الفراعنة وسبايدر ويب

كتبت- ترياء البنا

رغم أن مشاركة المنتخب المصري في نسخة كأس العرب الأخيرة بقطر لم تكن على مستوى تطلعات الجمهور، ليس فيما يخص اللاعبين فقط، ولكن فيما يتعلق بالجانب الفني والتكتيكي للمدير الفني كارلوس كيروش، فقد عمد كيروش خلال اللقاءات إلى توظيف معظم اللاعبين في غير مراكزهم، وهو ما دفع المصريين إلى مهاجمته، وراح البعض إلى تبرير فشله في قيادة دفة الفراعنة بأنه لم يكن لاعبا، فكيف لحارس مرمى أن يقود منتخبا عريقا كالمنتخب المصري، الذي طالما تواجد ببطولة فهو دائما المرشح الأول للقبها؟، وزاد الأمر سوءا خروج كيروش عن صمته ورده بأن التعاقد معه كان لمهمة واحدة فقط، وهي الصعود بالفريق إلى نهائيات كأس العالم، وأنه خلال كأس العرب كان يسعى إلى تجريب عدد من العناصر الشابة لبناء فريق قوي يستطيع حصد الألقاب لفترات طويلة.

خرج المنتخب المصري في كأس العرب من ربع النهائي أمام تونس، ولكن بالمقارنة بين المنتخب المصري في كأس الأمم الأفريقية وكأس العرب، يتضح أن الفراعنة أكثر المنتخبات استفادة من المشاركة العربية، والتي كانت بالفعل فرصة هامة للتجريب والوقوف على مدى قدرات وإمكانيات اللاعبين، وهو ما طبقه كيروش بالكأس الأفريقية، ساعده على ذلك عودة العناصر المؤثرة، محمد صلاح، محمد النني، ومصطفى محمد.

مع بداية المشوار الأفريقي لم يكن الفراعنة بتلك القوة الضاربة التي ترشحهم للتأهل لأدوار متقدمة، واستهل دور المجموعات بهزيمة أمام نيجيريا، ورغم ذلك تميز الفريق بشيء جيد وهو الترابط في الأداء دفاعيا وهجوميا بمشاركة فاعلة من خط الوسط، حيث عمد كيروش للعب بطريقة شبكة العنكبوت (Spider Web)، وهي ما منحته التفوق على الخصوم رغم الخطورة التي واجهها الفريق في معظم الأحيان.

بالنظر لتكتيك كيروش، نجده اعتمد على عدم تشتت اللاعب في مساحة واسعة من الملعب فقد حدد لكل فرد مساحة لا تتعدى تقريبا 40مترا مربعا، بداية من الخط الخلفي، فالمساك الأيسر( محمود حمدي الونش) يظهر له دائما أحمد فتوح الظهير الأيسر والذي مثل حلقة وصل قوية بين الونش وعمرو السولية في الاستلام والتسليم، وأثناء الهجوم يتراجع إليه عمر مرموش، وفي الجهة الأخرى، وعلى الجانب الأيمن يقوم عمر كمال عبدالواحد بدور فتوح، في الربط بين محمد عبدالمنعم المساك ومحمد النني أو حمدي فتحي، وخلال الهجوم يتراجع مصطفى محمد رأس الحربة للانضمام إليهم، فيما منح محمد صلاح الحرية في التحرك.

خطة جيدة آتت ثمارها حتى الحين، ولكن وإحقاقا للحق لم تكن خطة كيروش لتنجح لولا تواجد محمد صلاح، والذي كما وضح للجميع أنه القائد والمحرك للاعبين داخل وخارج الملعب، ورغم اعتراض البعض على دور صلاح وقوته وسطوته على الفريق وأنها تفوق قوة كيروش، إلا أنني أرى أن تأثير صلاح قوي جدا وربما هو السبب الرئيسي في تلك الروح الكبيرة التي ظهر عليها الفراعنة، ولمن لا يعرف صلاح، فصلاح رغم ما وصل إليه على المستوى الفردي، دائما يقلل مما حققه، ويرددها دائما: أريد أن أحقق بطولة لمصر، هدفي الأول خدمة بلدي.

أخيرا.. الفراعنة على بعد خطوة واحدة من النجمة الثامنة، واليوم يتحدد بطل نسخة 2021 الأفريقية، فهل ينصف صلاح بتحقيق حلمه برفع كأسها؟ وهل تنجح شبكة العنكبوت الكيروشية في حسم اللقب لملوكه؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى