رونالدو.. دمع الندم غالي!

كتب- محمد العولقي

أعرف تماما مكانة يوفنتوس الإيطالي الذي كان واجهة البرتغالي كريستيانو رونالدو في مرحلة ما قبل التقاعد، ولكنني أعرف قيمة ومكانة ريال مدريد الإسباني أكثر وأكثر ..ربما فاتت هذه البديهية عن عقل رونالدو عندما قرر ضرب تاريخه مع ريال مدريد عرض حائط سانتياغو برنابيو في لحظة غضب أو طيش أو إحباط أو حتى في زمن كان يرى فيه رونالدو أن ريال مدريد بدونه لا يساوي شيئا ..

هكذا تعامل رونالدو مع أزمته غير المبررة مع الثعلب فلورنتينو بيريز رئيس نادي ريال مدريد صيف العام 2018، ومن يعرف عقلية بيريز الاقتصادية العنيدة سيشهد أن رونالدو أساء تقييم الموقف برمته، وكما يقال : لقد نشف رونالدو دماغه ثم ركب الباص الخاطئ.. لو أن رونالدو ضبط بوصلة أعصابه جيدا، ولم يعط الفرصة لهرمون الأدرينالين ليقوده نحو اليوفي، لأدرك أن الريال لم يركع يوما للاعب مهما كانت نجوميته أو عظمته أو إنجازاته مع الميرنجي، ورونالدو في النهاية ليس في مكانة قائد العرض الاستعراضي في الستينيات العبقري ألفريد دي ستيفانو الذي يرى فيه الملك بيليه أعظم لاعب معاصر في القرن الماضي (عندما جاء دي ستيفانو إلى البرازيل لمواجهة سانتوس وديا، تقدمت منه قائلا : أتمنى أن أكون ربعك ..).

أتفق معكم تماما في حقيقة أن ريال مدريد يفتقد رونالدو كثيرا في المباريات الشائكة على مستوى دوري أبطال أوروبا تحديدا، لكن بالمقابل يفتقد رونالدو للريال بشكل لا يصدقه عقل، فالدون البرتغالي وصل متأخرا إلى قناعة تقول: يوفنتوس ليس في هيبة الريال، ولا في سطوته قاريا وعالميا، ومهما قدم من ومضات عابرة في الكالشيو فلن يكون لتلك الإشراقات صدى ما لم تحمل ختم النادي الملكي ..

أخيرا تنازل رونالدو عن عناده- والعناد عنده مسألة كرامة- ، وأيقن أنه فرط في كرة ذهبية سابعة كان يمكنه حصدها في إسبانيا بالنظر إلى تراجع مستوى غريمه الأرجنتيني ليونيل ميسي مع برشلونة ومع راقصي التانجو .. يحلم رونالدو بإنهاء مسيرته مع ريال مدريد بعودة تجبر الكسر والخاطر، لكنه هنا سيصطدم بحقيقة تاريخية لن يتنازل عنها ريال مدريد : النادي الملكي ليس دارا للمسنين يستقبل فيها لاعبا بلغ أرذل العمر حتى لو كان هذا اللاعب الأسطوري هو كريستيانو رونالدو نفسه ..!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى