دوري مرجان أحمد مرجان

كتب- أ.د. حسني نصر

يتذكر المصريون وربما كثير من العرب جيدا فيلم مرجان أحمد مرجان الذى تم إنتاجه عام 2007، ولعب فيه دور البطولة الفنان عادل إمام.

يحكي الفيلم الذي شاركت في بطولته ميرفت أمين حياة رجل أعمال ناجح يدعى مرجان أحمد مرجان، يستطيع أن يشتري كل شيء بأمواله، وينهي كل مشاكله بالرشوة، أو على حد تعبيره “بالشاي بالياسمين”.

كان مرجان يشعر في قرارة نفسه بعقدة نقص كونه لم يكمل تعليمه، وأمام ضغط أولاده عاد إلى الدراسة والتحق بجامعة خاصة، وأصبح من خلال “الشاي بالياسمين” شاعر الجامعة الأول وممثلها الأول ولاعب كرة القدم الأول فيها. وفاز بالمباراة النهائية بعد رشوة الحكم والجمهور وحتى المذيع التلفزيوني.

وكان كلما فاز “بالرشوة” في مسابقة يهدي هذا الفوز للسيد الرئيس راعي الأدب والأدباء، وراعي الفن والفنانين، وراعي الرياضة والرياضيين، حسب قوله. والشيء الوحيد الذي لم يستطع رشوته، كما قال مساعده في الفيلم، هو قائم مرمى الفريق المنافس الذي منعه من تسجيل هدف.

مناسبة الحديث عن هذا الفيلم هو التصريح المزلزل الذي أدلى به علاء نبيل نجم منتخب مصر السابق، والمدير الفني الحالي لنادي” المقاولون العرب” عقب هزيمة فريقه في الدوري المصري الأسبوع الماضي أمام بيراميدز الذي يمتلكه ويترأسه تركي آل شيخ رئيس الهيئة العامة للرياضة السعودية.

بعد المباراة التي استقدم لها اتحاد الكرة حكما أجنبيا من تونس الشقيقة خلال ساعات قليلة دون إخطار “المقاولون العرب” صاحب المباراة، تهكم نبيل على بطولة الدوري المصري، وقال إنها أصبحت أقرب إلى دوري “مرجان أحمد مرجان”.

تصريح نبيل أحدث حالة من الصخب في الصحافة الرياضية وشبكات التواصل الاجتماعي، إذ قامت الجماهير الغاضبة من ظاهرة بيراميدز الغريبة بتدشين هاشتاج #دوري_مرجان_أحمد_مرجان على شبكة تويتر، عبرت فيه عن عدم رضاها عن تدخلات تركي آل الشيخ المستفزة في المسابقة المصرية لصالح فريقه الهجين الذي اشتراه نهاية الموسم الماضي، وأنشأ له قناة تليفزيونية فضائية، واشترى له كل شيئ من لاعبين ومدربين وحتى الجمهور.

الطريف في الأمر أن بيراميدز الذي أنهى الموسم الماضي باسمه القديم “الأسيوطي” في المركز التاسع، يتصدر حاليا الدوري المصري متفوقا على قطبي الكرة المصرية الأهلي والزمالك، ولو سارت الأمور على ما هي عليه فلا غرابة أن نجده بطلا للدوري في نهاية الموسم.

فور إذاعة تصريحات نبيل خرج تركي آل شيخ بتغريدة مهينة على تويتر يتوعد فيها علاء نبيل بأن جهات عليا في مصر سوف تقوم “بتربيته” بسبب تصريحه، وهو ما تحقق في اليوم التالي بالعقوبة التي وقعها اتحاد الكرة على نبيل بإيقافه مباراتين وتغريمه 20 ألف جنيه.

حقيقة الأمر أن الدوري المصري يستحق بالفعل لقب دوري مرجان أحمد مرجان، ليس هذا الموسم فقط، ولكن منذ سنوات. فالتدخل في المسابقة قديم قدم المسابقة نفسها.

وعلى امتداد سنواته التي تعود إلى عام 1948 كان هناك دائما مرجان أحمد مرجان الذي يحدد من يفوز ومن يخسر، ومع ذلك فإنها المرة الأولى التي لا يكون فيها مرجان مصريا أهلاويا أو زملكاويا، وإنما من خارج البلاد، هبط فجأة على الكرة والمسابقة المصرية لاستكمال عملية تدميرها.

لا أعرف على وجه التحديد كيف يمكن إعادة الهيبة والمكانة لأقدم دوري كرة قدم عربي، خاصة في ظل مجلس إدارة الاتحاد المصري الحالي للعبة، الذي أدمن شرب الشاي بالياسمين، ولم يعد في استطاعته وقف أي مرجان عند حده!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى