الأحمر والأمتار الأخيرة

كتبت- ترياء البنا

استقرار فني وإداري( عقب تجديد التعاقد مع المدير الفني لموسمين قادمين)، مجموعة من النجوم التي حظيت بقناعات القائد برانكو إيفانكوفيتش، حالة من الرضا بعد الأداء الجيد في بطولة كأس العرب، والوصول إلى الدور الثاني، وظهور اللاعبين بشكل جيد خاصة خلال مواجهتي قطر والبحربن، ما ساهم في احتراف بعض عناصر كتيبة الأحمر، ودعم الروح المعنوية لدى المنتخب.

هي أسلحة ندخل بها الأمتار الأخيرة والحاسمة في مشوار التأهل للعرس الكروي العالمي، فرغم تلاشي حظوظنا على الورق( أمام السعودية المتصدر، اليابان الوصيف، والتي أفاقت من كبوة الهزيمة العمانية سريعا وعادت بقوة)، أستراليا ثالثا، ثم يأتي الأحمر رابعا، إلا أننا لازلنا نمني النفس بالعودة إلى قطر قبل نهاية هذا العام.

ومع العودة للمشوار الصعب، نتأهب جميعا لصافرة بداية مواجهة جدة، أمام الأخضر السعودي الذي يتربع بصدارة المجموعة بلا هزيمة، لقاء صعب خاصة أنه خارج الديار وأمام فريق نجح في خطف نقاط اللقاء الأول بمجمع بوشر، رغم أداء جيد واستحواذ للأحمر أغلب فترات المباراة، ولكنه( من وجهة نظر شخصية)، استحواذ وهمي، إذ إنه لم يكن في مناطق الخطورة، وكأن هيرفي رينارد نجح في تمثيل السيناريو الذي وضعه ونجح في امتصاص القوة والرغبة العمانية في تحقيق الفوز، وهرب بالنقاط بهدف وحيد.

مواجهة جدة هذا الشهر، تليها مواجهة أستراليا بمجمع السلطان قابوس بداية الشهر القادم، تحددان بنسبة كبيرة مصير الأحمر في هذا السباق الذي صعبه علينا لاعبو الأحمر، بخسارتين على أرضنا كانتا بالمتناول أمام السعودية واليابان، تليهما في مارس القادم مواجهتا فيتنام( خارجيا)، ثم اللقاء الأخير الصين بمجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر.

بالنظر لعناصر الفريق التي وقع عليها الاختيار، يتضح أن المدير الفني بدأ فعليا عملية الإحلال والتبديل والتجديد للمرحلة المقبلة( التصفيات وما يليها)، حيث أضاف للقائمة وجوها جديدة( مروان تعيب وأيمن درويش)، إلى جانب المحترفين والأساسيين الذين بدأوا مشوار التصفيات وكأس العرب بالدوحة.

لا نستطيع إنكار أن مباراة السعودية على أرضها مواجهة صعبة تحمل أبناءنا عبئا كبيرا ومسؤولية وضغطا زائدا، وليست تلك المواجهة فقط، بل باقي المواجهات، خاصة أن خسارة أية مواجهة تعني خروجا مؤكدا من السباق( إذا تجاهلنا نتائج مباريات المجموعة)، خاصة وأن النتائج متوقعة وتسير بشكل منطقي.

قد لا نستطيع التأهل لكأس العالم، ولكننا الآن نمتلك فريقا جيدا، استطاع أن يؤدي بشكل مقبول رغم اعتماده الكلي على المعسكرات الخارجية والتجمعات الداخلية فقط( في ظل توقف المسابقات المحلية لفترات طويلة)، وهذا بكل تأكيد يضعه في خانة ظالمة إذا قورن بالنواحي الفنية والبدنية للاعبي المنتخبات الأخرى، لذا على لاعبينا أن يؤدوا أداء مشرفا دون النظر للنتائج، وعلينا تقبل الأمر الواقع، والعمل على بناء فريق متكامل للاستحقاقات القادمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى