المغرب رمز الوحدة العربية

كتبت- ترياء البنا

بعد انتهاء دوري المجموعات، والـ16، لم يتبق سوى 8 منتخبات في سباق الحصول على لقب نسخة قطر من كأس العالم، ولكن دور الثمانية هذه المرة بنكهة مختلفة، حيث يحمل ومنذ زمن بعيد طموحا عربيا وآمالا بوصول أسود الأطلس إلى أبعد نقطة، خاصة وأن المنتخب المغربي بات ممثل العرب الوحيد، والذي يحمل على عاتقه إسعاد الجماهير العربية التي احتفت به بشكل يفوق الوصف عقب إقصائه الماتدور الإسباني في دور الـ16، فلم يعد منتخب المغرب بل أصبح منتخب العرب، وهو بما يضمه من لاعبين وجهاز فني وطني قادر على تخطي عقبة البرتغال والإبقاء على حلمنا لخطوة أخرى والحفاظ على تعلقنا بالكأس العالمية لفترة ممتدة.

هنا تحضرني مسيرة منتخب المغرب والذي غاب عن المشهد الكروي أفريقيا وعالميا لمدة ليست بالقصيرة، منذ تأهله إلى نهائي كأس الأمم الأفريقية 2004، وخسارته أمام الجار المستضيف تونس بهدفين لهدف، ولم يحقق أسود الأطلس أي إنجاز يذكر عقب الخروج المرير من مونديال فرنسا 1998، ولم يتأهل بعدها خلال 4 نسخ( 2002، 2006، 2010، 2014)، كما كانت مشاركاته في بطولات أفريقيا غير مرضية أبدا مع خروجه من دور المجموعات، حتى نجح في خطف بطاقة التأهل إلى مونديال روسيا 2018، لتكون المشاركة الخامسة للأسود في المحفل العالمي، بعد 4 مشاركات كان مستهلها مونديال المكسيك 1970، ورغم خروجه من دور المجموعات، فقد ترك رفاق إدريس باموس، وأحمد فرس، بصمة جيدة وحضورا لافتا في المباراة الأولى، حين خسروا بصعوبة أمام المنتخب الألماني، ونجحوا في خطف تعادل إيجابي بهدف لهدف في المواجهة الأخيرة أمام بلغاريا، عقب خسارة أمام البيرو بثلاثية.

وجاءت المشاركة الثانية في مونديال المكسيك أيضا 1986، مونديال الإنجاز المغربي الأبرز في تاريخ مشاركاته بكأس العالم، بتأهله إلى الدور الثاني، وتصدر مجموعته، بعد التعادل في مباراتين أمام المنتخبين الإنجليزي، والبولندي، والفوز على البرتغال بثلاثة أهداف لهدف (ثنائية عبد الرزاق خيري، وهدف لميري)، ليكون أول منتخب عربي وأفريقي يصعد إلى الدور الثاني في كأس العالم، ولكن شاءت الأقدار حينها أن يصطدم المنتخب المغربي في الدور الثاني بالماكينات الألمانية، المنتخب الأول آنذاك في أوروبا، والذي كان يضم أبرز اللاعبين الذين مازال الألمان يتغنون بأمجادهم: لوثر ماتيوس، فولر، رومينغي، والحارس شوماخر، لكن رغم قوة المانشافت، قدم الأسود عرضا مبهرا، قبل أن يخسروا بصعوبة بهدف في آخر دقائق المباراة، عن طريق ضربة ثابتة، للوثر ماتيوس.

كما شارك أسود الأطلس في مونديال أمريكا 1994، ولكنها تحمل ذكريات سيئة حيث كانت الأسوأ، بخروجه من دور المجموعات بعد ثلاث خسائر: أمام بلجيكا بهدف نظيف، والسعودية بهدفين لهدف، وهولندا أيضا بهدفين لهدف.

ثم استعاد المنتخب المغربي هيبته في مونديال فرنسا 1998، حيث قدم أداء راقيا في دور المجموعات، تعادل مع النرويج بهدفين لمثليهما، (مصطفى حجي وعبد الجليل هدا)، وخسارة متوقعة أمام السامبا بثلاثية، ثم الفوز على اسكتلندا بثلاثة أهداف دون رد، أحرزها عبد الجليل هدا، وصلاح الدين بصير( هدفين)، ولكن الهزيمة غير المتوقعة للبرازيل أمام النروبج عجلت بخروج أسود الأطلس من دور المجموعات.

وكانت المشاركة الخامسة في مونديال روسيا 2018، ووضعت القرعة المنتخب المغربي في مجموعة حديدية تضم إيران، إسبانيا، والبرتغال، وخسرت المغرب أمام البرتغال بهدف نظيف، وستكون مواجهة الغد هي الثالثة بين المنتخبين في تاريخ المونديال، فهل ينجح أسود الأطلس في تحقيق إنجاز 1986، وعبور البرتغال وتحقيق حلم العرب بالتواجد للمرة الأولى في نصف نهائي كأس العالم؟

أخيرا.. أصبح أشرف حكيمي، حكيم زياش، وياسين بونو ورفاقهم، والذين عادوا بالمغرب من بعيد إلى المقدمة، رمزا حيا للوحدة العربية، يحملون الآن أحلام العرب من المحيط إلى الخليج.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى