عفوا كارتيرون.. إنه الزمالك

كتبت: ترياء البنا

في مشهد دراماتيكي، وفي لحظة لم يكن يتوقعها أكثر المتشائمين على الساحة الرياضية في مصر، خاصة في ذلك الوقت والزمالك على بعد خطوة من اللقب الأفريقي ، أعلن الفرنسي باتريس كارتيرون فسخ عقده مع الزمالك، وبين غمضة عين وانتباهتها أعلن التعاقد مع التعاون السعودي، أمر عادي في كرة القدم على مستوى العالم، كل يوم يرحل مدرب أو لاعب عن فريقه، فهذا معنى الاحتراف، ولكن البعض ينظر إلى رحيل الفرنسي عن القلعة البيضاء وكأنه صاعقة نزلت على مسامع عشاق الملكي، وكأن كارتيرون هو علاء الدين الذي جاء بالمصباح السحري لينتشل الزمالك من قاع الترتيب أو يأتي له ببطولة غابت لسنوات طويلة عن خزائنه.

لم كل هذا اللغط؟، ولماذا تتغنى جميع وسائل الإعلام اليوم بالفرنسي وكأنه الفذ الذي أتى للزمالك بما لم يأت به الأوائل، حصل كارتيرون مع الزمالك على بطولتي كأس السوبر الأفريقي، وكأس السوبر المصري، لماذا يعتبرها البعض معجزة الفرنسي الذي تولى القيادة الفنية للزمالك وهو بطل الكونفيدرالية (مع كريستيان جروس)، وبطل كأس مصر( مع ميتشو)، أي أنه جاء إلى فريق بطل، وهو من صرح من قبل أن تدريب الزمالك كان حلمه في يوم من الأيام.

عفوا أيها الإعلام الموجه، عفوا كارتيرون، الزمالك بأبنائه، الملكي برجاله، اسم الزمالك هو الذي يضيف الكثير لك إذا ذكرته في سيرتك الذاتية ليرفع من شأنك ويعلي من قيمتك التسويقية، فهو الأكثر حصولا على بطولات دوري أبطال أفريقيا قبل أن تأتي أنت إلى مصر بسنوات ليست بقليلة، وليس اسمك ما يضيف للقلعة العريقة، مدرسة الفن والهندسة.

وكل من أراد الحقيقة عليه أن يلقي نظرة سريعة على تشكيل واحد للفريق الأبيض فهو يضم 4 حراس مرمى دوليين، محمود جنش ومحمد أبو جبل ومحمد عواد ومحمد صبحي، وخط الظهر، محمود علاء، محمود حمدي، محمد عبدالغني( ثلاثي دفاع منتخب مصر)، عبد الله جمعة ومحمد عبدالشافي يسارا(منتخب مصر)، حازم إمام يمينا( منتخب مصر)، وخط الوسط طارق حامد( لاعب ارتكاز منتخب مصر)، وفي الهجوم مصطفى محمد( منتخب مصر)، بالإضافة إلى المحترفين فرجاني ساسي مايسترو وسط منتخب تونس، وأشرف بن شرقي ومحمد أوناجم. أليس هذا هو الفريق الذي توليت قيادته الفنية؟، خلفه جمهور لا يقارن، تلك العناصر يا سادة يا كرام تضيف لأي مدرب الكثير، وليس العكس، جئت إلى فريق مكتمل العناصر لم تأت له بصفقة واحدة، يقال تلك بركات كارتيرون.

ولعل أوضح دليل هنا والذي يجب ألا يغفله أحد، تجربة الفرنسي مع الأهلي القطب الآخر للكرة المصرية، والأهلي هو الأهلي الذي تسير المنظومة الرياضية بمصر في ركابه وليس مصر فقط، بل والاتحاد الأفريقي، ماذا فعل الفرنسي معه، لم يفعل شيئا ولم يحقق سوى إنجاز الهمس لوليد أزارو بقطع القميص ليحتسب الحكم ضربة جزاء له في ذهاب نهائي دوري الأبطال، وخرج من القلعة الحمراء مقالا بعد خسارة اللقب أمام الترجي التونسي.

من يقولون إن كارتيرون هرب من نار مرتضى منصور إلى جنة الدوري السعودي، أراهم يتجنون على الرجل، فمنذ أيام قليلة، كان الفرنسي يتمسح بعباءة مرتضى منصور لتجديد عقده في ظل ظروف توقف النشاط الرياضي، الرجل نفسه لم يتحدث عن أي اختلافات في وجهات النظر بينه وبين الإدارة وكان دائما يشكر لرئيس النادي توفير الظروف الصحية له للعمل.

لم يصرح أي من الطرفين بأسباب الانفصال، لذا على الكل أن يمتلك شجاعة الكلمة سواء مكتوبة أو مسموعة، لأن الحديث يخص ناديا من أعرق الأندية الأفريقية، فعفوا كارتيرون وعفوا للذين يصطادون في عكر الماء…إنه الزمالك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى