تخبطات.. والعروبة على خط النار

كتب: مطلوب الكندي

تلوح في الأفق معركة بين الاتحاد العماني لكرة القدم وبين بعض أندية دورينا بحكم بعض القرارات ضد تلك الأندية، وشعورها بالظلم جراء تلك القرارات وفق منظورها، وعدم اكتفائها بالبحث عن حلول داخلية لقضاياها وإنما ذهابها في واقعة غير مسبوقة إلى تصعيد القضية إلى هيئات ومنظمات تتبع الفيفا كما فعل نادي العروبة.

فنادي العروبة أحدث زوبعة جديدة بتقديم احتجاج متأخر يطلب فيه إعادة النظر في قرار خصم نقاط مبارياته ضد نادي السويق ونادي النهضة، الذي اتخذته لجنة الانضباط بسبب إشراك العروبة لاعبا يمر بفترة حجر صحي بسبب كورونا.

وجاء قرار الطعن والمطالبة بإعادة النظر في هذا القرار من نادي العروبة بعدما أقر الاتحاد العماني لكرة القدم مؤخرا إعادة صاحب المركز الثالث عشر في قائمة ترتيب دوري عمانتل الموسم المنصرم” نادي عمان ” إلى قائمة الأندية المشاركة في الدوري القادم بعد اعتذار نادي فنجاء وعدم تقديمه استمارة الالتحاق بدوري عمانتل..!

وقد استند نادي العروبة في اعتراضه على القرار على عدم وجود بند صريح في قوانين وأنظمة لجنة المسابقات ينص على العقوبة التي أقرها الاتحاد العماني ولجنة المسابقات، ويتشبث العروبة بهذه القشة أمام الفيفا لينقذ نفسه من غرق الهبوط لدوري المظاليم.

تصعيد المشكلة إلى محكمة التحكيم الرياضي (CAS) من قبل نادي العروبة سابقة جديدة لم نعهدها من قبل، تفاجأ الوسط الرياضي وتفاجأ اتحاد القدم العماني لكرة القدم كذلك بخطوة “المارد” واستنكر الأخير الأمر بتعليق “لا يحق لنادٍ كبير وعريق مثل نادي العروبة أن يقوم بهذا الأمر”..!!

المسألة شائكة، وبعيداً عن القرارات والأنظمة الرياضية يعتبر نادي العروبة مخطئا ومخالفاً للبرتوكولات والقرارات التي تفرض الحجر الصحي على كل المصاب أو المخالط أو القادم من السفر بقرار واضح من قبل اللجنة العليا للتعامل مع وباء كورونا. ومن زاوية أخرى أيضا هنالك تساؤلات حول إلى أي مدى كانت المنظومة الكروية متناغمة مع احتياجات الأندية ومحاذيرها في هذه الظروف لتجنب وقوع مثل هذه الأحداث؟ وإلى متى تسير المنظومة الكروية وسط طريق ملغوم بالتخبطات سواء من قبل الاتحاد أو الأندية؟

فتبعات التخبطات الإدارية التي تمر بها رياضتنا المحلية على مختلف الأصعدة لا شك أنها ستكون مكلفة على المدى القريب والبعيد، ويكفينا اجتهادات شخصية تقود الدفة ربما تصيب وربما تخيب، نحتاج إلى أسماء لها قدرتها في العمل الإداري، والوسط يزخر بشبابٍ واعٍ لديه القدرات لإثبات الذات والعمل بإخلاص ويتمنى أن يخدم وطنه عندما تتاح لهم الفرصة، لا نرغب بالأسماء الدائمة التي تنتقل من منصب إلى آخر، ومن وحدة إدارية إلى أخرى دون أن يكون لها البصمة التي تنشدها الرياضة العمانية..!

نقطة في آخر السطر، الأخطاء تتكرر سواء في داخل أروقة الإتحاد العماني لكرة القدم وأقسامه المتعددة أو في داخل إدارات أنديتنا المحلية، وهذا كله يجمعه الاختيارات السيئة في قيادة هذه الإدارات والمحسوبية، وينتج عن كل ذلك إخفاقات إدارية وخلل في المنظومة، وفي النهاية تأخرنا عن البقية عن الركب.

نتطلع إلى التغيير الناتج عن تخطيط سليم يوصلنا إلى حل مشاكلنا الإدارية في المنظومة الرياضية، لنبدأ مرحلة جديدة تتسم بمنهجية البناء، فالوصول متأخراً خير من ألا تصل أبدًا..!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى