بين المستشار والوزير (عين الحسود)

كتب- محمد بن عبدات

منذ عرفت نفسي وأنا أبحث دائما عن تقديم الصورة الطيبة التي ترضي شيئا من طموحاتي وآمالي وقبلهما كل ما يرضي الله، فيما أقوم به سواء في مساري الخاص أو في المسار العام لخدمة بلدي وتشريفها لأعكس من خلال ذلك صورة مميزة لدى الآخرين، والحمد لله وبتوفيقه، حققت كثيرا مما أتطلع إليه محليا وخارجيا، وربما كان الخارج هو السباق في تقدير جهودنا وتكريمنا، بل في فترة ما وجدت من قبل بعض المؤسسات الخارجية فرصة للعمل في دول العمل فيها حلم، وهي دلالة على ثقة وتقدير جهودنا وعملنا وما نحمله من فكر وإمكانيات في مجالنا.

إلا أن ظروفا أسرية خاصة في تلك الفترة حالت دون تحقيق ذلك ولعل في هذا الأمر خيرا، ورغم ذلك ظللنا نقدم كل ما عندنا من جهد وإمكانيات لخدمة رياضة بلدنا ووطننا العربي دون كلل أو ملل حبا في مجالنا ومهنتنا في الرياضة وإعلامها.

حقيقة، كل واحد يواجه من الصعاب والتحديات والعراقيل في طريق تطلعاته وتستشعر بها في كثير الأوقات فتواجهها بتحد وإصرار وقبلهما عزيمة وإيمان قوي بالله سبحانه وتعالى، ولهذا وفقني الله أن أحمل إلى حد كبير في مشواري إلى اليوم سيرة ذاتية طيبة وبداخلي أتطلع للمزيد من الخطوات الطيبة أيضا في مسيرتي وأدعو الله أن ينعم علينا بالصحة والعافية وطول العمر، لنعمل كل ما يخدم ما نصبوا إليه ومعه الصالح العام.

بالأمس، كلفت للعمل مستشارا في وزارة الشباب والرياضة وهي فرصة أن أشكر أخي الفاضل معالي الوزير نايف بن صالح البكري على ثقته في شخصي وأملي أن أكون عند حسن الظن دائما، إلا أنني من يومها زادت معاناتي من ظرفي الصحي بعد أن بدأت الحالة في تحسن، وإن شاء الله تعود أحسن مما كانت وأفضل.

صديقي وأستاذي الفاضل عمر بن مهري أحد مناضلي جبهة التحرير، الذي تتلمذت على يديه في مرحلة متقدمة، قال لي إنها عين الحسود ربما أصابتك، وكان قبلها يحب أن يناديني دائما يا مستشار، ولا أدري ماذا كان يدفعه نحو ذلك بإصرار غريب، وحين نلت هذا المسمى في الوظيفة، قال مبتسما كنت أنوي أن أناديك بعدها يا معالي الوزير ولكن محبتي لك وخوفي عليك أن يصير ذلك واقعا في يوم من الأيام، وتطالك عيون الخبثاء والحساد أكثر ولن يرحموك حينها.

وللعلم أخي معالي الوزير نايف بن صالح البكري وجه مشكورا بصرف تذكرتي سفر قبل نحو أكثر من شهر وفقا لتقارير علاج سفري للخارج؛ إلا أنها لم تخرج بعد من صندوق رياضة حضرموت، رغم متابعة واهتمام المعنيين، وربما أصابها هي الأخرى عين خبيثة، فكيف لو وجه الوزير فوقها بتكلفة العلاج؟ لا أدري ماذا سيحدث، وأنا أكن للجميع المحبة وحب الخير، وأستغرب أن أواجه بشيء ربما يختزل في “حسد” البعض، وفق إحساس أستاذي القدير ابن مهري.

لذلك كان الأمر عاديا لدي حين تواصل معي الأخ الفاضل حسن باشنفر ليسأل عن صحتي مشكورا، وبعدها قال:إذا احتجت لأية خدمات فنحن مستعدون وأبشر سوف أكلم الشيخ أحمد العيسى رئيس اتحاد الكرة لغرض علاجك وسفرك، ومن يومها لا حس ولا خبر، ولم أعر ذلك اهتماما، وليس من طبعي أن أتودد، وهو الأمر الذي يقلل من مكانة وشخصية الواحد؛ ولهذا لم أفكر غير في الاعتماد على ذاتي والتوكل على الله.

ولعل في قرار الطبيب خيرا في أن أعمل جلسات علاج طبيعي لفترة تقارب الشهر قبل السفر حتى أتخلص من أية آلام، وليكون السفر بأريحية ودون عناء ومشقة، فالإنسان المؤمن يدرك تماما أن ما يصيبه هو ما كتب الله له، وأن الشيء المقدر والمكتوب سيناله حتما اليوم أو غدا، ويقولون كل تأخير وفيه خير، ويا أستاذ عمر قل ما تريد وعلى عين الحسود نادي يا معالي الوزير أو حتى يا مولاي السلطان، فلا تقلق أو تخاف فلن يقدر عليك أي مخلوق إذا تحصنت وتمسكت بخالقك وخالق الكون كله..

أخيرا.. لتطمئن القلوب المريضة أن ليس هناك للمستشار دولارات شهرية، أو امتيازات أو غيرها، هكذا يبدو الأفق جليا، وحتى وضعي الوظيفي لم أتابع ترتيبه إلى اليوم في ظل هكذا ظروف، فلازلت على درجتي التي اكتسبتها وظيفيا منذ سنوات، وعلى راتبي السابق الذي لايتعدي…….ريال يمني!! فليطمئن الجمبع ويرتاح من في قلبه مرض.. وآخر الكلام: لازالت الدنيا بخير وعين الحسود لا تسود.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى