ألم يأن الأوان لاستقلالية الرياضة؟

كتبت- ترياء البنا

في بلادنا، وفي بلادنا فقط، السياسة والرياضة وجهان لذات العملة، المنطق يجزم بالفارق الشاسع بينهما، فشتان بين حياة شخص يعمل بالسياسة وآخر رياضي.

الرياضة بمفهومها البسيط لدى العامة، المتنفس من ضغوطات الحياة، نافذة يفتحونها لاستنشاق هواء متجدد يساعد على الاستمرار في مجابهة المصاعب والتحديات اليومية، سواء بالممارسة أو المشاهدة.

وعلى ذاك الوتر لعب السياسيون، الذين وجدوا في الرياضة بكافة مجالاتها،( وبشكل يفوق التصور كرة القدم)، ضالتهم في تسيير الشؤون الداخلية، لذلك نجد في الكثير من الدول العربية ناديا بعينه يسمى( علانية)، نادي الدولة، والأمثلة كتيرة وواضحة لكافة متابعي الكرة، فقد أصبحت الرياضة أداة سهلة للتعامل مع البسطاء، بما يضمن تنفيذ سياسات بعينها.

ولكن، هل غفل هؤلاء الذين يضعون السياسات عن وعي العامة بالأمر، بالطبع لا، فهم يعلمون أنهم يدركون ذلك، كما يعلمون علم اليفين أن الرياضة توطنتهم بشكل مبالغ، فأصبحت الكرة مثلا أهم من التفكير بأشياء أخرى قد تكون أبسط أنواع الكرامة الإنسانية، لذا فهم يتمتعون بأربحية كبيرة ولديهم المساحة الشاسعة للتخطيط والتكتيك في هذا الملعب.

في بعض البلدان لا قيمة للرياضة كرياضة، وإنما هي فقط، استثمار، علاقات شخصية ومصالح تتصالح تعم فوائدها فقط على المنتفعين، أما نحن فلا ناقة لنا ولا جمل في كل ذلك، فقط ننغمس فيما خطط لنا أن ننغمس فيه حد الغرق، ولكن حتى متى؟.

علينا أن ننظر للأمر بصورة احترافية، فالرياضة أصبحت على مستوى العالم مصدرا قويا لدعم اقتصادات الدول إذا تم التعامل معها واستثمارها بالشكل السليم، وقطر نموذج حي يحتذى في ذلك، حان الوقت للتفكير بمستقبل يمنحنا على الأقل تثبيت أقدامنا بين بلدان تنعتنا بالشعوب النامية، حان الوقت لانتهاج سياسات جديدة( قديمة)، وهي الفصل بين الأشياء.

حان الوقت لينظر القادة للرياضة بمفهومها الصحيح، والعمل على استقلاليتها من أي توجهات، بما يتناسب والرؤى المستقبلية المرجوة من القطاع الرياضي في التنمية والبناء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى