ليفا نعم .. ميسي لا!

كتب- محمد العولقي

مع كل عام تثير مجلة فرانس فوتبول الفرنسية الشهيرة جدلا حول كرتها الذهبية التي تمنحها لأفضل لاعب في العالم وفقا وتصويت أكثر من 180 إعلاميا حول العالم ..

وفي كرة مرة تخرج فيها الجائزة عن زقاق المألوف ومساق المتوقع يبرز السؤال الجدلي الذي حير أهل بيزنطة:
الإنجازات أهم المعايير أم الأداء الفردي أهم المقاييس ..؟، قبل أيام عن الكشف عن هوية اللاعب الفائز بالجائزة المرموقة بلغت الضجة حول هوية الفائز أقصى الحدود.. تسريبات على مستوى رفيع جدا تؤكد أن الأمر قد قضي وأن عريس ليلة التاسع والعشرين من هذا الشهر لن يكون سوى الأرجنتيني ليونيل ميسي.. ما من شك أن مجلة فرانس فوتبول تسرب عمدا كل يوم معلومة عن ميسي، ربما لتهيئة الأجواء أمام خيارها الذي سيتثر الكثير من الزوابع وردود الأفعال بحكم أننا هنا نتحدث عن جائزة لا ندري على أي المعايير والمقاييس تستند..

وإليكم هذه المفاجأة المدوية وهي من نسج خيال الفرانس فوتبول :
كوبا أمريكا أصبحت بقدرة قادر أهم وأغلى وأثمن من بطولة كأس الأمم الأوروبية، وأكثر زخما من بطولة دوري أبطال أوروبا، وأخطر من بطولة دوري الأمم الأوروبية.. إذا كانت معايير ومقاييس الكرة الذهبية تعتمد على لغة الأرقام، فيجب بل يلزم أن يفوز البولندي روبرت ليفاندوفيسكي مهاجم بايرن ميونيخ بالجائزة دون منافس .. وإذا كانت المعايير والمقاييس تستند إلى البطولات والألقاب الفردية والجماعية، فآخر من يمكنه أن يتحدث عن فوزه بالكرة الذهبية هذا العام هو ميسي نفسه.. وتابعوا ..

بالأرقام يعد ليفاندوفيسكي أغزر مهاجم في مراقصة الشباك هذا العام، ليس لأنه حطم الرقم الأسطوري للهداف التاريخي المدفعجي (جيرد موللر) فقط، ولكن لأنه الهداف الذهبي للدوريات الأوروبية، وأرقامه الشخصية المهولة لا تكذب ولا تتجمل ..

بالبطولات أحرز ليفاندوفيسكي مع بايرن ميونيخ هذا العام خمس بطولات، وكان هدافها بلا منازع، هذا من جانب، و من الجانب الآخر إذا كان هناك لاعب في العالم يحق له منافسة (ليفا) على الكرة الذهبية، فلن يكون هذا اللاعب ميسي مع احترامي للكوبا أمريكا، بل سيكون الإيطالي جرجينيو الحاصل مع تشيلسي على دوري أبطال أوروبا والفائز مع منتخب إيطاليا ببطولة كأس الأمم الأوروبية، وهي البطولة الثانية الأهم على مستوى العالم بعد بطولة كأس العالم بالتأكيد ..

تعالوا نحسبها بالمنطق بعيدا عن حسبة (برما) التي تستهوي الفرانس فوتبول : – ميسي قضى موسما شاحبا مع برشلونة، لم يذق خلال الموسم سوى (الكوبا دريه) مع برشلونة، وهي بطولة ثانوية لا ترتقي لبطولة الدوري الإسباني مثلا.

  • غادر ميسي بطولة دوري أبطال أوروبا من الدور الثاني بعد فضيحة الأربعة الباريسية في كامب نو ..
  • تراجع مستوى ميسي مع فريقه الجديد باريس سان جرمان، بدليل أنه يبحث عن ذاته في دوري فرنسي ضعيف، فشل حتى الآن في فك شفرة شباكه ..
  • ربما كان الاستثناء الوحيد تتويج ميسي رفقة راقصي التانجو ببطولة كوبا أمريكا في البرازيل، لكن حتى الفوز بهذه النسخة لم يكن ذا حدث كبير، لأن البطولة تمردت على روزنامة الموعد لأغراض يعلمها فقط اتحاد أمريكا الجنوبية ..

في تقديري أن هناك سببا قويا يلزم الفرانس فوتبول بتتويج ليفاندوفيسكي غير البطولات والأرقام الخرافية التي يلوكها هذا البولندي كغسالة أوتوماتيكية، هذا السبب يتعلق بالقرار الجائر الذي اتخذته المجلة الفرنسية العام الماضي خين حجبت الكرة الذهبية ظلما وعدوانا، في وقت كان (ليفا) وحيدا في الساحة وبلا منافس ..

من يتابع أخبار الجائزة سيلاحظ أن الفرانس فوتبول تطلق قذائف دخانية تشوش على أحقية ليفاندوفيسكي بالجائزة وتتعمد ترجيح كفة ليونيل ميسي .. إذا فاز ليونيل ميسي بكرته الذهبية السابعة هذا العام على حساب أرقام وبطولات ليفاندوفيسكي وجرجينيو فلا جدوى من الكلام، فعندما يصبح معيار الفوز بالكرة الذهبية يستند إلى معادلة عاطفية من مصوتين إعلاميين متعصبين لمبدأ خالف تعرف، فلا جدوى من الكلام والنفخ في القربة المقطوعة..

إذا صدقت التسريبات وتوج ميسي بالكرة الذهبية في عام كان فيه مستوى الفتى المعجزة متذبذبا في المستوى، عندها لن يمثل هذا التتويج إحقاقا للحق، بل ستكون فضيحة بجلاجل ..!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى