كيف حول سيميوني إنزاجي “لاتسيو” إلى منافس على الدوري الإيطالي؟

تقرير – محمد يوسف

“عندما كنت طفلا صغيرا، وأخبرت الناس أنني سأصبح ممثلًا كوميديًا، ضحك الجميع علي. حسنًا، لا أحد يضحك الآن!” هذه المقولة من فيلم الجوكر بطولة النجم واكين فينكس، والذي حاز بسببه على جائزة الأوسكار لأدائه هذا الدور العبقري.

ومثلما تشكك الناس في شخصية الجوكر المضطربة في هذا الفيلم الملحمي، فإن معظمهم لم يملك توقعات عالية بالنسبة لفريق لاتسيو في المنافسة على دوري الدرجة الأولى في إيطاليا. وإذا أخبرت أحدهم أن لاتسيو سيكون متقدمًا بفارق 7 نقاط عن إنتر ميلان، وفي المركز الثاني خلف يوفنتوس بفارق نقطة واحدة، بعد مرور 26 أسبوع قبل التوقف، فبالتأكيد كان سيضحك عليك.

مع بداية هذا الموسم، الذي لا يريد أن ينتهي، جاءت كثير من التوقعات لعشاق الدوري الإيطالي، حيث حضر أنطونيو كونتي إلى مقعد الإدارة الفنية لنادي إنتر ميلان، بينما يملك نابولي بالفعل كارلو أنشيلوتي، وكانت التوقعات تشير إلى أن هذه الأندية سوف تنافس يوفنتوس على لقب الدوري. لكن ابتعد نابولي عن المنافسة، بعد موسم مخيب حتى الآن، ومع ذلك انضم إليهم منافس غير متوقع، من مدينة روما، لكنه لم يكن فريق الذئاب، لكنه كان فريق سيميوني إنزاجي.

مسيرة لاتسيو الرائعة في الدوري الإيطالي

لم ينتدب لاتسيو اسمًا شهيرًا في عالم التدريب مثل يوفنتوس وإنتر ميلان، ولم ينفق الملايين على التوقيع مع نجوم جدد مثلما فعل نابولي أو إنتر مثلًا. ولكن الفريق يقدم موسمًا رائعًا، وفي المركز الثاني وراء السيدة العجوز، ولم يخسر أي مباراة في الدوري منذ شهر سبتمبر من العام الماضي، منذ خسارته أمام إنتر ميلان، وفي 21 مباراة منذ ذلك الحين فاز لاتسيو في 17 وتعادل في 4 مباريات، وحافظ على سلسلة فوز متتالي على مدى 11 مباراة منذ شهر أكتوبر وحتى شهر يناير.

الغريب في الأمر أن الفريق يملك أقوى دفاع من حيث تلقي الأهداف، فدخل في مرماه حتى الآن 23 هدف، بمتوسط 0.88 هدف للمباراة، بفارق هدف وحيد عن يوفنتوس وإنتر ميلان، وفي نفس الوقت يملك ثاني أقوى هجوم بإحرازه 60 هدفًا، بمتوسط 2.3 هدف للمباراة، بعد أتلاتنا الذي يقدم موسمًا هجوميًا رائعًا بـ 70 هدفًا.

وخلال هذه المسيرة الرائعة، قام فريق سيميوني إنزاجي بالفوز على يوفنتوس وإنتر ميلان، وتعادل مع روما في ديربي العاصمة، وجاء من بعيد أمام أتلاتنا بعدما كان متأخرًا بثلاثة أهداف دون مقابل لينهي المباراة بتعادل بثلاثة أهداف لمثلهما.

النظام التكتيكي لـ سيميوني إنزاجي

أنهى الفريق الموسم الماضي في المركز الثامن. ولكن هذا الموسم الرائع حتى الآن جاء بناءً على التخطيط طويل الأمد وقدرة إنزاجي التدريبية والتكتيكية. فعندما تُلقي نظرة على الأسماء الفردية في الفريق لن تجد شيئًا مميزًا.

يستخدم سيميوني إنزاجي نظام 5-3-2، مع اثنين من المهاجمين شيرو إيموبيلي بجانب فيليبي كايسيدو أو خواكين كوريا، خلفهم ثلاثي خط الوسط، والذي يتكون من لاعب محوري، والذي يدعمه الثنائي المذهل لويس ألبرتو وسيرجي ميلينكوفيتش-سافيتش.

ومثل أي نظام يعتمد على خمسة لاعبين في الخلف، فإن لاعبي الوينج باك (wing-back) يقدموا الاتساع العرضي المناسب في مرحلة الهجوم، بينما يلعب فريقهم على الضغط المتوسط (mid-block) ويترك الاستحواذ للمنافس، أو يمكنه أن يلعب على الضغط العالي ليمنع التحولات، معتمدًا على الطاقة والحيوية العالية للمهاجمين وثنائي الوسط المساند.

ومثل أي منافس على اللقب، فإن لاتسيو يملك هذا الموسم دفاعًا قويًا بقيادة المميز فرانشيسكو أتشيربي.

يلعب لاتسيو مباريات سريعة من خلال نظامهم التكتيكي 5-3-2، وهناك كثير من تبادل المراكز بين لاعبي الوسط والمهاجمين، مع تحرك ميلينكوفيتش-سافيتش عادةً خلف المهاجمين.

وربما النجم الأبرز خلال موسم لاتسيو هو المهاجم المخضرم شيرو إيموبلي، مع إحرازه 27 هدف في 26 مباراة، وهو لا يعتلي قائمة هدافي الدوري فحسب، ولكنه ينافس أيضًا على الحذاء الذهبي هذا الموسم، متفوقًا على رونالدو وليونيل ميسي حتى الآن. كما يقود النجم الإسباني المتألق لويس ألبرتو قائمة صناعة الأهداف في الدوري بصناعته 12 هدفًا لزملائه هذا الموسم.

يعتمد نادي لاتسيو على تعزيز أنفسهم على مدى عدة سنوات بدلا من الإنفاق الهائل في سوق الانتقالات. وكان التمسك بلاعبه ميلينكوفيتش-سافيتش، الذي ارتبط اسمه بأندية مانشستر يونايتد وتشيلسي، مهمًا للغاية أيضًا.

لم يُهزم الفريق في آخر 21 مباراة في الدوري، وهو رقم قياسي للنادي. ومع هذا الأداء والروح القتالية، ربما حان الوقت أن ينافس لاتسيو على بطولة الدوري بجدية، وربما ينهي مسيرة يوفنتوس في الفوز بالبطولة لأخر ثماني سنوات. وبغض النظر عن كيف سينتهي هذا الموسم الطويل جدًا، فسوف يظل موسم 2019/20 موسمًا مميزًا للغاية، ولن يُنسى لفترة طويلة من الزمن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى