تقرير- زياد عطية
شهدت كرة القدم الأفريقية خلال الأعوام الأخيرة تغييرات كبيرة مع زيادة حجم الاستثمار في اللعبة وصعود منتخبات وأندية جديدة، فرضت نفسها بقوة على الساحة بفضل مخططات واستراتيجيات عمل بدأت ملامحها تقدم نجاحات غير مسبوقة.
ويمتاز الواقع الكروي الحالي داخل القارة السمراء بصعود قوي لعديد المنتخبات، والذي تجلت ملامحه خصوصا في كأس أمم أفريقيا الصيف الماضي بمصر، مع تألق الوافد الجديد منتخب مدغشقر الذي بلغ دور الثمانية في وقت عجز عن بلوغ هذا الدور عمالقة اللعبة في القارة على غرار مصر وغانا والكاميرون والمغرب، إضافة إلى بروز منتخبات أخرى كموريتانيا، وتزامن صعود هذه المنتخبات مع تغييرات جذرية على مستوى الدوريات المحلية داخل القارة التي خرجت عن سيطرة كبرى الأندية في عديد الدول خصوصا هذا الموسم.
في ساحل العاج، حقق راسينغ أبيدجان مفاجأة كبرى بتتويجه بطلا للدوري لأول مرة بعد إلغاء بقية لقاءات الموسم، واعتبار ترتيب ما قبل توقف كورونا ترتيبا نهائيا حيث تفوق على كبار ساحل العاج في مقدمتهم أسيك أبيدجان وأفريكا سبورتس وسان بيدرو. ويضرب راسينغ أبيدجان موعدا مع أول مشاركة بدوري أبطال أفريقيا النسخة المقبلة، وقد سجل راسينغ أبيدجان تطورا كبيرا في وقت قصير رغم حداثته حيث تأسس عام 2006 ولعب قبل 3 سنوات في الدرجة الثالثة، ويعتبر معدل أعمار الفريق هو الأصغر في القارة الأفريقية.
في بوركينا فاسو، نال نادي ساليتاس لأول مرة في تاريخه لقب الدوري المحلي، وسيشارك في مسابقة دوري أبطال أفريقيا 2021 لأول مرة، وسبق لساليتاس المشاركة قبل عامين في مسابقة كأس الاتحاد الأفريقي كأول ظهور قاري ونجح في بلوغ دور المجموعات وحل في نفس المجموعة مع العملاقين التونسيين النادي الصفاقسي والنجم الساحلي، واستطاع آنذاك أن يصمد دفاعيا حيث تعادل سلبا ذهابا وإيابا مع الصفاقسي وخسر 1-0 بين الذهاب والإياب أمام النجم الساحلي.
ويعتبر فريق ساليتاس أحدث الفرق داخل القارة الأفريقية حيث تأسس 2015، وفي عام 2017 كان ينافس في الدرجة الثانية غير أنه انتفض مبكرا إذ يلقى دعما ماليا كبيرا من شركات كبرى مع عقده لشراكات مهمة من أجل أن يكون رقما مهما بالقارة السمراء في قادم المواسم.
في الكاميرون، فاجأ نادي باميندا الجميع وخطف لقب الدوري معلنا نفسه كبير أحد أهم البطولات داخل القارة وضمن بالتالي مشاركته لأول مرة في دوري أبطال أفريقيا،
واكتفى باميندا بمشاركة وحيدة قارية في تاريخه وكان ذلك سنة 2004، حيث سجل حضوره في كأس الاتحاد الأفريقي حين أطاح بمازمبي الكونغولي منذ أول دور في إنجاز غير مسبوق لأي ناد كاميروني أمام القوي الكونجولي، وتعول الجماهير الكاميرونية على نادي باميندا لتعويض غياب كبار الكاميرون عن المنافسة القارية على غرار كانون ياوندي ويونيون دوالا.
في بورندي، توج فريق لو ميساجير نجوزي للمرة الثانية في تاريخه بلقب الدوري المحلي وهو الذي تأسس عام 2005 وسيسجل مشاركته الثانية في مسابقة دوري أبطال أفريقيا بعد مشاركته في نسخة 2018 وخروجه أمام الإسماعيلي المصري بمجموع اللقاءين 3-1، ويملك نجوزي واحدا من أفضل المهاجمين بين دول شرق وغرب أفريقيا وهداف الدوري البوروندي أيدي مسليمو الذي سجل 19 هدفا هذا الموسم.
