جواو فيليكس.. أضواء الشهرة قبل العشرين

تحليل- أحمد مختار

ليس من السهل أبداً على ناشئ قضى معظم فترات لعبه داخل جدران نادي بورتو، أن ينتقل إلى الفريق الغريم والمنافس التاريخي بنفيكا.

الأمر لا يحدث كثيراً في البرتغال لكن جواو فيليكس فعلها، عن طريق لعبه عاما واحدا في صفوف بادريونسي، النادي الصغير في الدرجة الثانية، قبل أن يخطو واحدة من أجرأ خطواته على الإطلاق، حينما قرر الالتحاق بشباب بنفيكا ثم الفريق الرديف وأخيراً الفريق الأولك، كل هذا حدث فقط في أقل من 4 سنوات مقارنة بست سنوات كاملة قضاها بأكاديمية الشبان في بورتو.

يُعرف جواو في البرتغال باسم “كريستيانو رونالدو” الجديد، الحقيقة أنه لا يشبه رونالدو الحالي الذي تحول إلى غول تهديفي ومهاجم صريح من العيار الثقيل، لكنه حقاً لديه صفات تذكرنا برونالدو القديم أيام سبورتينج لشبونة ومانشستر يونايتد، حيث كان يمتاز بالسرعة والخفة والمهارة واللعب على الأطراف، وهو ما يتقنه فيليكس بامتياز مع بنفيكا هذا الموسم سواء في الدوري المحلي أو منافسات الدوري الأوروبي قبل خروج فريقه مؤخراً أمام فرانكفورت.

يُحسب لروي فيتوريا -مدرب النصر السعودي الحالي- الدفع بجواو فيليكس لأول مرة مع الفريق الأول هذا الموسم قبل رحيله، ليحافظ على فرصته بكل ما أوتي من قوة ويثبت سريعاً للجميع أنه موهبة حقيقية صاحب شخصية قوية قياساً بسنه الصغير، ويصبح أفضل لاعبي الفريق خلال الوقت الحالي من دون منافس.

جواو الذي لم يحصل على فرصة حقيقية في بورتو بسبب صغر حجمه وضعف بنيته الجسدية، عرف كيف يصقل موهبته بشكل أفضل في بنفيكا، لأنهم هناك قارنوه سريعاً بآخر موهبة كبيرة خرجت من هذا النادي، برناردو سيلفا نجم مانشستر سيتي حالياً.

كذلك كان لدى الولد الصغير اعتزاز شديدا بنفسه كما أيمار من قبل، لذلك دخل سريعاً في أجواء الدوري البرتغالي والمنافسات الأخرى، وسجل حتى الآن 18 هدفا وصنع 10 في 38 مباراة شارك فيها خلال كل المسابقات.

في تحليل قديم عن جواو فيليكس عبر موقع “فوتبول ويسبيرس”، جواو يستطيع اللعب في كل هذه المراكز، جناح صريح على الخط، مهاجم ثاني بجوار مهاجم رئيسي، مهاجم وهمي أو مزور بمفرده، صانع لعب في المركز 10، وجناح مقلوب. باختصار شديد أنت في حضرة لاعب شاب قادر عملياً ونظرياً على شغل مراكز الثلث الهجومي كافة دون مشاكل أو تعقيد.

لاعب مهاري، يتفوق في موقف 1 ضد 1، يمرر التمريرات الحاسمة والقطرية، مراوغ جيد، ويملك رؤية فعالة أمام المرمى، ليس فقط بتسجيل الأهداف ولكن بصناعة اللعب أيضاً وإيصال زملائه إلى المرمى.

بالكرة يستطيع التواجد على الطرف من أجل القطع للداخل للتسديد أو التمرير. وفي العمق يصبح صانع لعب حقيقي خلف المهاجم وأمام خط الوسط، للاستلام والاختراق المباشر تجاه المرمى.

من دون الكرة، لا يقف في انتظار الهجمة بل تجده يتحرك باستمرار أمام الدفاع وخلفه، ينطلق في القنوات الشاغرة بين الأظهرة والمدافعين، ويحاول القطع المفاجيء في انتظار تمريرة زملائه. ومع هذه المزايا فإنه أيضاً يعاني من بعض المشاكل البدنية، فاللاعب ضعيف إلى حد كبير، يحتاج إلى عمل مضاعف من أجل زيادة حجمه وعضلاته واحتكاكه البدني.

برونو لانج

يلعب بنفيكا مع برونو لاج برسم 4-4-1-1، يكون جواو فيليكس هو المهاجم المتأخر، أمام خط الوسط وخلف رأس الحربة الصريح، شيء قريب من “الديب لاينج” أي نصف مهاجم ونصف صانع لعب. وعند التحول إلى ما يشبه 4-4-2، فإن فيليكس أيضاً يجيد اللعب بجوار المهاجم الزميل بكل سهولة ويسر.

في 4-3-3 مع فريق آخر، يمكن لجواو اللعب كمهاجم وهمي في الأمام أو جناح حقيقي على الخط، كذلك في حالة اللعب برسم 4-2-3-1 فإنه قادر على شغل المركز 10 بين الجناحين وخلف المهاجم الصريح، وبالطبع في حالة زيادة قوته الجسمانية وتحسن لياقته البدنية يمكنه اللعب بمفرده مستقبلاً في مركز المهاجم.

أندية عديدة تريد جواو فيليكس، مانشستر سيتي، يونايتد، يوفنتوس، وحتى هناك اهتمام برشلوني من بعيد، ومراقبة أيضاً من جانب ريال مدريد، لأن اللاعب لديه مستقبل مبهر قياساً بقدراته وسنه وعوامل تطوره، جنباً لجنب مع أرقامه التهديفية المبهرة، فالبرتغالي يعرف طريق المرمى بهدوء، ويسجل الأهداف وكأنه يبلغ من العمر 30 سنة على الأقل، لذلك تمثل هذه النوعية من اللاعبين كنزاً لاي نادي كبير يبحث عن البطولات والألقاب.

فقط فريقه بنفيكا متمسك بالشرط الجزائي كاملاً، 120 مليون في لاعب لم يبلغ العشرين بعد رقم مبالغ فيه كثيراً، بالتالي سيحاول أحدهم تقليل المبلغ الإجمالي بعض الشيء، حتى يستفيد من أحد الجواهر النادرة في عالم المستديرة، ولاعب ربما سيكون رقماً صعباً على الجميع خلال سنوات قليلة قادمة.

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى