الكرة الهولندية.. الغائب الحاضر في مونديال روسيا

 

قبل أكثر من أربعة عقود ، فرضت كرة القدم الهولندية هيمنتها على الساحة العالمية بشكل ما.

وفي الفترة من 1970 إلى 1978 ، خاض المنتخب الهولندي المباراة النهائية لبطولة كأس العالم مرتين كما احتل المركز الثالث في بطولة كأس الأمم الأوروبية وفازت الأندية الهولندية بلقب كأس الأندية الأوروبية البطلة (دوري الأبطال الأوروبي حاليا) أربع مرات وبلقب كأس الاتحاد الأوروبي مرتين.

وكانت هذه هي الفترة التي شهدت صولات وجولات الأسطورة يوهان كرويف في صفوف المنتخب الهولندي المعروف بلقب “البرتقالة” والذي اشتهر بأسلوب “الكرة الشاملة. كما كانت هذه هي نفس الفترة التي شهدت مدرسة أياكس أمستردام الكروية الرائعة.

وبمرور السنوات ، فقدت الطاحونة الهولنية بريقها في أوروبا تدريجيا. كما أصبحت بطولة الدوري الهولندي حاليا في مرتبة أدنى كثيرا من بطولات الدوري المحلية الكبرى في أوروبا.

ولكن المنتخب الهولندي ظل بين منتخبات النخبة لفترة أطول حيث حل رابعا في مونديال 1998 بفرنسا كما خسر الفريق نهائي مونديال 2010 بجنوب أفريقيا واحتل المركز الثالث في مونديال 2014 بالبرازيل.

وعلى المستوى الأوروبي ، فاز المنتخب الهولندي بلقب يورو 1988 وبلغ المربع الذهبي للبطولة الأوروبية ثلاث مرات.

والآن ، يغوص المنتخب الهولندي في حالة من الارتباك. وكانت يورو 2016 أول نسخة من البطولة الأوروبية تشهد مشاركة 24 منتخبا ، ولكن المنتخب الهولندي لم يكن بين المتأهلين للبطولة.

وفي التصفيات الأوروبية المؤهلة لبطولة كأس العالم 2018 في روسيا ، قدم المنتخب الهولندي مجددا مستويات متواضعة ولم يستطع التأهل مباشرة للنهائيات أو حتى الوصول للملحق الأوروبي الفاصل.

وذكرت صحيفة “دي فولكسكرانت” الهولندية في أكتوبر الماضي : “إنها أزمة عميقة للغاية. المنتخب الهولندي يحتاج إلى أن يتعلم مجددا كيف يلعب كرة القدم”.

وجاء هذا قبل فترة قصيرة للغاية من خروج الفريق رسميا بقيادة نجمه الشهير آريين روبن من صراع التأهل للمونديال الروسي.

وبعدها بأيام قليلة ، أعلن روبن أفضل لاعب هولندي في العقد الأخير اعتزاله اللعب دوليا.

ويشاهد روبن وباقي لاعبي المنتخب الهولندي فعاليات المونديال الروسي عبر شاشات التلفزيون.

ولكن البطولة ستشهد مشاركة هولنديين اثنين ؛ أولهما هو بيرت فان مارفيك المدير الفني للمنتخب الأسترالي ، والثاني لا يحظى بنفس الشهرة وهو دينيس تي كلوز الذي يعمل بالاتحاد المكسيكي لكرة القدم كمدير للمنتخبات المكسيكية.

ويقيم تي كلوز /43 عاما/ في المكسيك منذ 15 عاما ولهذا يبدو حذرا عندما يتحدث عن بلده الأصلي هولندا.

وقال تي كلوز ، في تصريحات إلى وكالة الأنباء الألمانية بمدينة سوتشي الروسية ، : “ابتعدت عن هولندا منذ سنوات عديدة. ولهذا فإن آرائي تبدو بعيدة… أعتقد أن هناك العديد من البلدان بدأت عملية التطوير مثل بلجيكا وألمانيا وإنجلترا والمكسيك. وفي حالة هولندا ، يعتقد كثيرون أن النجاح يدوم للأبد. وهذا لا يحدث ، وعليك أن تكون مطلعا على كل شيء باستمرار”.

وأوضح : “بالنسبة لهولندا ، من الصعب تماما أن تنافس على المستوى المالي ، فيما يتعلق بحقوق البث التلفزيوني ، مع إنجلترا وإسبانيا وألمانيا. هذا المال لم يكن بهذه الأهمية في الماضي ، ولكنه أصبح هكذا الآن”.

وأشار إلى مثال على هذا قائلا : “أياكس ، الذي هيمن على أوروبا من قبل، لا يمكنه الاحتفاظ بلاعبيه حاليا. يلجأ أياكس حاليا لشراء لاعبين من دوري الدرجة الثانية في إنجلترا أو للاعبين في أندية بمؤخرة جدول دوري الدرجة الممتازة في إنجلترا”.

وأضاف : “المنتخب الهولندي اعتاد الاعتماد على لاعبين ينشطون في أندية كبيرة مثل ريال مدريد وبرشلونة الإسبانيين وبايرن ميونخ الألماني ومانشستر يونايتد وأرسنال الإنجليزيين. والآن ، لم يعد الحال هكذا. المنتخب الهولندي يحتاج لإعادة اكتشاف نفسه”.

ويتحدث تي كلوز اللغة الإسبانية بطلاقة وباللهجة المكسيكية. وسبق له أن لعب في قطاع الشباب بنادي أياكس.

وخلال عطلة له بالمكسيك ، التقى تي كلوز بالمرأة التي يتزوجها حاليا. وقضى الاثنان بعض الوقت في هولندا ولكنه حصل بعد هذا على وظيفة اضطرته للسفر في 2003 إلى مدينة جوادلاخارا المكسيكية.

وتلقى تي كلوز اتصالا هاتفيا من هانز ويسترهوف ، الذي كان مديرا للكرة في أياكس ، حيث عرض عليه وظيفة في نادي شيفاز أحد أكبر الأندية المكسيكية. وقاد تي كلوز أكاديمية النادي حتى 2008 ثم انتقل لنادي تيجريز.

وفي 2011 ، التحق تي كلوز بالعمل في الاتحاد المكسيكي لكرة القدم حيث تولى في البداية مسؤولية منتخبات الشباب ولكنه أصبح مسؤولا منذ نحو عام واحد فقط عن جميع المنتخبات المكسيكية.

وقال تي كلوز : “أعتقد أن بإمكاني المساعدة من هذا المكان ، لأنني عملت بجهد كبير على نقاط قوة أساسية وأعرف كل اللاعبين الشبان”.

وأوضح : “المكسيك بها ملايين عديدة من النسمات. كما بها نسبة عالية من المواهب. وكثيرا ما قدمت المكسيك فرقا مثيرة وتتسم بوفرة المواهب. كما أن كرة القدم تأتي في مقدمة أولويات المجتمع المكسيكي… وفي السنوات الأخيرة ، تقدم الدوري المكسيكي خطوة هائلة حيث أصبح منتجا دوليا بشكل أكبر من ذي قبل مما أدى لاحتراف العديد من المكسيكيين بالخارج”.

ولا يزال تي كلوز يشعر بالانتماء لهولندا أكثر من المكسيك ، ولكنه قال إنه يرتبط بالمكسيك وذلك عندما التقى منتخبا البلدين في الدور الثاني (دور الستة عشر) لمونديال 2014 بالبرازيل.

وقال تي كلوز : “هذا لأنني كنت أعمل لدى الاتحاد المكسيكي. وكان يجب أن أهتف للمكسيك”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى