حال امتدت الأزمة لأبعد من هذا، سيكون على مسؤولي الاتحادات القارية بالتعاون مع الفيفا مناقشة الأمر بشكل مكثف لإعادة ترتيب مواعيد التصفيات في مختلف القارات والاستفادة بقدر الإمكان من الأفضلية التي يقدمها المونديال القطري لإقامته في أواخر عام 2022 بدلا من التوقيت المعتاد في نصف العام.

الجدير بالذكر أن مسؤولي النظام القطري سبق لهم التأكيد على استعدادهم التام لإقامة المونديال في منتصف العام كما هو معتاد لاسيما مع تزويد مختلف استادات المونديال بتقنية التبريد الحديثة والتي تمكن المنظمين من إقامة المباريات في هذه الاستادات حتى في فصل الصيف الذي تزيد فيه درجات الحرارة وترتفع فيه نسبة الرطوبة.

ولكن إقامة هذه النسخة من البطولة في فصل الشتاء ربما أصبح أمرا حتميا الآن بغض النظر عن رغبة أي طرف وذلك لمنح فرص أفضل لإقامة التصفيات بدون أي ضغوط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى