ميراليم بيانيتش إلى برشلونة.. صفقة جيدة أم فشل آخر للإدارة؟

تقرير – محمد يوسف

وباء فيروس كورونا الحالي قد يكون أوقف كل نشاط لكرة القدم العالمية، ولكن طاحونة شائعات سوق الانتقالات لا تزال تعمل بنفس قوتها. وفي الآونة الأخيرة، ظهرت الكثير من تلك الشائعات والضجة بشأن احتمال انتقال منتصف ميدان يوفنتوس ميراليم بيانيتش إلى أسوار قلعة الكامب نو. ويبدو أن الأمر لم يقتصر على الشائعات ويتحول حاليًا لأمر واقع.

لكن كما هي العادة في صفقات برشلونة في السنوات الأخيرة، لا شيء مفهوم، ولا شيء واضح، والصفقة يتداخل بها عدّة أسماء من هنا وهناك. ووفقًا للتقارير الواردة من مختلف وكالات الأنباء والصحف الرياضية، بما في ذلك موندو ديبورتيفو الكتالونية، فإن صفقة انتقال بيانيتش إلى كامب نو تجري بكل حماس.

ويبدو أن البوسني البالغ من العمر 30 عامًا مهتم بالانضمام للبارسا، ويبدو كذلك أن إدارة البارسا حريصة بشدة على إضافته إلى الفريق. ولكن إدارة يوفنتوس تريد أن تستغل سذاجة إدارة البارسا بأسوأ شكل ممكن، ولن تترك بيانيتش سوى بعد الاتفاق على صفقة تبادلية، وهنا يكمن التعقيد.

ميراليم بيانيتش
ميراليم بيانيتش

أين المنطق في هذه الصفقة؟

يبدو أن يوفنتوس لا يسمح للبوسني بيانيتش بالمغادرة إلا إذا عرض برشلونة لاعب وسط ميدانه آرثور ميلو كجزء من الصفقة، وتقدر قيمة كلا اللاعبين بنحو 60 مليون يورو، وهو ما يمكن أن يكون مكسبًا ماليًا لكلا الجانبين من الناحية الاقتصادية بالطبع. ويُقال إن إدارة البارسا تحاول إدراج إيفان راكيتيتش، حسب آخر تقارير من الصحف الكتالونية، ولكن يبدو أن اليوفي غير مهتم حتى الآن، هم يريدون آرثور، لكن البرازيلي أعلن بوضوح نيته على البقاء وتحقيق النجاحات مع البلوجرانا.

حيث صرّح آرثور ميلو: “الخيار الوحيد الذي يهمني هو البقاء في برشلونة. الاهتمام من الأندية الكبيرة دائمًا أمر مغري ويعتبر علامة إيجابية، ولكن تفكيري حاليًا هو اللعب في برشلونة لسنوات عديدة”.

كما أشارت تقارير أخرى أيضًا إلى أنه إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق مُرضٍ بشأن الصفقة التبادلية، فإن الصفقة سوف تتوقف. ربما يكون خيار راكتيتش هو الحل، ولكن من يدري؟

إدارة البارسا أصبحت تقوم بأمور غير منطقية كثيرة، وبالطبع لا يمكن التضحية بلاعب شاب مثل آرثور لجلب لاعب في الثلاثين من عمره، لن يقدم أي شيء على المدى الطويل، أو حتى على مدى ثلاث سنوات ربما.

لكن بشكل عام، إدارة البارسا لا تفكر ولا تضع الخطط لسوق انتقالات منطقي، سواءً على المدى الطويل أو القصير!

هل يستطيع بيانيتش تقديم أي تغيير ملموس لبرشلونة؟

ميراليم بيانيتش
ميراليم بيانيتش

لا شك بالطبع أن ميراليم بيانيتش لاعب وسط استثنائي، ويملك مجموعة كبيرة من الحيل في جعبته. في حين أنه لا يملك سرعة خارقة أو مجهود بدني عالي أو قوة جسدية، إلا أنه يعوض عن ذلك بقدراته الفنية الواسعة. فهو يملك قدرة مميزة على التمرير، ولديه رؤية مميزة أيضًا للملعب، كما يملك وعي مكاني عظيم، وحركة أقدام ممتازة كذلك.

كل هذه الصفات وضعته جنبًا إلى جنب مع الأفضل في نفس مركزه. كما أن إصراره ورغبته في الضغط يجعلانه لاعبًا متنوعًا من الناحية التكتيكية، مما يعني إمكانية استغلاله في مواقع مختلفة عبر وسط الميدان، كما أنه مميز في الضربات الثابتة.

كل هذه الصفات تعني أن بيانيتش أكثر من قادر على اللعب لأي فريق كبير، بما في ذلك برشلونة بالطبع. ولكن، وهنا تكمن المشكلة الحقيقية، سكواد البارسا يملك بالفعل لاعبين بكل هذه الصفات السابقة، من التمرير وصناعة اللعب والمراوغة إلى أكثر شخص متخصص في الضربات الثابتة.

لذا عمليًا ومن الناحية الواقعية، فإن بيانيتش لن يضيف أي شيء مختلف أو مميز إلى الفريق. البارسا لا يحتاج لنفس هذا البروفايل من لاعبي الوسط، والأولى أن يركز جهوده على سبيل المثال في جلب لاعبي أجنحة، أو أظهرة، أو حتى بديل مميز للمهاجم لويس سواريز!

بجانب أن مجرد التفكير في إدخال لاعب شاب مثل آرثور ميلو، يملك مستقبلًا واعدًا، في هذه الصفقة، لهو أمر جنوني بكل تأكيد. حتى أن مواطنه البرازيلي وأسطورة البارسا ريفالدو يتفق مع هذا، عندما قال: ” وصل آرثور كخليفة محتمل لتشافي بسبب أسلوبه المماثل في اللعب، لذا لا معنى لبيعه وهو في الثالثة والعشرين من عمره، وما يزال مستقبله أمامه”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى