محمد صلاح.. لأول مرة في مرمى انتقادات الجماهير المصرية

تقرير: محمد يوسف

تطورت في الآونة الأخيرة العلاقة التي تربط نجم ليفربول محمد صلاح بالجماهير داخل استاد القاهرة الدولي وخارجه، لتصبح قوية بما يكفي لدرجة يصعب وصفها. ومن الصعب أن نجد أي جماهير أخرى في العالم تتعلق بكل نشاط يقوم به اللاعب مثلما تفعل الجماهير المصرية.

ولكن في الأيام القليلة الماضية، بدأ هذا الشعور الجميل في التلاشي سريعًا؛ بعد الأداء المتواضع ومشاكل البداية لبطولة الأمم الإفريقية التي واجهها المنتخب المصري، جاءت الضربة القاضية الأخيرة من النجم المصري محمد صلاح لتفسد علاقته بالجماهير المصرية -وربما العالمية- بشكل غير قابل للإصلاح.

فعلى ما يبدو أن لاعبي المنتخب المصري، بقيادة نجمهم الأول محمد صلاح، عقدوا العزم على تأييد فضيحة أخلاقية من شأنها أن تهدد أي مستقبل مشرق يمكن أن يصل له هذا الجيل.

لو كانوا قد قبلوا قرار الاتحاد المصري لكرة القدم باستبعاد اللاعب عمرو وردة عن تشكيلة المنتخب، بعد الاتهامات التي نالت منه بالتحرش والمضايقات الجنسية للنساء على شبكة الإنترنت، وربما انتظار نتائج أي تحقيق قانوني أو حتى داخلي في سلوك اللاعب المتكرر، حينها لم يكن ليناقش موقفهم الكثيرون أو ينتقدهم أحد.

ولكن بدلًا من ذلك، ضغطوا بتضافر واجماع من أجل إعادة صديقهم المتهم إلى معسكر المنتخب وإلى القائمة مرة أخرى، والأهم أن صوت محمد صلاح كان الأبرز على نحو غير مريح، ليعلن بعدها الاتحاد المصري يوم الجمعة أن عمرو وردة سيكون متاحًا لمباراة الفريق في دور الستة عشر من البطولة.

حيث دعا صلاح لحصول وردة على «فرصة ثانية»، وبالطبع حملت أفكاره ودعوته وزنًا أكبر في نظر الاتحاد المصري، أكبر من دعوات وحساسية الملايين الذين يعرفون أن المجتمع المصري يعاني من مشكلة عميقة الجذور في التحرش والاعتداء الجنسي.

وفي محاولة بائسة لإخفاء الأتربة تحت السجادة، تسبب اللاعبون في حدوث إعصارٍ أكبر من الانتقادات والاعتراضات عليهم، حيث اكتسب قوة هائلة على وسائل التواصل الاجتماعي، ويبدو أنه تضاعف بعد البيان المشترك الذي أصدره الاتحاد المصري بعد الاجتماع مع عدد من قادة المنتخب مثل محمد صلاح وأحمد المحمدي وأحمد حجازي، والذي نتج عنه قرار رجوع اللاعب عمرو وردة إلى صفوف المنتخب.

صلاح يعترف بخطأ وردة، لكنه يفضل الحفاظ على مستقبل اللاعب من الضياع، بينما اعتقد البقية أن هناك مؤامرة خبيثة ضد عمرو وردة. وأيًا كانت الحقيقة، فإن ما فعله اللاعبون حول الموقف إلى فوضى عارمة أكبر مما لو كان اللاعب قد تلقى عقابه بالفعل، وتم استبعاده من المنتخب.

حيث تخطينا المرحلة التي يكون فيها الجميع أفضل حالًا إذا التزموا الصمت، وسنرى في المباريات المتبقية للمنتخب في البطولة مدى تأثير هذه الأفعال على حضور الجماهير وتشجيعهم، خاصةً أن معظم من يحضر هذه المباريات من الطبقة الوسطى ومن رواد مواقع التواصل الاجتماعي. سوف تظهر إلى أي مدى أثرت هذه القضية على تصورات المشجعين الذين يفخرون بكرة القدم قبل أي شيء آخر.

على ما يبدو أن صلاح وزملائه قد أضروا بالمنتخب أكثر من خلال هذه الخطوة المحفوفة بالمخاطر، وبشكل خاص بالنسبة للاعب ليفربول، الذي نادرًا ما يعترض أحد على كلامه أو آرائه، أو حتى يتم انتقاده علانية بهذا الشكل.

في تغريدة دعمه لإعطاء عمرو وردة فرصة ثانية، مع ذكره أن «لا تعني لا»، حاول صلاح أن يكون رجل دولة ولكن انتهى به الأمر إلى مزيد من المراوغة والغموض، وبالتالي ظهر أنه يؤيد فعل التحرش.

تدخل صلاح كان أخرقًا أكثر من كونه خبيثًا؛ لأن الأمر يرتبط بالتوقيت المناسب، والذي افتقده كل أشكال الخطاب كعذر مقبول. ولكن يظل السؤال قائمًا: هل كان سيشعر أنه مضطرًا لكتابة مثل هذه الكلمات إذا كانت هذه الجرائم المزعومة قد وقعت في مدينة ليفربول، بدلًا من مصر؟

*تقرير مترجم عن الجارديان البريطانية. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى