كتبت- ترياء البنا
مسقط والباطنة اليوم على موعد خاص يترقبه الشارع الرياضي العماني منذ صعود ناديي السيب والرستاق لنهائي كأس جلالة السلطان المعظم، البطولة التي تحمل أغلى الأسماء على قلوبنا جميعا.
وما يعطي الحدث زخما واهتماما كبيرا، هو الهدف من المواجهة الختامية، بين ناد يبحث عن لقب تاريخي أول يضعه ضمن قائمة الأبطال، وهو يمتلك بالفعل كل المقومات التي تحقق له ما يطمح إليه، إدارة واعية، فريق ذهبي يضم كوكبة من العناصر التي لفتت الانتباه، يتقدمها المتألق عبدالرحمن الغساني، الذي كان له الفضل الكبير في تخطي عقبة قبل النهائي التي لا تقل صعوبة عن لقاء الختام، بهدفيه، في لقاءي الذهاب والإياب.
والأهم أن الرستاق يحظى بمدير فني جريء وهادئ، قارئ جيد للخصوم ينتبه لأدق التفاصيل، لا يندفع أو يجازف، ولا يتقيد أو يتراجع، لديه توازن خططي رائع، وما يميزه حقا، أنه لا يضع لاعبيه تحت أي ضغط، وهذا ما ظهر خلال جميع مباريات الفريق، وهو أيضا ما أكد عليه خلال المؤتمر الصحفي للمديرين الفنيين، الذي أقيم أمس بمجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر، حيث أكد بشكل متكرر أنه يعلم قيمة المنافس، كما علم من قبل قيمة ظفار، ولكنه أبدا لا يضع اللاعبين تحت ضغط نتائجه في كل الأحوال سلبية، أداء ونتيجة.
ومازاد إعجابي به كثيرا، حين سألته هل سيكون للنهائي حسابات أخرى، هل سنشهد تغييرا في أداء الفريق، فأجاب بكل ثقة وهدوء، لن يتغير شيء، سنلعب 90 دقيقة أو 120، ثم نحمل الكأس معنا إلى الرستاق، ومثل تلك النوعية من المدربين تحقق النجاحات تواليا، لأنه يزرع داخل لاعبيه ثقافة العب وقدم أداء جيدا وقاتل، ودع النتيجة تأتي وحدها.
على الجانب الآخر، هناك أحد أشرس وأقوى وأعرق الأندية العمانية، الإمبراطور السيباوي، حامل لقب دوري عمانتل الماضي، ومتصدر النسخة الحالية، وهو القادر على التمسك بالدرع للمرة الثانية تواليا، وتحقيق لقب بالكأس استعصى عليه لسنوات عجاف، لم لا وهو يمتلك إدارة تعد الأفضل بين الأندية، نجحت في ضم أفضل اللاعبين الدولبين، وعلى رأسهم المهاجم الأول في السلطنة القناص عبدالعزيز المقبالي.
كما أن السيب يمتلك مديرا فنيا أهم ما يميزه أنه يدرك جيدا إمكانيات لاعبيه التي ربما هم أنفسهم لا يعرفونها، ويسعى بكل جهد إلى إخراج أفضل ما لديهم، وهو أيضا هادئ، ربما هدوء غير مرض للجماهير التي تراه دائما متريثا لأبعد الحدود في التبديلات خلال اللقاءات، ولكنه في النهاية يصل لمبتغاه، وهو الذي يضع في حسبانه الجمع بين الكأس والدوري.
ختاما.. كلا الفريقين لديه ما يرجح كفته بتحقيق لقب غال، أول وتاريخي للرستاق، أو رابع لمتصدر المشهد الكروي حاليا، ولكن المستفيد بحق من المواجهة هي الكرة العمانية والجمهور العماني، الذي سيحظى بوجبة كروية دسمة، خاصة وأن المباراة لا يمكن بأية حال من الأحوال التكهن بالسيناريو الذي ستسير عليه، وهذا ما يكسبها إثارة وتشويقا، فأية وجهة ستسلكها الكأس الغالية مساء اليوم؟.