ماذا نريد من كأس الخليج؟

كتبت- ترياء البنا

تمتلك الكأس الخليجية مكانة خاصة لدى أبناء الخليج، فعلى الرغم من أن البطولة غير معترف بها من الاتحاد الدولي، إلا أنها تمثل مونديالا خاصا يجمع ويؤلف الأشقاء، وهذا هو الهدف الأول من إقامتها منذ 1970، وتكتسب أيضا قيمة مضافة بأنها تفرز في كل دورة مواهب جديدة، فتكون نقطة انطلاقة متميزة لها.

انطلقت البطولة 1970، وشاركنا منذ النسخة الثالثة 1974، لنظل حتى 2009 نحظى بشرف المشاركة فقط، حتى نجح الجيل الذهبي للكرة العمانية في تحقيق أول لقب في مسقط، ثم عاودنا الكرة بالغياب حتى النسخة الثالثة والعشرين بالكويت، لتسجل عمان حتى الآن لقبين فقط من بطولة أبناء الخليج.

في خليجي 24 توجهنا إلى الدوحة بأمل تحقيق اللقب الغائب ولكننا تفاجأنا، وبعد المستوى المتميز الذي ظهر عليه الأحمر في كأس آسيا بقيادة فيربيك، بمستوى غير متوقع وخروج من دور المجموعات تحت قيادة كومان، اليوم نحن على مشارف جولة جديدة، مع قيادة فنية لبرانكو إيفانكوفيتش الذي خاض مشوارا مع الأحمر كانت أبرز لقطاته تصفيات كأس العالم، ومع الكرواتي قدم الأحمر أداء جيدا فقد خرج من مشوار التصفيات النهائية بفارق نقطة وحيدة عن أستراليا التي خاضت مواجهة الملحق.

قدم منتخبنا مباريات جيدة وفق الإمكانيات المتوفرة، خاصة وأن القرعة جاءت قاسية علينا وأوقعتنا في مواجهات صعبة أمام اليابان، السعودية، وأستراليا والتي تأهلت جميعها إلى مونديال قطر، كما لم يكن أداء الأحمر سيئا في كأس العرب، ولكن لم تخدمه الظروف في تخطي الدور الثاني.

الآن ندخل كأس الخليج، والتي تسبق المعترك الآسيوي الأكبر، فما هدفنا من هذه المشاركة، أعتقد أنه كان على المسؤولين عن المنتخب، منذ فترة طويلة تحديد أهداف ومخططات الأحمر للجمهور، فأي من المشاركات لمجرد التجريب والاستعداد وأيها الهدف منه تحقيق اللقب، وإذا لم نكن وربما لن نكون المرشح الأول للقب كأس آسيا، فهل لقب كأس الخليج هدفنا من رحلة البصرة؟

لا يقنعني منطق أننا في كل بطولة نشارك من أجل تحقيق اللقب، لأن هذا لم يحدث منه شيء، ولن يساهم في تطور أهدافنا من المشاركات، والتي كان يجب أن تؤخذ خطوة بخطوة، ولكن الآن على أرض الواقع، المنتخب يتوجه غدا إلى البصرة، وكلنا أمل في تحقيق لقب كأس الخليج، خاصة بعدما قدم لاعبونا مباراة أكثر من رائعة أمام الماكينات الألمانية قبيل انطلاق كأس العالم بقطر، ما أعطى انطباعا بأن لاعبينا لا ينقصهم شيء عن منتخبات صعدت إلى المونديال العالمي.

أخيرا… أرى هذه النسخة من كأس الخليج تنادي منتخبنا لحمل لقبها، لأننا نمتلك عناصر متميزة وكذلك معظم منتخبات الأشقاء تعاني كثيرا على المستوى الفني، والبعض يدخل البطولة بالصف الثاني، ربما تكون فرصة مواتية لحصد اللقب، ليكون أفضل استعداد لكأس آسيا، فعلينا التشبث بفرصة ربما لن تسنح ثانية، خاصة وأننا كجمهور نتوق إلى تحقيق إنجاز كروي غاب طويلا عن جميع منتخباتنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى