محكّ حقيقي

كتب- سالم ربيع الغيلاني

الحمدلله فزنا، وواصلنا تفوقنا على الكرة الكويتية في السنوات الأخيرة، فوز كنا بأمس الحاجة إليه للإبقاء على فورة حظوظنا وزيادة حمل الضغوط النفسية على بقية منتخبات المجموعة، لكن السؤال الذي تجلجل جلبته في أدمغة الكثيرين من محبي الأحمر بعد جولتين حققنا خلالهما 4 نقاط مهمة هو : هل فريقنا قادر على المضي بعيدا في خليجي 24 عطفا على ما شاهدناه يومي الأربعاء والسبت الماضيين؟

فريقنا في كلتي المواجهتين بدا في العديد من لحظاتهما هرما يجري لاعبوه على طول الملعب وعرضه بتثاقل وذهن مشتّت. وظهر على بعض عناصره الإرهاق مع وصول المواجهة إلى لحظاتها الحرجة، وفي كلا اللقاءين وقف الحظ إلى جانبنا وحال دون تكبد خسارة كانت أقرب إلينا من حبل الوريد في الأولى وتعادل حال دون تحققه المؤكد صافرة حكم المواجهة.

في حين كانت لنا فرص معقولة للتسجيل في الظهور الأول أمام البحرين فقد انعدمت تقريبا ضد الكويت، التي لعب في نتيجتها التوفيق لصالحنا من خلال حصولنا على ضربتي جزاء متتاليتين ساهم فيهما الحظ العاثر للفريق الكويتي؛ إذ لم يكن هناك أي خطر على الشباك الكويتية يستدعي ارتكابهما، لكنه سوء تقدير من مدافع الكويت وحارسه في التعامل مع الوضع، وتمركز جيد للغساني، ودهاء كبير من المقبالي.

لاشك لدينا ولدى جميع محبي الأحمر أن عناصر منتخبنا يملكون كل مقومات تحقيق الانتصارات والإبهار الكروي الذي أضنانا الشوق إليه، لكن ما زالت مشكلة هذا الفريق حسن التوظيف في الملعب، والالتفات لبعض التفاصيل المهمة المتعلقة بهم خارجه.

هناك شرخ كبير بين ما يملكه لاعبونا وبين ما يملكه مدربهم، وهو يتسع يوما بعد آخر؛ فهذا المدرب لا يرقى بما قدمه حتى الآن لأن يكون مدربا لفريق أهلي ناهيك عن فريق وطني يحمل على كاهله أحلام شعب وطموحات لاعبين.

فلا أعلم أي منطق يدفع مدرب تقدم فريقه بهدفين نظيفين، ولاعبوه يبادلون خصمهم الكر والفر بالتخلي عن أسلحته الهجومية والزج ببدلاء دفاعيين في سابقة لم أر لها مثيلا طوال حياتي الرياضية والإعلامية.

لقد سلم كومان الكويتيين المباراة وقال لهم لكم الهجوم ولنا الدفاع في هرطقة فنية غير معهودة كادت -لولا لطف الله- أن تجعل فرص تأهلنا في مهب الريح قبل جولة من ختام دوري المجموعتين.

لا نعلم ماذا سيحدث في مواجهة الغد، لكن نستطيع الجزم أن استمرار كومان في “عكه” التكتيكي سيسفر عما لا يحمد عقباه، لاسيما وأننا سنواجه فريقا لديه عناصر يملكون مهارات فردية عالية وسرعة ملفتة على مستويي نقل الكرة أو الجري بها، وهما أمران لم نواجهّما في لقاءينا السابقين،ط..

مما يجعل هذا المباراة محكا حقيقيًا لقدرات الأحمر، الذي نأمل من لاعبيه أن يستحضروا أفضل نسخهم، خاصة وأنهم يملكون فيضا هائلا من الإمكانات الفردية التي تجعلهم يقارعون أعتى المنافسين والتغلب عليهم.

تقديم أداءٍ استثنائي في مباراة السعودية هو ما ننتظره من نجوم الأحمر وهو ما يجب أن يعوه، ونحن كإعلام وجمهور نقول لكانو ورفاقه واصلوا إعادة كتابة التاريخ في هذه البطولة الحبيبة على قلوب الخليجيين كلهم. تسيّدوها فأنتم أهل لهذا، وعمان شعب وسلطان تستحق منكم ذلك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى