لقاء للندم..

كتبت- ترياء البنا

ما كان أسهلها من مواجهة أولى في مشاركة أولى بمونديال عربي اكتسى بالشرعية الدولية، مباراة قد يندم عليها المنتخب العماني كثيرا، فأن تواجه العراق الذي يعاني على كل المستويات، الفنية والإدارية، ولا يلعب منذ فترة طويلة على أرضه ولا وسط جماهيره، ضمن مجموعة تضم أيضا قطر البلد المضيف، والبحرين بطل خليجي 24، ولا تستطيع الفوز فلا تلومن إلا نفسك فيما هو قادم.

لم يحضر المنتخب العماني خلال الشوط الأول، ولن أقتنع بكلام صلاح اليحيائي وهو نجم اللقاء، ويستحق جائزة أفضل لاعب بالمباراة عن جدارة، حين قال: “دخلنا اللقاء تحت ضغط كبير، وهذا جعلنا نخرج عن التركيز”، عن أي ضغط تتحدث يا نجم الأحمر، وأنت تواجه فريقا يقبع في المركز الرابع بمجموعته في التصفيات الآسيوية النهائية المؤهلة لكأس العالم، وتلاشت حظوظه في التأهل، وخرج من تشكيلته الأساسية 6 لاعبين، تم تعويضهم بلاعبين شباب ليس لديهم خبرة المباريات الدولية، ناهيك عن اعتذار المدير الفني الهولندي أدفوكات عن تكملة المشوار مع أسود الرافدين قبيل انطلاق البطولة بأيام؟.

من كان تحت الضغط هم الشباب الذين تضمهم تشكيلة رسمية أولى، ولكنهم إحقاقا للحق كانوا رجالا على قدر المسؤولية، رغم أن الصحافة العراقية، والنقاد كانوا يرددون قبل اللقاء: لا يجب أن نحمل اللاعبين فوق طاقتهم، ويجب غلق المساحات في الخلف أمام الهجوم الكاسح للأحمر العماني، ومحاولة الخروج بنقطة.

غابت شخصية المنتخب العماني في وسط الملعب كالعادة، ولازال المدير الفني يصر على نفس طريقة اللعب، تباعد بين الخطوط، بطء في نقل الكرة، رغم أن الاستحواذ صب في صالح الأحمر، ولكنني أكررها ثانية( ذكرت ذلك عقب لقاء السعودية)، الاستحواذ لا يعني الأفضلية، في مواجهة منتخب شاب تميز بالانتشار الجيد في الملعب، والضغط بقوة على لاعبينا حين نمتلك الكرة، وسرعة نقل الكرة من الخلف للأمام، وسرعة الارتداد للخلف عقب فقدان الكرة، وغلق المساحات أمام لاعبينا بشكل جيد.

سيطر أسود الرافدين على الشوط الأول بامتياز، مع 9 تسديدات على المرمى، وخطورة لمحمد قاسم وأحمد فرحان، وعلاء عباس، ومع ذلك حالفنا الحظ في كرتين بالعارضتين اللتين أنقذتا المتألق أحمد الرواحي من هدف مؤكد.

دخلنا الشوط الثاني بشكل جيد، وتغييرات جيدة، خاصة أن تواجد محسن الغساني إلى جوار صلاح اليحيائي لم يكن مفيدا أبدا لتشابه دوريهما، فرضنا السيطرة في وسط الملعب، نقل سريع للكرة باتجاه المرمى، تحرك جيد بدون الكرة، وهو ما نتج عنه ركلة الجزاء المستحقة التي تحصل عليها أمجد الحارثي إثر عرقلة حسن رائد له داخل الصندوق.

بعد الهدف بدا لاعبونا وكأنهم ضمنوا النقاط الثلاث، خاصة بعد الاضطراب الذي أصاب المنتخب العراقي، ولكن الكرة أنصفت لاعبي العراق على مجهوداتهم في الشوط الأول، فوسط اطمئنان الجميع تحصل العراق على ركلة جزاء لم تكن الكرة فيها تستحق الشد من أمجد الحارثي للاعب العراق.

في الأخير، انتهت المباراة بالتعادل، والمدير الفني اكتفى بالحديث عن أخطاء التحكيم وردود فعل المدير الفني للعراق ودخوله إلى أرض الملعب، واللاعبون صرحوا بانهم غير راضين عن النتيجة وأنهم كانوا يطمحون للفوز الذي سرق منهم في الدقيقة 98.

على الجانب الآخر، شاهدنا لقاء ينذر بالكثير القادم، بين قطر والبحرين، لقاء على المدير الفني للأحمر ولاعبيه مشاهدته مرارا وتكرارا، لأننا سنواجه منتخبين على أعلى المستويات الفنية مع مديرين فنيين لا غبار عليهما، تفوقا من قبل على المنتخب العماني، علينا أن نعد العدة جيدا لمواجهتين من العيار الثقيل، ويجب أن نخوضهما بـ نكون أو لا نكون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى