نادي عُمان.. ونهاية قصة الصراع المرير .. !

كتب: لؤي الكيومي

“عند الوقوع باستمرار في الأخطاء نفسها، وانتهاج سلوكيات لا تأخذ بعين الاعتبار دروس الحياة، يصبح من الصعب تجاوز التجارب السلبية والاستفادة منها”، مقدمة تحقيق للإعلامية هديل عادل عن سوء فهم دروس الحياة، تُوصِّف ما حدث تماماً لنادي عمان الذي أكمل على تأسيسه 78 عاماً، وهو أحد أعرق الأندية العمانية وأقدمها على الإطلاق.

شهدت الجولة الـ25 من دوري عمانتل للموسم الكروي الجاري 2019/2020 نهاية القصة التعيسة لنادي عُمان، بعد أن تأكد هبوطه رسمياً إلى مصاف أندية دوري المظاليم عقب التعادل أمام بهلاء على أرضية المجمع الرياضي بنزوى، وذلك قبل نهاية المسابقة بجولة واحدة حيث يحتل المركز الثاني عشر برصيد 27 نقطة، تلك القصة التي لم تُخطّ حروف تفاصيلها منذ سنوات سوى بالألم والكآبة وصور الحزن المختلفة دون محاولات الكاتب أو صانع المحتوى من تغيير تلك الأوجه العابسة في وجه كل من يقرأها ويشاهدها، وظلّت تبث فيه صور الحيرة وتأخذه إلى حيّز التساؤلات الذي لا ينتهي.

نادي عُمان ظل يصارع على النجاة من الهبوط منذ مدة ليست بالقصيرة، وكأن الأمر كان لمجرد تمهيد لمحبيه وجماهيره وعشّاقه حول حتمية الهبوط والسقوط والعودة إلى دوري الظلام “الدرجة الأولى”، بعد صعود النادي العاصمي إلى دوري الأضواء من جديد موسم 2015/2016 أصبح حبيس دوامة الهبوط وتحديداً عند المركز الحادي عشر بعد نهاية كل موسم دون أن تلوح في الأفق أية محاولات لإيجاد حلول جذرية من قبل القائمين عليه لتصحيح أوضاعه أو محاولة انتشال الفريق العريق إلى ما يتمنى جمهوره ومحبوخ، إذ لم تكن سوى مجرد أضغاث أحلام، فظلت مستويات التعاقدات وتهيئة الفريق نفسها قبل بداية كل موسم.

احتل نادي عمان في موسم 2016/2017 المركز الحادي عشر برصيد 31 نقطة، بمحصلة كانت 8 انتصارات و7 تعادلات و11 خسارة، وفي موسم 2017/2018 احتل الفريق المركز الحادي عشر كذلك برصيد 31 نقطة، و بمحصلة كانت تحقيقه للفوز في 6 مناسبات و13 تعادلا و7 خسارات، أما في موسم 2018/2019 تواجد الفريق الأحمر في المركز ذاته برصيد 27 نقطة، وبمحصلة كانت تحقيقه لثمانية انتصارات و3 حالات تعادل و15 خسارة، كل هذه الأرقام كانت بمثابة المؤشر لخطورة ما يعاني منه هذا الكيان العريق، وكان لابد لها من وقع محبط لدى محبي الفريق كون أن الأرقام ثابتة دون تحسن أو على أقل تقدير محاولات للتحسن وإنقاذ ما يمكن إنقاذه، حتى أصبحت الجماهير الحمراء يحذوها الأمل في النجاة من السقوط ولم يكن الطموح أكبر من ذلك.

الألم والحسرة التي يعيشها كل من تربطه علاقة حب وود بهذا بنادي عُمان لا تعد محض صدفة أو تعاطف غير مبرر ، إذ إن الفريق العاصمي سبق له وأن حمل لواء الكرة العمانية في عدة مناسبات، وسجل الإنجاز الأبرز على المستوى الآسيوي بوصوله إلى نهائي أبطال آسيا للأندية في منتصف التسعينات وتحقيقه للمركز الثاني، الفريق العريق الذي لطالما قدّم للكرة العمانية أسماء لامعة، وكان رافداً مهماً على مستوى الكوادر الوطنية من لاعبين وإداريين ومدربين للمنتخبات الوطنية والاتحادات الرياضية، ويضم الكثير من الأسماء الرياضية المؤثرة خصوصاً هي التي تعاقبت على رئاسة مجالس إدارته وعضوياتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى