رياضتنا.. ما الجديد؟!

كتب- سالم ربيع الغيلاني

الأحلام والخيبات تسير جنبًا إلى جنب في رياضتنا، وكلما كبرت الأحلام جاءت الخيبات أكبر. القائمون على رياضتنا منذ أكثر من خمسين عاما، يطلقون وعود التصحيح والارتقاء بهذا القطاع الحيوي، ومنذ أكثر من خمسة عقود وهم يزرعون الهواء ونحن نجني الريح، ومع كل عثرة أو إخفاق يتذرعون بالحجج ذاتها والتي حفظها القاصي والداني (قلة الخبرة، نقص الإمكانيات، قلة الاحتكاك، بناء فريق أو لاعب للمستقبل) وتمضي الأيام والشهور والسنوات والعقود، ومازلنا نعاني من نقص الإمكانيات، وفرقنا ولاعبونا من نقص الخبرة وقلة الاحتكاك، ويبلغون عمرهم الافتراضي وعمليات بنائهم لم تكتمل بعد.

كيف يمكن أن نتطور ونحن نعتنق مذهب هذا أحب وهذا أريد؟ كيف يمكن أن نتقدم ونحقق النجاحات ونحن نضع الحواجز أمام أصحاب الكفاءة من المبدعين وأصحاب الخبرة ممن يملكون الشغف والرغبة في التغيير، ونمهد الطرق ونفسح لأصحاب المصالح وضيقي الأفق المجال لإدارة رياضتنا؟ سنظل نراوح مكاننا طالما هذا هو نهجنا وهذه هي سياستنا في إدارة قطاع الرياضة؛ فما يبنى على أساس متهالك مصيره الانهيار.

اتحاد القدم الذي يعد المؤسسة الرياضية الأكبر بعد وزارة الثقافة والرياضة والشباب في السلطنة، والذي يحظى بالاهتمام والدعم، هو الانعكاس الأوضح لواقع رياضتنا والكيفية التي تدار بها الأمور، فمنذ سنوات طويلة والإعلام يلوك موضوع الاهتمام بسلامة وأمن اللاعبين في الملاعب، وضرورة التنسيق مع الجهات المعنية المختلفة في السلطنة لتوفير (على أقل تقدير) الحد الأدنى من الاحتياجات التي تضمن عدم وقوع ما لا يحمد عقباه، لكن لا حياة لمن تنادي، حتى فقدنا أحد أبنائنا اللاعبين أمام مرأى ومشهد العالم، وبدلا من قيام الاتحاد بدوره في توضيح ملابسات ما حدث ويتحمل مسؤولياته كاملة، هرع إلى أهل الفقيد مطالبًا إياهم بالصمت وعدم التحدث إلى وسائل الإعلام حول الحادثة! ولأنهم يسعون وراء حقوق فقيدهم غير المحصلة لاذوا بالصمت.

الصمت عند الإخفاقات وارتكاب الأخطاء والتهليل والتطبيل عند تحقيق نتف الإنجازات التي تجود بها المصادفات السعيدة بين الحين والآخر هي السمة الأميز لمؤسساتنا المختلفة، إنهم يجيدون بامتياز فن التجاهل وحرق أعصاب جماهيرهم، فهل يعقل أنه خلال هذه الأزمنة المتلاحقة والخيبات المتراكمة على مستويي الإنجازات التنافسية والتطويرية لم يخرج لنا يومًا رئيس اتحاد أو لجنة ليقول إنَّه يتحمل مسؤولية هذا الإخفاق أو ذلك الفشل؟!

إلى متى ستظل رياضتنا تتجرع ونتجرع معها كل هذه المرارات؟ إلى متى سنظل نكتب ونقول وننادي ونصرخ ولا ننال سوى التجاهل أو الإمالات أو الإملاءات، ما الفائدة التي ستعود على رياضتنا من تحييد أصحاب الكلمة الحرة والرأي الصادق؟ ألا يكفيها ما يحدث خلف الأبواب المغلقة من -لت وعجن وتخبيص- حتى نُجهز على وسيلة التصويب الوحيدة التي لا تزال بعض أدواتها تعمل بصدق وتجرد؟

هل ستتغير الأوضاع؟ وهل ستشهد رياضتنا ميلادا جديدا؟ وهل سترافق أحلامنا النجاحات بدل الإخفاقات؟ هذا ما نأمله ونتمناه خلال المرحلة القادمة مع وجود قيادة شابة قادرة على صنع التغيير وتحقيق المأمول على الأصعدة الرياضية المختلفة ممثلة بصاحب السمو السيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد؛ فلا بد من وثبة هائلة إلى الأمام للحاق بركب من سبقونا من أبناء المنطقة على -أقل تقدير- فما تختزنه السلطنة من إمكانيات كبيرة على مستوى الرياضيين والتنوع الجغرافي، يُمَكِنُها بقليل من الجهد والتنظيم من تحقيق هذا المسعى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى