رسالة الكثيري لمحسن جوهر

كتبت- ترياء البنا

سمعت كثيرا عن محمد عامر الكثيري، قبل أن يعيد وجهتي إليه بشدة الهدف العالمي للنجم محسن جوهر أمام فيتنام، حين عرفت قصته القصيرة مع كرة القدم، وكيف كان مختلفا وموهوبا لذاك الحد، وكيف كان كالمايسترو الذي يعزف سيمفونية لم يبرع فيها سواه، حزنت حزنا شديدا، فإذا كانت كرة القدم هوسا لدى مشجعيها فهي للمواهب الفطرية حياة، والابتعاد عن المستطيل الأخضر بالنسبة إليهم كإخراج السمكة من البحر، موت حتمي، وما أصعب أن يموت الإنسان وهو على قيد الحياة.

دفعني الهدف للبحث في تفاصيل دقيقة لقصته، لأذكر بها من زامنه واستمتع بمهارته، وأعرضها على من لم يشاهده، ليعلم أن بلادنا منذ زمن مليئة بالمواهب كالتي يتغنى بها العالم اليوم.

لم أكن أتخيل أن أسمع صوته بأذني، رغم أنني من سعيت للتواصل معه، وللوهلة الأولى سألته ماذا فعل بك هدف محسن جوهر، ليرد بنبرة يتحسر لها القلب،:” لا يمكن وصف شعوري تجاه الهدف، إنها مشاعر كثيرة، لقد أعادني لعام 1995، أكثر من 25 عاما، عشت مع هذا الهدف أجمل اللحظات، فهو من الأهداف النادرة في كرة القدم، لأن اللعب الجماعي هو المسيطر حاليا على مستوى كل الألعاب”.

وتابع :”ثانيا أنه جاء في لقاء نحن في أشد الحاجة للفوز به، لصعوبة موقفنا بالمجموعة، لذا فرحتي بالهدف فرحتان، هدف كنت متفردا بإحرازه، وفوز المنتخب الوطني ليواصل مسيرته نحو التأهل للمونديال”.

وعن محسن جوهر قال:” طريقته في إحراز الهدف مثالية، لم نعتد رؤيتها، وأتمنى له التوفيق والاستمرار في إمتاعنا بمثل تلك الأهداف الجميلة”.

شخصيا أمتعني الحوار مع شخصية متفردة، وشعرت حين شكرني على مقال( الكثيري.. ماسة عمانية أطفات الحرب بريقها)، بقيمة أن تكون صاحب قلم ذي قيمة، ولكن كل الشكر للنجم محسن الجوهر الذي كان سببا رئيسيا في عرض ذلك النموذج الذي حكم على موهبته بالإعدام في مستهل مسيرتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى