كتبت- ترياء البنا
رغم الجدل الذي أحيط بها، ومطالبة بعض أندية أوروبا بتأجيلها وربما إلغائها، نجحت بطولة الأمم الأفريقية بنسختها الـ33 في إعادة التنفس والظهور للنور، لتنطلق منافساتها بعد غد 9 يناير الجاري، وحتى 6 فبراير القادم، وهي البطولة التي تتميز بأنها جاذبة لأنظار عشاق الكرة، والأندية الكبرى التي تعتبرها سوقا جيدة لعرض ما تزخر به القارة السمراء من نجوم ومواهب، حيث تعد (كان) المحفل الذي خرجت من خلاله الجواهر السمراء إلى الدوريات الكبرى.
وتدين البطولة التي كانت مقررة في 2021(واحتفظت بمسماها لأغراض الرعاية)، حيث تأجلت لأكثر من مرة بسبب سوء الأحوال الجوية تارة، وجائحة كوفيد 19 مرة أخرى، لأحد أساطير الكرة الأفريقية والبطولة نفسها عبر التاربخ، فبعد أن نجح الأسد الكاميروني في اعتلاء عرش هدافي كأس الأمم الأفريقية وأصبح رقما صعبا على منافسيه، حيث يمتلك نجم برشلونة الأسبق رقما لا زال صامدا حتى الآن 18 هدفا خلال 6 نسخ( 4 أهداف نسخة 2000، هدف وحيد نسخة 2002، هدف وحيد 2004، 5 أهداف في 2006، ومثلها في 2008، هدفان في 2010)، كما توج بالبطولة نسختي 2000، 2002، عاد صامويل إيتو ليكتب التاريخ مجددا، وينقذ مستقبل النسخة الحالية من البطولة، حين تولى رئاسة الاتحاد الكاميروني في وقت حرج، تزايدت فيه الأنباء بتأجيل البطولة وربما إلغائها، لكنه رفض تماما تلك الفكرة، وأطلق تصريحات نارية لقناة قانال بلس الفرنسية بأنه لا يوجد سبب منطقي للتأجيل، :كأس الأمم الأوروبية أقيمت الصيف الماضي بحضور الجماهير وفي خضم جائحة كورونا، ولم تكن هناك أية مشاكل حولها، فلماذا القلق من كأس الأمم الأفريقية؟.
ويشارك في هذه النسخة، وللمرة الثانية على التوالي 24 منتخبا، بعد أن كانت 16 فقط، قسمت إلى 6 مجموعات رباعية، يصعد من دورها الأول( دور المجموعات)، الأول والوصيف، وكذلك أفضل 4 منتخبات حصلت على المركز الثالث، وبداية من الدور الثاني تلعب المواجهات بنظام خروج المغلوب، ويلعب ثمن النهائي 23-26 يناير، وربع النهائي يومي 29، 30 يناير، ونصف النهائي 2، 3 فبراير، على أن يكون اللقاء الختامي للعرس الأفريقي الأبرز 6 فبراير.
كما تشهد النسخة الحالية من البطولة زيادة في الجوائز، كما شهدت النسخة الماضية، مصر 2019 رفع كاف لقيمة الجوائز، حيث حصل حامل اللقب( الجزائر) على 4,5 مليون دولار مقارنة بنسخة الجابون2017، التي حصل بطلها على 4 ملايين دولار، كما حصل الوصيف في 2019 على 2,5 مليون، فيما حصل صاحبا المركزين الثالث والرابع على 2 مليون دولار بدلا عن 1,5 في نسخة 2017.
وتتميز هذه النسخة من البطولة بتواجد أغلى لاعبي القارة، الذين ينتظر جمهورهم مشاهدتهم مع منتخباتهم، ويعلقون عليهم الآمال في حصد اللقب القاري، وعلى رأسهم الفرعون المصري محمد صلاح( 100 مليون يورو)، ساديو ماني( 80 مليون يورو)، أشرف حكيمي( 70 مليون يورو)، أوسمين ونديدي( كلاهما 60 مليون يورو)، فرانك كيسي( 48 مليون يورو)، كوليبالي( 45 مليون يورو)، زاها ويوسف نصيري ورياض محرز( 40 مليون يورو).
أخيرا… كأس الأمم الأفريقية تمثل متنفسا تنتظره على أحر من الجمر جماهير القارة السمراء، وتمثل البطولة عرسا أفريقيا كبيرا للمنتخبات المشاركة، فمن من النجوم سيكون بارا ببلاده ويستطيع رفقة زملائه تجريد الجزائر من لقبها؟ أم سيؤكد محاربو الصحراء أبطال كأس العرب أحقيتهم بعدم التفريط في الكأس الأغلى؟