صفقات آرثور وحكيمي.. صفقات تلخّص كيفية إدارة قطبي إسبانيا!

تقرير – محمد يوسف

أعلن نادي برشلونة يوم الإثنين عن بيع لاعبه البرازيلي الشاب آرثر ميلو إلى نادي يوفنتوس، مقابل انتقال ميراليم بيانيتش إلى البلوجرانا بمجرد انتهاء هذا الموسم. وفي هذه الأثناء، من المتوقع أن يبيع ريال مدريد الظهير الأيمن الشاب والمعار إلى بوروسيا دورتموند المغربي أشرف حكيمي إلى نادي إنتر ميلان.

ولكن في وسط السباق المحموم على لقب الدوري الإسباني، أي الناديين يتعامل مع عملية انتقال نجمه الشاب بطريقة أفضل؟

على الرغم من أن الإجابة على هذا السؤال ستبدو واضحة، إلا أنه من الضروري النظر إلى الفروق الدقيقة بين الموقفين. حيث أعلن النادي الكتالوني بالفعل رحيل نجمه آرثر، في حين أن ريال مدريد سيعلن قريبًا بشكل رسمي رحيل لاعبه المغربي إلى الدوري الإيطالي. ومع خسارة كلا الجانبين للاعب شاب وواعد، يمكنه أن يوفر حلول على المدى البعيد لمشاكل النادي، لكن دعنا نلقي نظرة على كل موقف وتعامل كل نادي من قطبي إسبانيا على حدة.

آرثور ميلو وبرشلونة

آرثر
آرثور ميلو

يمكن القول إن رحيل آرثور ميلو إلى يوفنتوس هو أحد أكثر عمليات الانتقال الغريبة التي قام بها نادي برشلونة مؤخرًا وربما في تاريخه، ومع وصول بيانيتش إلى كامب نو في صفقة تبادلية، أصبح مشجعو النادي الكتالوني في حالة من الصدمة، لأنه ببساطة عملية مبادلة شاب يبلغ من العمر 23 عامًا، وما زال يملك أمامه مسيرة كروية طويلة وفرصة للتطور أكثر، بلاعب عمره تجاوز 30 عامًا، ومر بالفترة الأفضل في مسيرته، هو أمر لا يمكن فهمه بأي حال من الأحوال.

بالتأكيد لم يأتي التفكير في هذه الصفقة فجأة، فهي مستمرة منذ ثلاثة أشهر تقريبًا، وإذا فكرت في الأمر، فستدرك أنه كانت هناك العديد من الشائعات حول مستقبل آرثور مع النادي طوال هذا الموسم. حيث استمرت الصحافة الإسبانية والكتالونية تنشر مقالات حول مشاكل ميلو خارج الملعب، ومشاكل أنه لا يلعب كثيرًا. وهناك احتمال كبير بوجود مصدر داخل النادي يسرّب تلك الأخبار والمشاكل لوسائل الإعلام، وقد رأينا مجالس إدارات الأندية تفعل هذا في مناسبات عديدة للتخلص من لاعبيها.

المؤلم أكثر بالنسبة لمشجعي برشلونة أن الشاب البرازيلي لم يكن لديه أي نية أخرى حول مستقبله، وكان يفكر فقط في النجاح والتطور داخل أسوار برشلونة، فهو كان يحقق حلم طفولته باللعب بألوان البلوجرانا. وكرر في أكثر من مناسبة إنه يريد البقاء ومساعدة النادي على الفوز بالبطولات. لكن الطريقة البشعة التي أُجبر بها على الخروج من النادي هي أمر يصعب هضمه بسهولة.

الأمر لا يتعلق بمن سيأتي مكانه، أو حتى حول مستواه الشخصي داخل الملعب، وبالطبع بيانيتش لاعب جيد، لكن تلك الصفقة تأخرت بالفعل لمدة عامين أو ثلاثة، وحتى إن قدّم بيانيتش المطلوب منه فلن يتجاوز ثلاث أو أربع سنوات كحد أقصى.

بالتأكيد كانت الأشهر الثلاثة الماضية مرهقة جدًا لآرثور والمقربين منه، مع تكهنات لا تنتهي وانتقال مفروض عليه، فلا بد أنه قد فهم طبيعة مجلس الإداراة الحقيقية للنادي. والذي يبدو أنه ينتقل من مصيبة إلى أخرى بدون أدنى ذرة تردد أو اهتمام بالمشجعين، والآن حتى بالشباب الذي قد يمثل مستقبل النادي.

أشرف حكيمي وريال مدريد

أشرف حكيمي
أشرف حكيمي

على العكس تمامًا من كيفية تعامل برشلونة مع آرثور، كان ريال مدريد صامتًا للغاية بشأن مستقبل نجمه الشاب أشرف حكيمي. حتى الأسبوع الماضي، لم تكن هناك أي شائعات موثوقة تشير إلى رحيل المغربي عن نادي العاصمة. حيث قدم أداءً ممتازًا في بوروسيا دورتموند وكان من المتوقع أن يعود إلى مدريد مع نهاية هذا الموسم. حتى وكيل أعماله قال في وقت سابق إنهم لا يفكرون في أي شيء بخلاف العودة إلى مدريد.

ولكن في خلال اليومين الماضيين، ظهرت شائعات عن اهتمام إنتر ميلان بالظهير الأيمن الشاب، والتي تم تأكيدها من مصادر أخرى موثوقة مثل الصحفي الإيطالي فابريزيو رومانو.

سارت عملية الانتقال بأكملها بكل سلاسة، مع ظهور التحديثات المستمرة حولها. ولكن لم تكن هناك تحديثات درامية متناقضة في صفقة انتقال أشرف حكيمي مثلما حدث في صفقة آرثور ميلو. بالرغم من أن مشجعي مدريد كانوا متحمسين ومنتظرين عودة أشرف حكيمي إلى أسوار سانتياجو برنابيو من جديد، إلا أن خروجه المبكر من النادي لم يسحق معنوياتهم بالكامل مثلما حدث مع مشجعي برشلونة.

والحقيقة هنا هي أن الظهير الأيمن الواعد أشرف حكيمي أراد ضمان أنه سيلعب بشكل أساسي في حال عودته لمدريد. ولكن، يبدو أن المدير الفني زين الدين زيدان راضٍ عن الظهير الأيمن الحالي داني كارفاخال، ويُقال إنه رفض إعطاء حكيمي المركز الأساسي.

من الطبيعي أن يرغب اللاعب الشاب، البالغ من العمر 21 عامًا، في الحصول على وعد بلعب دقائق أكثر، وألا يكون مجرد احتياطي لداني كارفاخال، خاصةً بعد الموسم الاستثنائي الذي قدمه مع دورتموند. بجانب أنه لعب في مركز الظهير الجناح (وينج باك) مع الفريق الألماني، وبالتالي كانت هناك علامات استفهام حول ما إذا كان سيتألق داخل النظام التكتيكي لزيدان.

وربما الانضمام إلى إنتر ميلان مع كونتي سيكون الخيار المثالي بالنسبة له كلاعب، خاصةً بعد التأقلم مع النظام التكتيكي الذي يعتمد على ثلاثة مدافعين، حيث تم استخدامه كظهير جناح تحت قيادة لوسيان فافر، ولهذا سيتناسب مع نظام كونتي بسهولة أكثر.

ما يهم في هذه الصفقة أن انتقال أشرف حكيمي إلى إنتر ميلان هو اختياره الشخصي، ولهذا استجاب مجلس إدارة مدريد لرغبات لاعبه. بدون أي مشاكل أو تعقيدات في الصفقة، وبرغم تخليهم عن موهبة شابة وواعدة.

أشرف حكيمي
أشرف حكيمي

المقارنة هنا واضحة، لاعب أراد ترك النادي والبحث عن لعب دور أساسي ودقائق أكثر، ولاعب آخر تم إجباره على الخروج من النادي بشكل مهين. ولن يشكو أي من مشجعي مدريد من رحيل أشرف حكيمي خاصةً إذا أنفقت الإدارة أموال بيعه بشكل صحيح. على النقيض من ذلك، في حالة آرثور وبرشلونة، فإن الإداراة اشترت بالفعل بيانيتش، والذي لم يتوافق بشكل جيد مع أغلب قاعدة مشجعي النادي.

بالطبع، كان يملك آرثور مستقبلًا مشرقًا في كامب نو، لكن إدارة فاشلة حرمته من حلمه. في حين اتخذ حكيمي قرارًا لمصلحته الخاصة من خلال ترك ريال مدريد قبل أن يتمكن من الحصول على فرصة للنجاح داخل النادي الملكي.

في نهاية المطاف، تلقى أحدهم ضغطًا مستمرًا من الإدارة، ومن الصحافة المنحازة لتلك الإدارة، بينما وصل لاعب آخر بهدوء إلى طريقة مناسبة لتحديد مستقبله بنفسه، وربما تلك الصفقات توضح وتلخّص كيفية إدارة الناديين الأكبر في إسبانيا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى