الحلقة الثالثة: ما هي مرحلة الهجوم؟

كيف تشاهد كرة القدم كمحلل محترف؟

تحليل – محمد يوسف

كما عرفنا في الحلقة السابقة أن مرحلة الدفاع تعتمد أكثر على التنظيم ووضع تكتيك مناسب من قبل المدرب، وبالطبع التنفيذ الصحيح على أرض الملعب لهذه الخطط. بينما مرحلة الهجوم تختلف قليلًا في أنها تعتمد على مهارة وابتكار لاعبي الفريق، بجانب التكتيك والخطط.

مهمة المدرب، كما يذكر بيب جوارديولا، هي كيف يوصل لاعبيه إلى الثلث الأخير من الملعب أو إلى مرمى الخصم، أما الباقي فيعتمد على تصرف ومهارة وذكاء كل لاعب. وكيف يتصرف لكي يتغلب على دفاع الخصم وكيف ينهي الهجمة ويحولها إلى هدف، وهو الهدف من عملية الهجوم بالأساس!

ما يمكنك أن تبحث عنه خلال الحالة الهجومية هو كيفية وصول الفريق إلى مرمى الخصم وتسجيلهم للهدف، بمعنى كيف يتم البناء للوصول إلى هذا الهدف، وبأي طريقة تحديدًا.

بشكل عام، هناك ثلاثة طرق شهيرة للحالة الهجومية، ويحدد كل مدرب الطريقة التي تناسب أسلوب لعبه، وبالتأكيد ينوع المدرب بين تلك الطرق حسب ظروف المباراة وقوة الخصم. لنلقي نظرة سريعة على تلك الطرق الهجومية، وربما نتناول كل واحدة منها في حلقة منفصلة في المستقبل.

الهجوم عن طريق البناء من الخلف

بناء الهجمة من الخلف يعتمد في الأساس على عملية الاستحواذ والتحرك والتمركز الصحيح لكل لاعب. التدرج بالكرة يعني أن ينتقل الفريق من الخلف إلى الأمام بشكل متدرج، ككتلة واحدة، من خلال التمريرات الكثيرة بين لاعبيه والتي تبدأ من حارس المرمى، في محاولة لإيجاد ثغرة في دفاعات الخصم، ومحاولة خلق زيادة عددية.

الفرق التي تطبق هذا التكتيك الهجومي، وبشكل خاص الاستحواذ على الكرة، تواجه تكتلات دفاعية عالية في الغالب، لذلك يتم تدوير الكرة مع تباعد اللاعبين عن بعضهم لخلق المساحات وفتح الملعب قدر الإمكان، وهنا سيحتاج الفريق إلى لاعبي وسط مميزين وبإمكانهم اللعب تحت الضغط والمحافظة على الكرة لفترة من الزمن، والتحكم في إيقاع اللعب أو “تمبو” المباراة.

وربما يتدرج الفريق بالهجمة من الخلف لكن بدون استحواذ طويل، بمعنى أن عدد التمريرات يكون أقل وأكثر مباشرة باتجاه الثلث الأخير. وهو أسلوب مختصر في بناء الهجمة بشكل مباشر وسريع، بعدد تمريرات أقل، ولا يحتفظ لاعبي الفريق بالكرة لوقت طويل. حيث يعتمد على تمركز كل لاعب بمكانه الذي يحدده المدرب، وهنا يبدأ البناء السريع بعد استعادة الاستحواذ مباشرة، ويعتمد على سرعة اللاعبين وانضباطهم، ويرتكز عادةً على سرعة ومهارة الجناحين والظهيرين.

الهجوم المُرتد

الأمر الثابت تقريبًا لدى معظم الفرق التي تلجأ لأسلوب الهجوم بالمرتدات هو نفسه: أن المدافعين ولاعبي خط الوسط يجب أن يملكوا القدرة على التعامل مع الضغط المتواصل من المنافس، وتوقع اللعبة القادمة، والفوز بالكرة، وخلق التمريرة المناسبة في الوقت المناسب. أول تمريرة من الدفاع هي التمريرة الأهم، لأنها قد تصنع الفارق بين خلق فرصة خطيرة لتسجيل هدف، أو ضياع الهجمة المرتدة.

عملية البناء الهجومي من خلال المرتدات تحتاج لثواني معدودة للوصول من منطقتك حتى مرمى الخصم، وهذا الأسلوب يمر بأربع مراحل أساسية وهي التمرير السريع، الجري بالمساحات، ثم الاستلام، ثم إنهاء الهجمة.

من المهم أن تلاحظ أين كان لاعبو مرحلة التحول وإلى أين وصلوا، ولاحظ أيضاً كيفية استغلالهم للمساحات، لخلق الزيادة العددية.

التحرك السريع مهم للغاية لأي هجوم مرتد، بجانب التفكير واتخاذ القرار سريعاً، وإذا تم تنفيذ الهجوم المرتد بشكل صحيح، سيقع الفريق المنافس في مرحلة التحول ولن يجد الوقت المناسب لإعادة تنظيم صفوفه والعودة للمرحلة الدفاعية، وسوف يخرج عديد من لاعبيه عن مراكزهم.

الهجوم بالكرات الطويلة

أسلوب الهجوم بالكرات الطويلة هو أسلوب قديم وبدائي نسبياً، حيث يتم إرسال الكرة عالياً لأحد المهاجمين لمحاولة التسجيل، مختصراً الدخول في مرحلة التحول والبناء للهجمة، فلا يحتاج الفريق وقت لتدوير الكرة مثل عملية الاستحواذ، سوف يحتاج فقط لسرعة تحرك المهاجم وقدرته على الاستلام.

قد لا تجد مدربين يعتمدون هذا الأسلوب كأسلوب هجوم أساسي الآن، وربما يكون تستخدمه الفرق التي لا تستطيع الاستحواذ مثلاً، وتحاول ضرب دفاعات الخصم بالكرات الطويلة في أغلب أوقات المباراة، أو ربما عندما يتأخر الفريق في النتيجة ويحتاج إلى هدف سريع.

 

في الحلقة القادمة سوف نحاول معرفة ما هي المناطق التي ينقسم إليها الملعب تكتيكياً!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى