كتبت – ترياء البنا
أصبحت مسألة تجديد تعاقد الدولي التونسي فرجاني ساسي مع نادي الزمالك، قضية وسائل الإعلام المصرية بمختلف توجهاتها، فهناك بعض الأصوات ترى أن القيمة التي يطلبها ساسي مبالغ فيها، وكيف أن لاعبا آخر يلعب بجواره يتقاضى ربع ما يتقاضاه ساسي، وبالطبع هؤلاء لهم توجه يدركه الجميع.
وهناك أصوات أخرى تدعمها جماهير الزمالك بضرورة الإسراع بالتجديد للاعب، حيث لا يمكن الاستغناء عنه باعتباره الركيزة الأساسية لمنتصف ملعب الفارس الأبيض.
ولكن وسط هذا الشد والجذب، هل تستحق مسألة تجديد لاعب تعاقده مع فريقه كل هذا الجدل؟.
من وجهة نظر شخصية، أرى أن علاقة ساسي بالزمالك تتعدى مجرد احتراف لاعب بناد رياضي، فبنظرة سريعة على مسيرة ساسي منذ بدايتها، والتي استهلها مع الصفاقسي التونسي، والذي خاض معه 83 مباراة، سجل خلالها 8 أهداف وصنع 7 أخرى، ثم خاض تجربة احترافية مع مينز الفرنسي، سجل معه هدفا واحدا وصنع اثنين، خلال 39 مباراة، ورحل عن النادي عقب هبوطه لدوري الدرجة الثانية، عاد بعدها اللاعب إلى الدوري التونسي عبر نادي الترجي، لعب له 39 مباراة، مسجلا 7 أهداف، ومحققا لقب كأس تونس موسم 2015/2016، والدوري التونسي موسم 2016/2017، ثم لعب موسم 2018 بنادي النصر السعودي في تجربة قصيرة خاض خلالها 9 مباريات، دون أن يسجل أي هدف، مكتفيا بصنع هدفين فقط.
وفي يوليو 2018 وقع الدولي التونسي عقدا يمتد لثلاثة مواسم مع الزمالك، بالنظر لتلك المسيرة وبمقارنتها مع أنجزه خلال الفترة التي قضاها معشوق جماهير الزمالك مع النادي( كأس السوبر السعودي المصري 2018، كأس الكونفيدرالية 2018/2019، كأس مصر 2018/2019، كأس السوبر المصري 2019/2020، كأس السوبر الأفريقي 2020)، ندرك أن ساسي وجد ضالته داخل جدران القلعة البيضاء، واكتشف معدنه الثمين كلاعب في هذا النادي العريق.
من جهة أخرى، لا يمكن إنكار أن الزمالك أيضا وجد ضالته في ساسي، حيث عانى النادي لسنوات عقب اعتزال تامر عبدالحميد ( دونجا)، ولم يجد لاعب الارتكاز المتميز الذي يقود الفريق دفاعيا وهجومبا، وهو ما يتميز به ساسي، لاعب الوسط المدافع، والمتقدم الذي يتقن بناء الهجمات، وفي نفس الوقت يلعب دورا دفاعيا كبيرا، فهو خط الدفاع الأول للفريق، كما أنه يمثل إلى جانب طارق حامد أقوى خط وسط بالدوري المصري.
إذن قيمة فرجاني ساسي لم تكتشف إلا مع مدرسة الفن والهندسة، والزمالك مع فرجاني ساسي استعاد بريقه المفقود.
أخيرا، إلم تتم تلك الصفقة فسيصبح الطرفان خاسرين، وأعتقد أن التعاقد سوف يتم، وأنه لم يكن يحتاج كل هذا الوقت الذي فتح الباب على مصراعيه أمام تكهنات لا قيمة لها.
