قرف اسمه جاريث بيل..!

كتب- محمد العولقي

من سوء حظه وسيئ عمله أن الكاميرات الديجيتال ذات الجودة العالية ضبطته في أوضاع أقل ما يمكن وصفها بأنها معيبة في حق لاعب محترف يقبض الملايين من ناديه حتى لو كان عاطلا عن العمل .. ترى في أية خانة يمكن وضع لاعب ريال مدريد الويلزي جاريث بيل، بعد المشاهد المقرفة التي يتحف بها جماهير ريال مدريد ..؟، من الواضح أن بيل يتعاطى كبسولات اللامبالاة مع ريال مدريد قبل ووسط وبعد الأكل، بصورة لم تترك لدى المتعاطفين معه مجالا للدفاع عنه، في ظل تصرفاته العشوائية وخطورة ردود أفعاله الباردة على غرفة ملابس الميرنجي..

يتصرف الويلزي بيل مع وضعه في ريال مدريد كما لو أنه مهرج في سيرك، أو ممثل كومبارس يتعاطى الغرائب حبوبا وشرابا وتحاميل، وهو وضع لا يحتاج إلى المزيد من التفسير، كما لا يحتاج إلى الكثير من ضبط النفس ..حاول زين الدين زيدان إصلاح وتهذيب بيل ومنحه بعض الفرص لإثبات وجوده، لكن كل محاولات زيدان مع جناحه الذي افتقد سرعته وحدسه باءت بالفشل الذريع، ومع ذلك يظل بيل ينظر لمدربه نظرة اشمئزاز وغطرسة محمولة فوق بساط من السخرية.. يبدو بيل في ظل الهدوء الذي يغلف غرفة ملابس لاعبي ريال مدريد مثل قنبلة موقوتة، قد تنسف كل الجهود الجبارة التي انتهت بمسك زيدان لكل خيوط غرفة الملابس التي طالما استعصت على مدربين سابقين، انتهى بهم المطاف إلى خارج قلعة سانتياغو برنابيو ..

جاريث بيل قارئ جيد لتاريخ ريال مدريد الذي دأب على تغيير مدربيه بحجج أوهن من بيت العنكبوت، وهو عندما يقدم لجماهير ريال مدريد فاصلا من الوقاحة في أدق مراحل الدوري الإسباني، فإنه في الواقع يراهن على رحيل زيدان وخسارة الدوري الإسباني لمصلحة الغريم برشلونة، وهو يستبق هذا السيناريو بأفعال قبيحة في محاولة بائسة لتسويق نفسه أولا، ثم استمالة الرئيس فلورنتينو بيريز على أنه كان ضحية لخلاف شخصي مع زيدان ثانيا.. لكن ليالي بيل غير الملاح قد توقعه في شر البلية، عندها يمكنه مع نهاية الدوري الضحك على خيبته وحساباته الخاطئة، فأيام ما بعد جائحة كورونا أكدت بالدليل القاطع أن زيدان أقوى من زوابع بيل، فريال مدريد يمشي واثق الخطوة نحو استعادة لقبه المفضل وتجريد برشلونة من كل هيلمان الهيمنة، وهذا يعني أن الويلزي قاب قوسين أو أدنى من خسارة مغامرته، وحتما سيغادر ريال مدريد من الباب الضيق وفي أسوأ مزاد علني..

مشكلة بيل الحقيقية ستبدأ بعد رحيله عن الريال، ستبقى تصرفاته المعيبة وخروجه عن النص مرات كثيرة هاجسا يقض مضجع أي فريق ينوي التعاقد معه الموسم القادم.. وعندما تضبط الكاميرات التلفزيونية بيل نائما في المدرجات، في مباراة حامية الوطيس أمام ديبرتيفو ألافيس، فهو بذلك يسوق نفسه للآخرين بأسوأ صورة ممكنة ، ويدفع المدربين للحذر منه وعدم الاقتراب من حافلته المفخخة بكل قنابل وألغام الطباع غير الحميدة ..

مرة أخرى يستيقظ بيل من غفوته المعيبة ليقدم للمشاهدين فاصلا من الضحك بقلة أدب طالما لا يوجد سبب منطقي يدعو للضحك، فالذي يشاهده بيل مثلنا كان فيلما مرعبا يحتاج فيه الريال إلى الكفاح في مباراة الخطأ فيها ممنوع، لا نظن أن بيل وقتها كان يسترجع بعض مقالب الممثل الكوميدي مستر بين .. ولأن الذي يزيد عن حده ينقلب ضده، فمن الواضح أن المجن سقط على رأس بيل وحده، فهو الآن منبوذ من زملائه، ومرفوض من غرفة الملابس، ومشطوب من ذاكرة جماهير ريال مدريد، سيرحل إذن غير مأسوف عليه بعد أن استنفد الكثير من مجده الضائع أصلا.

لكن أين سينتهي به المطاف؟، ..في الصين حيث يجب أن يطلب العلم ليتعلم الأدب، أم في قطر حيث يمكنه أن يتخيل نفسه داخل دار مسنين، أم في إنجلترا حيث الدماء الباردة قد تحتمل مخالفاته الغبية والطريفة ؟ ..وإلى أن يتحدد مصير جاريث بيل الذي سينتهي عقده مع الريال بعد عامين، سيبحث الريال عن كل سبل الخلاص من هذا اللاعب المثير للجدل الذي يمثل خطورة على غرفة الملابس أكثر من خطورة ليونيل ميسي أمام مرمى كورتوا، أيام معدودات أمام بيل في ريال مدريد، لكنها بالنسبة لجماهير ريال مدريد ستكون سنوات طويلة وكئيبة، ببساطة سيكون على الجماهير التحلي بالصبر وعدم ممارسة شد الشعر، لأن ممارسة هذه العادة ستصيب كل جماهير الريال بالصلع قبل التخلص من قرف لاعب ويلزي اسمه جاريث بيل ..!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى