كتبت- ترياء البنا
كانت النسخة الثالثة والثلاثون لكأس أمم أفريقيا في مهب الريح قبل انطلاقها، حيث طالبت بعض الدول الأوروبية والتي ينشط بها نجوم المنتخبات الأفريقية المشاركة، بإلغاء البطولة، ولكن الأسد الكاميروني صامويل إيتو الرئيس الحالي والجديد للاتحاد الكاميروني أصر على إقامة البطولة في موعدها، معلنا حرب التصريحات عبر القنوات الأوروبية بأن مصير البطولة الأفريقية ليس في خطر وأنها ستقام كما أقيمت البطولة الأوروبية وسط جائحة كورونا.
ولكن يبدو أن إيتو انتصر للبطولة انتصارا وهميا، فمنذ الجولة الأولى تظهر معوقات تدعو إلى السخرية، فكيف في بطولة كهذه يعزف نشيد وطني لأحد المنتخبات خطأ ولثلاث مرات منتالية، حتى أن لاعبي المنتخب أنفسهم طالبوا بأن ينشدوه، وحكم من حكام الصفوة في القارة يطلق صافرة نهاية اللقاء( تونس ومالي) قبل 5 دقائق على انتهاء الوقت الأصلي، فيعترض المنتخب التونسي، فيعود ويستأنف اللقاء ثم يطلق الصافرة في الدقيقة 89، ويعود ويطالب الفريقين بالعودة لاستئناف المباراة، فيرفض الفريقان، ثم حافلة تتأخر عن منتخب آخر بعد انتهاء التدريب فيستقل ميكرو باص، ثم تأتي تحذيرات لبعض المنتخبات بعدم الذهاب للتدريبات خشية تعرضهم للخطر.
وكانت جماعة بريغاد أنتي ساردينار( BAS)، هددت بشكل علني باستهداف المنتخبات الأربعة في مدينة ليمبي،
كما سمع دوي إطلاق نار بمدينة بويا التي تستضيف 4 من المنتخبات المشاركة( تونس، مالي، موريتانيا، وجامبيا) وشهدت الكثير من الاشتباكات بين الجيش والمسلحين،( حيث تطالب جماعات انفصالية باستقلال أمبازونيا وهو الإقليم الذي يتحدث الإنجليزية.
بذلك يظهر انعدام الأمن، إلى جانب عدم استعداد الملاعب بشكل يلائم حجم البطولة، وانتشار سلالة أوميكرون المتحورة من فيروس كورونا، كأكبر العوائق التي تجابهها البطولة، فهل يتعرض صامويل إيتو للتأديب من قبل الاتحادين الدولي والأفريقي، لإصراره على إحراجهما ووقوفه باستماتة في وجهيهما لإقامة البطولة؟، وهل من الممكن أن تنسحب بعض المنتخبات خلال الأيام القادمة؟ وهو بلا شك سيكون السلاح الذي يقتل النسخة المغضوب عليها من أوروبا.