ذاكرة نجوم القارة السمراء 5: حمادي العقربي.. الساحر الذي خطف قلوب وعقول التونسيين!

تقرير – زياد عطية

واحد من أساطير كرة القدم التونسية والعربية وأبرز لاعبي القارة الأفريقية في سبعينيات القرن الماضي، اللاعب الذي وقف له الجميع في تونس من كل الألوان والجمعيات حبا وتقديرا تثمينا لما قدمه من سحر كروي قل نظيره في الملاعب التونسية.

حمادي العقربي نجم تلألأ في سماء تونس وعزف أجمل ألحان المستديرة تاركا وراءه تاريخا رياضيا مشرفا فنيا وأخلاقيا، وهو اليوم على فراش المرض الذي ما انفك يرافقه وسط تعاطف شعبي كبير.

نشأ العقربي بين أحياء وشوارع مدينة صفاقس عاصمة الجنوب التونسي، ولفت الأنظار مبكرا بمهاراته الكبيرة في “بطاحي” المدينة وهي ملاعب ترابية قدمت لتونس مواهب عديدة ذات طابع خاص، تميز ساحر الجيلين عن غيره من شباب المدينة حتى خطف أنظار المدرب اليوغسلافي ميلون كرستيك في سن 18 عاما حين وجه له دعوة الالتحاق بالفريق الأول الذي أشرف عليه اليوغسلافي بداية من عام 1970.

نحت ساحر الجيلين مسيرة تاريخية مع النادي الصفاقسي بدءا من قيادة الفريق إلى أول ثنائية في تاريخه عام 1971، وارتبط مشوار العقربي الكروي بالفترة التي امتاز فيها الدوري التونسي بتنافس كبير وشديد بتواجد الترجي الرياضي، النادي الأفريقي، النجم الساحلي، النادي البنزرتي، الملعب التونسي، شبيبة القيروان والأولمبي للنقل، وهي أندية نافست بقوة على لقب الدوري وقدمت مستويات كبيرة ولاعبين للمنتخب التونسي.

ورغم التنافس الكبير فقد نجح النادي الصفاقسي بقيادة أسطورته حمادي العقربي في التتويج بأربعة ألقاب للدوري سنوات 1971 و1978 و1981 و1983 مع لقب الكأس عام 1971.

ترك العقربي بصمة كبيرة في الملاعب التونسية من خلال هدفه الأسطوري منذ أول ثانية في شباك حارس مرمى شبيبة القيروان الطياشي، وهدفه من ركنية مباشرة في مرمى الأولمبي الباجي 1986.

غير أن الذاكرة الأهم تعلقت بالمواجهة التي جمعت النادي الصفاقسي بنظيره البنزرتي موسم 1986، حين تحصل حمادي العقربي على البطاقة الحمراء قوبلت برفض جماهير الفريق المنافس وقررت مغادرة الملعب في حدث غير مسبوق عطفا على ما يقدمه اللاعب من سحر كروي جلب الجميع لمشاهدته وتشجيعه.

 

نجح حمادي العقربي في قيادة نسور قرطاج إلى تحقيق إنجاز غير مسبوق حين تأهلت تونس إلى نهائيات كأس العالم 1978 بالأرجنتين رفقة الجيل الذهبي النايلي، الجندوبي، الكعبي، تميم، ذياب، عقيد، ذويب، غميض، بن عزيزة، بعد تصفيات مميزة أطاحت فيها تونس بمنتخبات المغرب، الجزائر، غينيا، نيجيريا ومصر.

 

وقدمت تونس نسخة مونديالية رائعة فاقت التوقعات ليلجأ بعدها الاتحاد الدولي إلى مضاعفة مقاعد المنتخبات الأفريقية في كأس العالم، حيث كانت تونس قاب قوسين أو أدنى من بلوغ الدور الثاني، وسجلت الدورة تألقا كبيرا للساحر حمادي العقربي الذي ترك لوحات فنية مميزة خاصة في لقاء منتخب بولندا.

شارك العقربي مع المنتخب التونسي في نسختين من كأس أمم أفريقيا 1978 وحلت تونس رابعا بخسارتها في لقاء تحديد المركز الثالث أمام نسور نيجيريا، و1982 في مشاركة متواضعة حلت فيها تونس سابعة في الجدول العام.

انتقل ملك وسط الملعب حمادي العقربي لتجربتين احترافيتين خارج تونس من بوابة النصر السعودي والعين الإماراتي بعد نهائيات كأس العالم 1978،حيث نجح في خطف قلوب جماهير الفريقين بأدائه الباهر وأهدافه الساحرة وقاد النصر والعين إلى التتويج بلقب الدوري السعودي والإماراتي، وظلت له ذكريات رائعة في ملاعب الدولتين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى