ليس على “VAR” حرج!!

كتب- أ.د. حسني نصر

أثبت استخدام تقنية الفيديو في مباراة ذهاب نهائي دورى أبطال أفريقيا امس بين فريقي الوداد المغربي والترجي التونسي والتي انتهت بالتعادل بهدف، إن التقنية وحدها لا تكفي إن لم يصاحبها حكم عادل يتمتع بالحد الأدنى من الحياد وبقوة نظر طبيعية يرى من خلالها ما يراه كل من شاهد لقطات الإعادة المثيرة.

أثر الحكم المصري الدولي جهاد جريشة في نتيجة المباراة كثيرًا عندما احتسب هدف التعادل للوداد في الشوط الأول، ثم عاد واستعان بالفار دون مبرر، ليقرر إلغاء الهدف بناءً على تقديره لاصطدام الكرة من مسافة قريبة جدا بذراع لاعب الوداد دون قصد أو تعمد قبل أن يمررها لمن احرز الهدف. كل من شاهد اللقطة علي شاشات التلفزيون كان علي يقين أن الحكم سوف يحتسب الهدف، خاصة أن تجارب “الفار” المشابهة السابقة انتهت باحتساب الأهداف التي جاءت بهذه الطريقة في كل العالم تقريبا، لكن جريشة أراد أن يخالف الجميع بمن فيهم خبراء التحكيم والمحللين في القنوات الرياضية الذين أكدوا صحة الهدف، وأضاع علي الوداد فرصة العودة في المباراة سريعا بعد أن كان الترجي قد تقدم عليه بهدف.

مع بداية الشوط الثاني وفي ظل صحوة واضحة للفريق المغربي لإدراك التعادل، فاجأ جريشة الجميع بطرد اللاعب إبراهيم النقاش من الوداد بعد أن وجه له الإنذار الثاني في التحام يمر مثله كثيرا، وكان من الممكن أن يمر بدون إنذار. ورفض جريشة الاستعانة بالفار في عملية الطرد رغم أن القانون كان يتيح له ذلك.

ختم جريشة أخطاءه برفض احتساب ضربة جزاء صحيحة للفريق المغربي بعد أن منع ذراع لاعب تونس الكرة من المرور داخل المرمي الخالي. اللقطة واضحة وضوح الشمس ولا تحتمل التأويل، ومع ذلك قضي جريشة نحو خمس دقائق أمام شاشة “الفار”، ثم عاد رافضا احتساب المخالفة في مفاجأة لجميع من في اللعب ومن كانوا خلف الشاشات أيضا.

الطريف في الأمر أن الفريق المغربي المنقوص لاعبا استطاع أن يسجل هدف التعادل في الدقائق العشر الأخيرة من المباراة ليبقي علي آماله الضعيفة في مباراة العودة الصعبة التي ستقام في تونس نهاية الأسبوع الحالي. لم يجد جريشة مبررا لإلغاء الهدف الودادي، فأشار له بعض لاعبي الفريق والاحتياطين والإداريين من خارج الخطوط بعلامة “الفار”، وكأنهم يقولون له “اذهب إلى الفار لكي تلغي هذا الهدف أيضا”!!

النقطة المضيئة في المباراة أن لاعبي الوداد في الحالات الثلاثة التي أخطأ فيها الحكم المصري: الهدف الملغي والطرد وضربة الجزاء، كانوا مثالا للانضباط الأخلاقي فلم يعترضوا رغم أنهم كانوا مهزومين بهدف علي ملعبهم ولم يحتكوا بجريشة، ولم تنته المباراة بحمد الله بضرب جريشة كما توقع صديقي لو كانت المباراة في بلد أخر غير المغرب.

نصيحتي لجهاد جريشة: لا تستعن بالفار إذا كنت قد اتخذت قرارك، لأنه سيكون- كما حدث أمس- دليلا عليك وعلى فشلك وليس لك، والجرة لن تسلم في كل مرة، وليس كل لاعبي وجماهير إفريقيا مثل لاعبي وجماهير المغرب، ولا تنس إنك ذهبت إلى كأس العالم الأخيرة في روسيا فلم يمنحوك سوى مباراة واحدة يتيمة!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى