نجح منتخب مصر في الوصول إلى المربع الذهبي لبطولة أمم أفريقيا، وهو ممثل العرب الوحيد الذي استطاع الصمود في تلك البطولة المثيرة، بعد خروج لم يتوقعه أكثر المتشائمين لمحاربي الصحراء أبطال النسخة الماضية( مصر 2019)، وأبطال كأس العرب الأخيرة والتي ظهر بها المنتخب الجزائري في أبهى حلة واستحق اللقب عن جدارة.
تبعه خروج تونس أمام بوركينا فاسو من ربع النهائي، وخروج أسود الأطلسي الذين وقعوا في مواجهة عربية خالصة في دور الثمانية أمام المنتخب المصري، وهو ما لم يكن يتمناه الطرفان بغية وصولهما كممثلين عن العرب لأبعد نقاط البطولة، ويتحقق اللقب لأحدهما، ولكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن العربية.
ليصبح الفراعنة ممثلي العرب الوحيدين الصامدين بالكأس الأفريقية، ولكن الخطوة القادمة للمصريين غدا، هي بكل تأكيد العقبة الأصعب نحو تحقيق اللقب القاري لأكثر بلد حصدته بين الأدغال الأفريقية.
لا تكمن صعوبة اللقاء في منتخب الكاميرون نفسه، فقد استطاع المصريون من قبل الفوز عليهم وسط جيل ذهبي لأسود الكاميرون وانتزاع اللقب من بين أضراسهم، ولكن المصريين يواجهون عقبات عدة ليس فقط في تلك المواجهة، بل البطولة كلها، والتي من الظاهر للعيان أنها تسير وفق مخطط يصل بها إلى بر إيتو والبلد المنظم( التحكيم، تهديدات المنتخبات، إيجابية مسحات معظم لاعبي بعض المنتخبات لكوفيد19، وغيرها).
يدخل الفراعنة اللقاء متسلحين بالتاريخ الذي يصب في مصلحتهم على مستوى المواجهات، حيث التقى المنتخبان قبل تلك المواجهة المرتقبة في 27 مباراة، حقق خلالها الفراعنة الفوز في 15 مناسبة، مقابل 6 هزائم و6 تعادلات، وفي أمم أفريقيا تواجها 13 مرة، تفوق المصريون في 7 لقاءات.
كما سبق للمنتخبين أن تواجها في نهائي كأس أفريقيا ثلاث مرات أعوام 1986، و2008، و2017، وفاز منتخب مصر باللقب القاري على حساب الكاميرون عامي 1986، و2008، بينما ذهب لقب 2017 للكاميرون.
وصل الفراعنة للدور نصف النهائي، وهو ما لم يكن متوقعا من الجماهير المصرية الساخطة على المدير الفني وجهازه المعاون، على خلفية الاختيارات وتوظيف اللاعبين في الملعب (كيروش دائما ما يضع معظم اللاعبين في غير مراكزهم)، وكذلك تصريح المدير الفني بأنه تم الاتفاق معه على مهمة واحدة وهي الصعود إلى نهائيات كأس العالم، ورغم ذلك بذل اللاعبون جهودا مضنية، خاصة الشباب المنضمين لأول مرة للقائمة الدولية، وأقنعوا الجميع من خلال الروح العالية أثناء المنافسات.
أخيرا.. مواجهة الكاميرون نهائي جاء قبل خطوة من اللقاء الختامي، فبنسبة كبيرة سيكون الفائز من اللقاء بطلا للقارة في النسخة التي واجهت منعطفات كثيرة ومعقدة، فهل ينجح الفراعنة في حفظ ماء وجه العرب أمام أسود أفريقيا؟ وهل يستطيعون تأكيد البصمة المصرية على الكأس الأفريقية؟