أزمة كورونا تلقي بظلالها على زفيريف

(د ب أ)- توووفه

يحظى نجم التنس الألماني الكسندر زفيريف بقدر كبير من الحظ نظرا لقدرته على مواصلة التدريب رغم أزمة فيروس كورونا المستجد والتي عطلت المنافسات فيما اعتبرها أسوأ فترة ممكنة بالنسبة له.

وبلغ زفيريف لأول مرة في مسيرته قبل نهائي إحدى بطولات الجراند سلام الأربع الكبرى في بطولة أستراليا المفتوحة في كانون الثاني/يناير الماضي، قبل أن تتسبب جائحة كورونا في وقف اللعب تماما منذ منتصف آذار/مارس وحتى منتصف تموز/يوليو على أدنى تقدير.

وقال زفيريف في مقابلة عبر الهاتف مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) من فلوريدا: “شعرت بأنني ألعب بشكل جيد حقا، كنت قريبا للغاية من لقب جراند سلام”.

وأوضح اللاعب الذي أكمل عامه الثالث والعشرين يوم الاثنين الماضي: “ضربات إرسالي كانت تتحسن بشكل ملحوظ، شعرت براحة حقيقية داخل الملعب، أيضا لم يكن لدي الكثير من نقاط التصنيف للدفاع عنها ، لذا بالتأكيد هو أمر مرير، كان بمقدوري التقدم في مراكز التصنيف، لكن هناك أمور أكثر أهمية في الوقت الراهن”.

ويعتبر زفيريف من النجوم الشباب الصاعدين بقوة في عالم التنس وسبق له الصعود للمركز الثالث في التصنيف العالمي لكنه يحتل الآن المركز السابع.

وتوج زفيريف بـ11 لقبا خلال مسيرته من بينها لقب البطولة الختامية لموسم الرابطة العالمية للاعبي التنس المحترفين في 2018، لكن لم يسبق له الصعود لمنصة التتويج في بطولات الجراند سلام إذ كانت أبرز إنجازاته هي الوصول لقبل نهائي بطولة أستراليا.

والآن تم إلغاء بطولة ويمبلدون وتأجيل بطولة فرنسا المفتوحة إلى أيلول/سبتمبر إذا كانت الأجواء مهيئة لإقامتها، مع عدم اتضاح مصير بطولة أمريكا المفتوحة والتي كان من المفترض إقامتها في أواخر آب/اغسطس، وذلك في ظل تضرر ولاية نيويورك بشدة من جراء أزمة جائحة كورونا.

وأعترف النجم الألماني: “من الصعب الوصف، من الصعب التخيل، خاصة وأن موسم الملاعب الصلبة في أمريكا كان من المفترض أن ينطلق في أواخر تموز/يوليو وأوائل آب/اغسطس”.

وأضاف: “أعتقد أن رابطة لاعبي التنس المحترفين عليها أن تبحث ما هو متاح والتوقيت المناسب له، إذا لم تفلح الأمور في أمريكا، فربما تنجح في أوروبا ، ربما علينا إقامة بطولات هناك”.

ولا يمانع زفيريف عودة المباريات بدون جمهور لكنه في الوقت ذاته على دراية بالمشاكل الاستثنائية التي تواجه رياضة التنس.

وتابع: “في نهاية اليوم أفضل اللعب دون حضور أي مشجع بدلا من عدم اللعب مطلقا، حتى لو كان ذلك أمر مخزي، ولكن إذا كان أكثر أمانا فلم لا”.

وأكد: “المشكلة الأكبر هي أننا نضطر للسفر حول العالم، أعتقد أن قيود السفر هي أكبر مشكلة تواجهنا في عالم التنس”.

ويعيش زفيريف في فلوريدا مع والديه وأقاربه، لكن صديقته لم تتمكن من الانضمام لهم بسبب قيود السفر التي فرضت قبل تمكنها من مغادرة المكان الذي تعيش به.

وأوضح زفيريف: “نعيش في قرية صغيرة بالقرب من تامبا، حيث يعيش حوالي عشرين آلف شخص فقط، نتدرب في أكاديميات سادلبروك في ملاعب التنس وصالة الألعاب، بخلاف ذلك فنحن نمكث فقط في المنزل، لا نرى أي شخص، لم أذهب حتى للسوبر ماركت طوال هذه الفترة”.

تهديد جائحة كورونا كبير للغاية بالنسبة لزفيريف وأقاربه لأن: “والد أفضل صديقة لوالدتي توفى جراء عدوى كورونا، لذا بالتأكيد نشعر بالقلق”.

وشدد زفيريف على أن تركيزه الأساسي ينصب على تطوير ضربات إرساله والتسديدات الخلفية، ولياقته البدنية لكي يكون جاهزا لاستئناف الفعاليات.

وانضم زفيريف لحصة تدريبية افتراضية لفريق بايرن ميونخ حامل لقب الدوري الألماني لكرة القدم، وتبرع لحملة مكافحة كورونا التي أسسها ثنائي بايرن، جوشوا كيميتش وليون جوريتسكا.

واعترف زفيريف بأنه مثله مثل باقي الرياضيين يواجه صعوبة كبيرة في تحفيز ذاته نظرا لأن موعد استئناف المنافسات يبقى مجهولا لكنه يحاول أن يبقى إيجابيا.

وقال: “بالتأكيد الأمر ليس يسيرا دائما، لا تعرف ما الذي تتدرب من أجله، لكن الآن أرى ذلك بمثابة مجهود يبذل من أجل السنوات القليلة القادمة، واثق من أنني سأستفيد من عملي بجدية الآن”.

وتابع: “أفضل اللعب عن التدريب هذا أمر واضح، لكن عليك أن ترى الجانب الإيجابي في كل شيء، نود جميعا أن نشارك في موسم الملاعب الرملية في أوروبا الآن، ولكن لأن هذا غير جائز حاليا فإننا نستغل الوقت لكي نستعد بأفضل صورة ممكنة للحظة استئناف المنافسات”.

ويرى زفيريف أيضا أن أزمة جائحة كورونا قد تعود ببعض الإيجابية على البشرية في المستقبل.

وختم بالقول: “أعتقد أن الناس ستسمتع بأمور بسيطة بشكل أكبر، تقضي أوقاتا أطول مع الأصدقاء ، يحصلون على وجبات جيدة، أمورا مثل هذه لها قيمة أعلى في الوقت الحالي، وربما نتسغل ما يحدث لكي ننظر بدقة أكبر إلى المناخ، البيئة والكوكب بشكل عام، أعتقد أن بإمكاننا استخلاص بعض الأمور الإيجابية من هذه الفترة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى