زهرة قدي

كتبت- ترياء البنا

كغيرها من الرياضات، لم تستعص كرة القدم على المرأة، حيث مارستها منذ وقت بعيد 1790، ولكنها أصبحت شعبية للمرة الأولى خلال الحرب العالمية الأولى، وكانت إيطاليا أولى الدول التي طبقت الاحتراف في الكرة النسائية، وكان جزئيا، حتى طبقته الولايات المتحدة بشكل كامل، وأقيم أول كأس عالم للسيدات في الصين 1991، بمشاركة 16 منتخبا، وفازت الولايات المتحدة بتلك النسخة، دخلت المرأة هذا المضمار بقوة مظهرة مهارات كروية فائقة، وضحت جليا في جميع المنافسات، وأهمها كأس العالم.

وللرياضة تأثير كبير على جسد من يمارسها، أيا كان جنسه( ذكر- أنثى)، حيث إنها تعتمد في تمريناتها على رفع معدل اللياقة البدنية وتقوية عضلات الجسم في عدة أجزاء، فهناك تمارين الجزء العلوي، وهدفها رفع لياقة الجزء العلوي من الجسد ليكون قادرا على التعامل مع الكرات الهوائية، وهذا التمرين يركز على قوة الذراعين والكتفين، من خلال رفع الأثقال بيد واحدة وبحركات متنوعة.

وهناك تمارين خاصة بالجزء السفلي من الجسم، تركز على تقوية عضلات الساقين، لتحمل الركض لوقت طويل ولمسافات بعيدة، مثل تمرين القرفصاء اعتمادا على ساق واحدة، وتمارين تقوية أوتار الركبة.

إذن التدريبات عامة ترتكز على التغيير من طبيعة العضلات لتقويتها حسب طبيعة الرياضة التي يمارسها الشخص، وفي كرة القدم، يتم العمل على عضلات الذراعين واليدين، لتحقيق التوازن أثناء اللعب، وأيضا عضلات الظهر والبطن والصدر والحوض، لتمكن الرياضي من السيطرة على جسده، وكذلك عضلات الفخذين، وهي العضلات الرئيسية التي تستخدم في الجري بالإضافة إلى عضلات الوركين والساقين، التي تمتد من الركبة إلى الكاحل.

بالطبع ممارسة المرأة للرياضة، وقيامها بتلك التدريبات الشاقة تغير من طبيعتها الأنثوية، لأنها تحدث خللا في بعض الهرمونات، وأهمها الأندروجينات، وهي موجودة لدى الذكور والإناث، وتنتجها الغدد الكظرية، وهذا الاضطراب يؤدي إلى زيادة نسبة الأندروجين، ما يسبب بعض المشكلات وأهمها ظهور الخصائص الذكورية الثانوية في النساء، وهو ما يطلق عليه متلازمة كوشينج.

هذا يفسر، وبنسبة كبيرة جدا، ما حدث مع زهرة قدي، حارس مرمى نادي ذوب آهن أصفهان، والمنتخب الإيراني، والتي كانت سببا في تأهل منتخب بلادها إلى بطولة أمم آسيا (الهند 2022)، بعد تألقها في التصدي لركلات الترجيح بلقاء الأردن، ما دفع الاتحاد الأردني إلى مطالبة الاتحاد الآسيوي بالتحقق من جنس اللاعبة.

زهرة قدي (32 عاما)، تزحزح حجابها أثناء الاحتفال بالتأهل، وظهر شعرها قصيرا، كما أنها تتمتع بقوة بدنية، وهذا ما تسبب في شكواها، ولكنها امرأة مكافحة، مجتهدة، عانت كثيرا في حياتها، حتى إنها عملت بمهنة النجارة التي لا تمارسها النساء، وتؤمن إيمانا تاما بالمساواة بين الرجل والمرأة في كل شيء، تمت تبرئة زهرة، بعد العودة للتحقق من تاريخها منذ بدأت اللعب، وأظهرت اللاعبة سخطها على من ينتقدون مظهر اللاعبات الإيرانيات، وأنهن يشبهن الرجال، مؤكدة أنها تسير في طريقها، غير مهتمة لمثل تلك السخافات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى