عهد جديد للرياضة العمانيـة

مسقط- توووفه

حمل المرسوم السلطاني رقم (87 -2020) نقلة جديدة في تاريخ الرياضة العمانية، بإنشاء وزارة الثقافة والرياضة والشباب، وتحديد اختصاصاتها واعتماد هيكلها التنظيمي وتعيين صاحب السمو السيد ذي يزن بن هيثم بن طارق آل سعيـد بمنصب الوزير، آمالا جديدة وطموحات غير محدودة لقطاع الرياضة في البلد.

وجاء هذا المرسوم ليحمل نقلة جديدة للرياضة العمانية واستمرارا لجهود الراحل جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم طيب الله ثراه، منذ بزوغ فجر النهضة لأهمية هذا القطاع في التطور والتنمية الشاملة لبناء دولة عصرية.

اهتمام مبكر من السلطان الراحل

يعود الاهتمام بقطاع الشباب والرياضة لبداية عهد النهضة المباركة، حيث صدر عام 1971 قرار إنشاء دائرة لرعاية الشباب تحت إشراف وزارة الإعلام والشؤون الاجتماعية والعمل وتولى مسؤوليتها المرحوم عبدالله بن محمد الطائي، وصدر في الأول من يناير عام 1972م قانوناً بتنظيم الأندية والجمعيات في السلطنة، وبمقتضاه أصبحت الرياضة تمارس من خلال أندية مشهرة لأول مرة بعد أن كانت تمارس من قبل فئة محدودة في ساحات المدارس المتناثرة في بعض محافظات ومناطق السلطنة، وأجازت المادة (6) من المرسوم المشار إليه لعشرين مواطناً بتأسيس النادي.

وازداد الاهتمام السامي بالشباب فصدر المرسوم السلطاني رقم 12/ 76 بتعيين السيد فهر بن تيمور وزيراً لشؤون الشباب، ونائباً لوزير الدفاع، وناط المرسوم السامي رقم 21/ 76 بوزارة الشباب رسم السياسة العامة لتربية وإعداد الشباب العماني للمستقبل عن طريق استثمار أوقات الفراغ وتوجيههم ورعايتهم من خلال الأنشطة الرياضية والاجتماعية والثقافية والفنية.

وفي 23 /5/ 1982م صدرت عدة مراسيم سلطانية في شؤون الشباب:

المرسوم الأول: برقم 40/ 82 تم بمقتضاه نقل اختصاصات شؤون الشباب من وزارة الإعلام إلى وزارة التربية والتعليم التي أصبحت “وزارة التربية والتعليم وشؤون الشباب”.
المرسوم الثاني: رقم 41/ 82 بإنشاء المجلس الأعلى لرعاية الشباب الذي تشرف برئاسته جلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور– طيب الله ثراه–، وتم تعيين المغفور له بإذن الله تعالى السيد ثويني بن شهـاب وزير التربية والتعليم وشؤون الشباب مساعداً لنائب الرئيس.

واختص المرسوم المجلس بتحديد الأهداف والسياسة العامة لرعاية الشباب في المجالات الثقافية والاجتماعية والرياضية واقتراح الإجراءات اللازمة لتنفيذها ووضع خطط قومية في ضوء تلك الأهداف والسياسة العامة ورفعها لجلالة السلطان.

المرسوم السلطاني الثالث: رقم 42 /82 بإصدار قانون الهيئات الخاصة العاملـــة في المجال الرياضـي، الذي أكد في المادة (3) منه، على أن الهيئات العاملة في المجال الرياضي هيئات خاصة ذات نفع عام، وأجاز في المادة (5) منه لعشرين شخصاً ممن لا يقل سنهم عن ثمانية عشر عاما، إنشاء الهيئة الخاصة التي تتكون من الأشخاص الطبيعيين ( النادي أو ثلاثة بالنسبة للهيئة الخاصة التي تتكون من أشخاص اعتباريين ( الاتحاد – اللجنة الأولمبية ).

وتنفيذا للمرسوم السلطاني رقم 42/82 المشار إليه، صدر القرار الوزاري رقم 40 /83 باعتماد اللائحة الموحدة للنظام الأساسي للاتحادات الرياضية، والقرار الوزاري رقم4/ 85 باعتماد النظام الأساسي الخاص باللجنة الأولمبية، والقرار الوزاري رقم 8/ 85 باعتماد اللائحة الموحدة للنظام الأساسي للأندية الرياضية.

وبتاريخ 13/11/1986م صدر المرسوم السلطاني رقم 83/ 86 بتعديل اسم وزارة التربية والتعليم وشؤون الشباب ليصبح ” وزارة التربية والتعليم والشباب”، واعتماد هيكلها التنظيمي الذي تضمن وكالة وزارة لشؤون الشباب.

هيئة رياضية

وفي عام 1991م صدر المرسوم السلطاني رقم 113/ 91 المعدل بالمرسوم السلطاني رقم 36/ 93بإنشاء الهيئة العامة لأنشطة الشباب الرياضية والثقافية، وبموجب المادة (2) من هذا المرسوم آلت إلى الهيئة المخصصات والسجلات الخاصة بكل من المجلس الأعلى لرعاية الشباب وشؤون الشباب بوزارة التربية والتعليم والشباب، كما نقل إليها الموظفون العاملون بهما.

ويعد إنشاء الهيئة العامة لأنشطة الشباب الرياضية والثقافية مكرمة من المكرمات السامية من لدن جلالة السلطان طيب الله ثراه للشباب والرياضة، إذ إنها تمثل نقلة نوعية للاعتناء بالشباب والارتقاء بالأنشطة الشبابية في السلطنة، فقد نيط بالهيئة بموجب نظامها الأساسي المرفق بالمرسوم المشار إليه، وضع الخطط والبرامج التنفيذية للسياسة المعتمدة في مجال الرياضة والأنشطة الشبابية، وذلك بالتنسيق مع الجهات المختصة.

وفي عام 1994م صدر المرسوم السلطاني رقم 67/ 94 باعتماد الهيكل التنظيمي للهيئة العامة لأنشطة الشباب الرياضية والثقافية، وتنفيذا لذلك صدر قرار رئيس الهيئة رقم 87/ 96 باعتماد التقسيمات الإدارية للهيئة والقرار رقم 88/ 96 باعتماد اختصاصات هذه التقسيمات على النحو الوارد به في الهيكل التنظيمي لها.

ودعماً للأندية الرياضية واستمراراً للاهتمام السامي من لدن جلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور – طيب الله ثراه – بأبنائه الشباب، فقد خصص كأساً غالية للشباب، ومنح كافة الأندية دعماً مالياً يتناسب مع حجم الأنشطة الرياضية والثقافية التي تزاولها، وجاءت لائحة دعم الأندية الرياضية الصادرة بقرار رئيس الهيئة رقم 104 /98 ترجمة لهذه المكرمة السامية.

في 12 /5/ 2001م صدر المرسوم السلطاني رقم 41 /2001 بإصدار نظام الهيئات الخاصة العاملة في مجال أنشطة الشباب الرياضية والثقافية، والذي يعد نقلة حضارية للهيئات الرياضية.

الشؤون الرياضية

واستمرارا لدعم الراحل جلالة السلطان قابوس بن سعيد– طيب الله ثراه– صدر عام 2004 مرسوم سلطاني رقم 12 – 2004 بإنشاء وزارة للشؤون الرياضية وتحديد اختصاصاتها إيماناً بالدور الحيوي الذي يمكن أن يلعبه الشباب في التنمية الشاملة بعد إعداده لأداء واجبه تجاه وطنه، لتحقيق تلك الأهداف والغايات النبيلة بدأ العمل المنظم المستند على الخطط والبرامج للنهوض بقطاع الشباب والرياضة وشغل هذا المنصب حينها معالي المهندس علي بن مسعود السنيدي الذي استمر في منصبه حتى صدور المرسوم السلطاني رقم 11-2012 بتعيين معالي الشيخ سعد بن محمد المرضوف السعدي على رأس الوزارة وانتقال السنيدي للتجارة والصناعـة.

وحمل الـ 18 من أغسطس لعام 2020 عهدا جديدا للرياضة العمانية من أجل مواصلة البناء الذي بدأ منذ قرابة نصف قرن عبر وزارة الثقافة والرياضة والشباب لتنطلق نحو مستقبل أكثر إشراقا نحو هذا القطاع بقيادة صاحب السمو السيد ذي يزن بن هيثم بن طارق آل سعيـد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى