العندليب.. حكاية هداف كل العصور

كتبت- ترياء البنا

نجوم كرة القدم دائما يتصدرون المشهد الرياضي عالميا، فما أن تذكر اسم أحدهم، حتى تأتيك الألقاب والمرادفات، فهذا الدون، وذاك الأسطورة، وهذا المقاتل، وهذا هداف بالفطرة، وهذا الخلوق… إلخ.

ولكل جمهور نجومه المفضلون الذين يخصهم بالألقاب ويعتبرهم الأفضل دون لاعبي الأندية المنافسة، حيث من النادر جدا أن يتفق جمهور ناديين متنافسين على حب لاعب واحد، خاصة في الدول العربية.

قليلون جدا من حققوا تلك المعادلة المستحيلة، منهم من قدر الجمهور موهبته، ومنهم من اشتهر بتسجيل الأهداف، أو خلقه والتزامه الديني، أو الذي يؤدي في الملعب بقتالية شديدة من أجل الفوز وتحقيق الألقاب، أو المسالم الذي لا يثير المشكلات داخل وخارج المستطيل الأخضر.

هناك لاعب واحد حاز حب الجماهير قاطبة، جماهير الخصوم قبل تلك المشجعة لناديه، فهو لم يتسم بصفة واحدة مما سبق ذكره، ولكنه استحوذ على كل تلك السمات، ليتفرد بلقب العندليب، الذي ارتبط ارتباطا وثيقا  بمطرب مصر الأول عبر كل العصور عبدالحليم حافظ، إنه لاعب الزمالك عبدالحليم علي. 

شخصية ثرية، تدفعك لتتبعها، خاصة حين تعلم أنه رغم تاربخ الملكي العريق، الذي يمتد منذ 1911، يبقى عبدالحليم علي هدافه التاريخي بجميع البطولات( الدوري، الكأس، دوري أبطال أفريقيا، البطولة العربية)، بـ138 هدفا، خلال 339 مباراة.

لقب العندليب اقترن بالغناء، لأنه يرتبط بالصوت، حيث يعني الطائر الصغير كثير الألحان، والذي تطرب أذناك لسماعه، وفي كرة القدم كان الهداف الخلوق، كما أطلقت عليه الجماهير المصرية، كذلك، يطربك في الملعب، فهو الموهوب، المقاتل، الهداف، الذي يحترم الجميع، فاحترمه الجميع وقدروه.

حين اقتربت منه، اكتشفت شخصا بسيطا جدا، عفويا، متسامحا لأقصى درجات التسامح، ولكنه في الوقت ذاته عاشق لقميص الأبيض الملكي، حيث لمعت عيناه بمجرد ذكر اسم الزمالك.

انضم عبدالحليم علي للزمالك قادما من الشرقية للدخان، وقتها دخل الأهلي على خط المفاوضات وأعطى رقما أعلى من القيمة السعرية التي عرضها الزمالك على فريق الدرجة الأولى، الذي كان بأشد الحاجة لكل جنيه زيادة، تعاون العندليب وقدم التنازلات، ليرتدي قميص النادي الذي قال عنه:” لم أكن احلم باللعب للزمالك، كنت أطير فرحا  إذا مررت بجوار سور النادي، ولم أتخيل يوما أنني سأدخله، حين انضممت للنادي ودخلته لم أصدق نفسي وظللت متفاجئا لفترة، أنا مشجع للنادي، حب الجمهور للزمالك هو عشق للكيان، لا يرتبط إطلاقا بتحقيق البطولات”.

تألق صاحب القميص رقم 24، والذي ولد 24 أكتوبر 1973، لسنوات منذ انضمامه للزمالك 1999 وحتى اعتزاله 2009، محققا 12 بطولة مع النادي: 3 بطولات دوري (2000/2001، 2002/2003، 2003/2004)، 2 كأس مصر (2001/2002، 2007/2008)، 2 كأس السوبر المصري ( 2000/2001، 2001/2002)، بطولة أفريقيا للأندية أبطال الكؤوس 2000، دوري أبطال أفريقيا 2002، كأس السوبر الأفريقي 2003، البطولة العربية للأندية 2003، كأس السوبر المصري السعودي 2003.

كما حقق بطولة العالم  العسكرية رفقة الفراعنة عامي 2001، 2004، وحصل مع المنتخب الأول على كأس الأمم الأفريقية 2006 التي استضافتها القاهرة.

مشوار حافل بالإنجازات، ويكفيه أنه أهم لاعب بأهم جيل للزمالك والذي حقق أكبر عدد من الألقاب في عام واحد 2003 بـ7 ألقاب، متفوقا على أكبر الأندية العالمية، ليدون العندليب السطر الأخير في مشواره بقصة مثيرة أيضا، حين تعرض لضغوط رئيس النادي ممدوح عباس، لتنهال عليه العروض من الأندية المصرية، لكنه يأبى إلا أن ينهي مشواره داخل قلعة الكيان الذي كان ومايزال  وسيظل يعشقه، ليبقى عبدالحليم علي أيقونة الوفاء والإخلاص والعطاء اللا محدود  لدى جماهير الزمالك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى