في غياب ميسي..هل بدأ برشلونة سنواته العجاف؟

كتبت- ترياء البنا

فريق يمشي على غير هدى، وبلا استراتيجية مستقبلية، فمع الجولة الـ11 من الدوري يمنى بخسارة ثالثة، وهي الثانية تواليا، ليقبع في المركز التاسع( مع لقاء مؤجل)، حين تقرأ تلك الكلمات للوهلة الأولى، فبالتأكيد لن تذهب مخيلتك مهما بعد بها التفكر إلى أن هذا المقصود هو برشلونة.

ولكنه بالفعل برشلونة، الذي تلقى الخسارة الثالثة بالليجا أمام رايو فايكانو بهدف الكولومبي الكبير فالكاو، وهو أيضا برشلونة الذي فشل في تسجيل ركلة جزاء، كان من الممكن أن تحفظ ماء وجهه، وما زاد مرارة الهزيمة لدى الجماهير التي أصبحت تشعر بالإحباط، أنها جاءت عقب الخسارة أمام المنافس التقليدي ريال مدريد بكامب نو، ليواصل البارسا التقهقر، ويبتعد عن صراع المقدمة في المسابقة التي خسر لقبها الموسمين الماضيين.

ذلك الوضع المزري لبرشلونة يؤكد بما لا يدع أي مجال للشك، أن التفريط في ميسي كان خطأ فادحا، فقد أصبح الفريق بدونه يتيما، لا لون له ولا طعم ولا رائحة، فهو من كان يختلق الفرص، ويمنح زملاءه القوة، فأن تلعب بجوار ميسي لا يعني سوى الفوز وهو ما يعزز داخل اللاعبين قوتهم وقدرتهم ومدى تفوقهم في حضرة ليو، كما أنه يزعج المنافسين ويضعفهم ذهنيا، حين يتأصل داخل تفكيرهم أن ميسي سيخطف نقاط المباراة في لحظة آتية لا محالة، وهذا ما أكده كومان حين اعترف بعد مواجهة أتليتك بلباو التي انتهت بالتعادل 1/1، أن الأندية تجرأت على برشلونة وباتت تلعب بشجاعة أكثر بعد رحيل الهداف التاريخي للنادي.

برشلونة بدون البرغوث، يتيم يرثى لحاله، حيث يعاني الكثير من المشكلات في الرواتب، وأعتقد أن أيام كومان باتت معدودة في الكامب نو( كتب المقال قبل ساعات من إعلان النادي رسميا عن إقالته)، إن ما فعله ميسي في كتالونيا لم يقدر، فهو ليس باهظ الثمن كما قيل، لأن وجود نجم بحجمه وقيمته يجذب رعاة جدد إلى جانب الرعاة المتواجدين، وهذا ما وضح جليا في تخلي العديد من الشركات عن فكرة التعاون مع النادي عقب رحيله، ليطلب برشلونة قرضا ضخما من اجل البقاء على قيد الحياة، وذلك على العكس تماما مما يحدث في باريس حيث تعقد الصفقات التجارية مع الساحر الأرجنتيني.

خسائر برشلونة بالأرقام بعد رحيل ميسي ليست بالقليلة، حيث وصلت إلى 137 مليون يورو، بعد انخفاض مبيعات قميص النادي، وكذلك تذاكر المباريات.

يبدو أن برشلونة بدأ مسيرة سنوات عجاف بعدما تخلى عن أيقونته وتميمة حظه، ورغم ذلك لا نستطيع إلا أن نقول أيضا إن ميسي فقد رونقه والهالة التي كانت تحيطه بعدما غادر كتالونيا، وهذا ما رأيناه بأم أعيننا في مواجهة البارسا بالجولة الأولى في اللبجا أمام ضيفه ريال سوسيداد، حيث إنه مع الدقيقة العاشرة( رقم قميص ميسي مع الفريق)، بدأت الجماهير بترديد اسم الساحر الأرجنتيني، ورفع قميصه، وكذلك لافتات شكر على ما قدمه خلال 21 عاما داخل النادي، فبرحيل ميسي فقد البارسا حجره الكريم، وفقد ميسي مركز قوته، فلا شكل لبرشلونة بدون نجمه، ولا وزن لليو خارج كتالونيا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى