أبطالنا صعقوا الألمان

كتبت- ترياء البنا

بشق الأنفس أو بطلوع الروح بالعامية المصرية، خسر منتخبنا الأول لقاء المانشافت الختامي قبل التوجه إلى قطر لخوض غمار نهائيات كأس العالم، في مباراة رائعة قدمها نجوم الأحمر عطلوا خلالها عمل الماكينات، ولم يستحقوا الخسارة، ولكنها كرة القدم.

منذ إعلان الجانب الألماني عن اللقاء، فقد أكد أن الهدف من اختيار السلطنة هو اللعب في أجواء مشابهة لأجواء قطر من حيث الطقس، وكذلك مواجهة منتخب ليس بالقوي، إذن فقد جاء الألمان إلينا لتحقيق فوز كبير يمنحهم الثقة التي غابت عنهم لسنوات فائتة منذ خروجهم من دور المجموعات في مونديال روسيا 2018، وخروجهم من دور ال16 في كأس الأمم الأوروبية، كما أن هانز فليك الحاصل على الدوري الألماني والكأس ودوري أبطال أوروبا رفقة بايرن ميونيخ، قام بثورة على مستوى عناصر الفريق وعمد إلى اختيار الشباب واستبعد عناصر أساسية من الفريق.

ومنذ وصول البعثة الألمانية إلى السلطنة والأمور تسير بشكل غير مريح، حيث أبدى الألمان رفضهم لتواجد وسائل الإعلام المحلية أثناء استقبالهم، ومع اليوم الذي يسبق المباراة، وخلال المؤتمر الصحفي أتيحت كل الفرص لوسائل الإعلام الألمانية المصاحبة لهم، وتم تهميش وسائلنا، وتحججوا على صحفهم بأنه لم يتواجد مترجم من العربية إلى الألمانية، على الرغم من أنه في مثل تلك الحالات يتم الاعتماد على اللغة الإنجليزية، كما لم يسمح باقتراب أي شخص من كتيبة الألمان خلال الربع ساعة المفتوح للإعلام من التدريبات، بل والأدهى من ذلك حين اقتربت مني إحدى الالمانيات لتسألني: هل الناس هنا يعرفون كرة القدم؟ واندهشت حين أجبتها بلى، لتتساءل: وهل لديكم وسائل إعلام أم أن هؤلاء ليسوا عمانيين؟ أجبتها جميعنا وسائل إعلام عمانية، وتابعت الاندهاش: وهل تعرفون المنتخب الألماني؟ هل تعرفون هؤلاء اللاعبين والأندية الألمانية؟، وتعجبت كثيرا فكيف يرانا هؤلاء؟.

ولكن جاءت المباراة دليلا دامغا، وإجابة شافية، ومنشارا قطع على مدار دقائق اللقاء أفكارهم بأننا بدائيون، ولدينا ملعب يذكرهم بملاعبهم منذ 25 عاما، كما صرح أحدهم، حين أظهر لاعبونا قدرتهم الفائقة والتي للحقيقة لم نتوقعها نحن، ظهروا بصورة مشرفة تليق بنوفمبر المجيد والعيد الوطني، وهو ما صدق به برانكو إيفانكوفيتش حين أعلن في المؤتمر الذي سبق اللقاء أن المباراة ستكون الأفضل لأنها تتزامن مع احتفالات العيد الوطني.

والأهم في هذه الليلة اللوحة الرائعة التي رسمها الجمهور العماني الذي ملأ مدرجات مجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر، وظل طيلة المباراة يعزف أجمل سيمفونية، أجبرت النجم السابق للألمان لوثر ماتيوس على تصوير الجماهير بهاتفه مبديا إعجابه الشديد بالجمهور.

وبعد اللقاء وخلال المؤتمر الصحفي للمدرب هانز فليك، لاحظنا جميعنا تغير النظرة إلينا فقد بدا ودودا يتحدث إلى الجميع ويبتسم للجميع، حتى إنه اعتذر لي شخصيا لأنه لم تتم ترجمة أسئلة الألمان وإجاباته عليها( لأن اتحادنا بمنتهى البساطة، جاي يكحلها عماها)، أتى بطالب من الجامعة الألمانية وعجز عن الترجمة، ما دفع فليك إلى الاعتذار بنفسه.

رغم علامات الاستفهام الكثيرة حول تنظيم الاتحاد لاستقبال منتخب وحيد من منتخبات المونديال، إلا أن رجال الأحمر كانوا في الموعد، وقدموا مباراة ستظل عالقة طويلا في أذهان الألمان وخاصة إذا لم يحالفهم الحظ في التأهل إلى أدوار متقدمة في المونديال.

ختاما.. كل الشكر والتقدير لبرانكو إيفانكوفيتش مدرب منتخبنا الوطني وكتيبة الأحمر التي أسعدتنا في لقاء تاريخي ولم تنغص فرحتنا في عيدنا الوطني، وطمأنتنا على منتخبنا الذي ننتظر منه بعد هذا الأداء تحقيق كأس الخليج، هدفنا القادم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى