كلاسيكو إنجلترا.. “توأم” السرعة رمح في وتر “كلوب”

تحليل- محمد عصام

للكلاسيكو حسابات أخرى، هذا هو الكليشيه المألوف والذي يعيد إثبات نفسه في كل كلاسيكو محتمل؛ مخالفة الترشيحات لصالح فريق كلوب أصبحت سمة أساسية في الأولدترافورد، والبارحة أسقط ليفربول أول نقاط هذا الموسم، والخوف من أن ينزف هذا الجُرح الصغير المزيد مما لا يحمد عقباه.

“تشكيلة مانشستر يونايتد وليفربول”

“تشكيلة مانشستر يونايتد وليفربول”

في ظل المعطيات المتاحة أمام أولي جونر سولشاير، لم يكن هناك بُد من الميل نحو التأمين الدفاعي في المقام الأول، عن طريق ثلاثي دفاعي في نظام 3-4-1-2؛ فالإصابات تتبادل على فريقه لدرجة إصابة أكسيل توانزيبي في الإحماءات وتبديله بماركوس روخو قبل دقائق من اللقاء.

أما كلوب والذي وضع نصب عينيه الدخول بالفريق كاملاً كما صرح قبل المباراة، فقد فوجئ بعدم جاهزية محمد صلاح صباح المواجهة، ليقحم ديفوك أوريجي بدلاً عنه مع تحول ماني ناحية اليمين، والإبقاء على خطة 4-3-3 المعتادة.

فريق ليفربول هو خير من يتلاعب بالخط الفاصل بين العشوائية والنظام، إنه نظام “الإنتروبيا” لكلوب الذي يعتمد على بعثرة الأوراق، وزيادة الاضطراب في الملعب لخلق مواقف التحولات بكثرة، كأن اللاعبين ذرات في تفاعل كيميائي تتصادم باستمرار، لكن ماذا لو خدمت تلك العشوائية منافسك أيضاً؟!

دخل لاعبو مانشستر يونايتد بقتالية وكبرياء كأن الانتقادات في الأسابيع الأخيرة قد استفزتهم، ومع النظام الجديد للفريق، تولى الثنائي وان بيساكا المميز، وآشلي يونج عملية التصادم روبيرتسون وترينت أليكسندر أرنولد، أبرز مفتاحَا معادلة كلوب الفنية.

نتاج هذا التصادم كانت نقل المواجهة نحو أنصاف المسافات في عمق الملعب، حيث يتواجد خط وسط ليفربول غير المبتكر، وينتظر ميل ساديو ماني لصناعة الفارق، وهو بالطبع غير متاح لأن كلوب قرر البدء بأوريجي على الجبهة اليسارية بسيف حياء الماضي، وربما كان إشراك تشامبرلين على اليمين وعدم الإخلال بمركزين دفعة واحدة قراراً أفضل.

ومع مجابهة وسط ودفاع اليونايتد لاندفاع الريدز، جاء دور “توأم” السرعة في الأمام ماركوس راشفورد ودانييل جيمس لاستغلال القنوات الشاغرة خلف ظهيري ليفربول؛ لتوجه تلك الثنائية رمحاً في وتر أكيليس الأضعف في منظومة كلوب.

أدرك كلوب إلغاءه لمشاركات ماني بنقله على اليمين، لذا جاء الشوط الثاني بتعديل تكتيكي على التشكيل، حيث نقل ديفوك أوريجي لمركز المهاجم الصريح، مع وضع ماني يساراً وهندرسون يميناً وفيرمينيو في المركز رقم 10، والتحول لخطة 4-2-3-1، مع تأخير صعود ترينت أليكسندر أرنولد قليلاً.

هنا جاء دور إلغاء فعالية لاعب آخر هو جوردان هندرسون، الذي لا يجيد –منطقياً- في دور الجناح، وهو ما أضاع كلوب مزيداً من الوقت حتى يدركه ويقوم بإدخال أليكس أوكساليد تشامبرلين بدلاً من أوريجي الذي لم يقدم أي مراوغة صحيحة أو تسديدة على المرمى أو خارجه.

سيطر ليفربول على المباراة تقريباً منذ تلك اللحظة، مع القليل من الكثافة والفرص الحقيقية المصنوعة، حتى ظهرت فرص اليونايتد في المرتدات أخطر كثيراً. تسرُّع واضح من كل لاعبي فريق الريدز أثار غضب كلوب، لدرجة أن أرنولد وضع 10 عرضيات في المباراة، واحدة فقط كانت صحيحة.

دخل آدم لالانا قبل ثلث ساعة من نهاية اللقاء، ومع عودة نابي كايتا لم تكن لتصبح مشاركته في لقاء بهذا الشكل محل نقاش لدى كلوب؛ الغيني القادر على وضع النظام بشكل أكبر للريدز ومساندة فابينهو؛ لذا جاءت العشر دقائق التي دخلها مثمرة، بزيادة إحصائية الزخم الهجومي لليفربول –كما يتضح في الصورة-، وتسجيل هدف التعادل في الدقيقة الخامسة والثمانين.

“إحصائية الزخم الهجومي للفريقين” 

لعب ليفربول أفضل دقائقه بعد الهدف، وحاول تلخيص عمل تسعين دقيقة في خمس، حتى أن ركنيته الأولى والوحيدة جاءت في الدقيقة التسعين، وهي من أخطر أسلحته هذا الموسم؛ لكنه لم يفلح في مسعاه، مع قتالية مستمرة من جميع لاعبي مانشستر يونايتد، والذي استحق نقطة أو أكثر على مجهوداته.

“إحصائيات المباراة” 

انتقد كلوب تقنية الفيديو، وانتقد ميل اليونايتد للدفاع في أوقات طويلة من المباراة؛ لكن نسي الحديث عن فريقه، وأنه لم يقدّم ما يكفي ليستحق الانتصار، وأن قوة تاريخ وإرث السير أليكس الباقية بين أسوار الأولد ترافورد ما زالت سداً بينه وبين أول انتصار على أرضية الخصم الأزلي مهما اتسعت الفوارق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى