تحليل- محمد عصام
إذا كان فريقك يبحث عن ظهير حيوي في الرواق الأيمن، ذي صفات عصرية، قادر على حجز مكانه بين النخبة من أظهرة العالم في المستقبل؛ تهانينا، فقد انتهى بحث ناديك لحسن الحظ إن اهتدى إلى الموهبة العربية الجزائرية “يوسف عطال”.
ثعلب الصحراء الصغير انفجر في موسمه الأول مع نيس تحت قيادة الأسطورة الفرنسية باتريك فييرا، بعد استقدامه من النادي البلجيكي كورتريك مقابل ثلاثة ملايين يورو فقط.
استفاد “عطال” من مرونة مدربه الخططية في صقل موهبته، حيث استخدم فييرا مختلف التركيبات التي أتاحت الفرصة لتجربة “عطال” بين مركز الظهير والجناح الأيمن، وشارك على الطرف الأيسر أيضاً حين قدم أفضل مبارياته ضد “جوينجامب” بتسجيله ثلاثية كاملة.
يجمع “يوسف” بين كل مواصفات اللاعب العصري، فمن حيث فهمه للشق الهجومي، فهو مبادر جريء قادر على حمل الكرة عبر الخطوط، حيث تشير الإحصائيات أنه أقدم على ثمان محاولات للمرواغة في كل تسعين دقيقة، وأكمل نصف هذا العدد مع نيس في الموسم السابق.
وبرغم جرأته ومساهمته الهجومية، لا يغفل اللاعب الشق الدفاعي، بل لديه نسبة 2.7 عرقلة مشروعة في المباراة مع فريقه الفرنسي.
توّج الشاب موسمه الاستثنائي بأداء مميز مع منتخب بلاده في كأس أفريقيا الآخيرة، حتى أبعدته الإصابة، فقد قدم واحدا من أفضل الأداءات الفردية في البطولة حين شارك في انتصار بلاده في دور الستة عشر ضد غينيا بثلاثية نظيفة، مقدماً تمريرة الهدف الثالث.
ما يجعله مطمعاً لجميع أندية أوروبا بعد موهبته هو افتقار العديد من كبارها لظهير أيمن، في ظل الندرة الحالية في هذا المركز، ورغم أن هناك بعض الأسماء الأخرى المتاحة مثل “جواو كانسيلو”، فإن فارق السعر يرجح كفة “عطال”، مع سقف عالٍ يمكن أن يصل إليه مستقبلاً؛ ليكون الاستثمار المنطقي والأنسب لأي فريق.
البداية مع توتنهام، فبعد التخلي عن “كيران تربييه” بمبلغ 21 مليون باوند لصالح أتلتيكو مدريد، ومع الشكوك حول قدرة الثنائي سيرج أورييه، وكايل والكر بيترز في تحمل أعباء مركز أساسي، فإن “يوسف عطال” سيكون خياراً مثالياً لكتيبة بوتشينيو إن أراد مقارعة ثنائي المقدمة.
الفريق الآخر هو نادي برشلونة الإسباني، البلوجرانا الذي لم يتعافَ قط من رحيل “داني ألفيش” قد يجد في صاحب الثلاثة وعشرين عاماً الدواء المناسب لحالة الجبهة اليمنى في الفريق حالياً.
الثنائي السابق في حاجة ماسة للاعب بخصائص “يوسف عطّال” دوناً عن غيرهما، فأسلوب لعب الفريقين يتطلب لاعباً على قدر من الوعي في ضبط توقيت الضغط، توقع مسارات اللعب، مع القدرة على التغلب على الخصوم في المواقف الفردية بالمراوغة أو التمريرات المتبادلة، والتحرك لعمق وسط الميدان عند الحاجة، وهو ما افتقده نادي شمال لندن والنادي الكتالوني، ويملكه الشبل الجزائري فطرياً.
في حين امتلك توتنهام “كيران تريبيه”، فإن الدولي الإنجليزي لا يتميز بالمراوغات بل يلجأ إلى التمرير نحو الخطوط الهجومية مباشرة، سواء نحو هاري كين أو ديلي آلي، مع التمركز على الأطراف لتقديم العرضيات بشكل أكبر؛ لذلك بعد انخفاض مستواه مؤخراً، لم يكن من الغريب أن يفتح له المدرب الأرجنتيني باب الخروج.
أما في برشلونة، فرغم تميز “نيلسون سميدو” في الجانب اللياقي والبدني، فإنه يفتقر بغزارة للجانب الفني، فهو دائماً متأخر في الصعود للمساندة الهجومية، ولا يقدم تمريرات عرضية مؤثرة حتى لو توقفت حياته عليها، فلم يضع طيلة الموسم السابق حرفياً أي عرضية دقيقة، وذلك بدون تطرق لـ “سيرجي روبيرتو” الدخيل على هذا المركز.
نادٍ آخر يرغب في دعم صفوفه هو انتر ميلان تحت قيادة المخضرم “أنتونيو كونتي”، القادم بطموحات اكبر، ومشروع جديد. الإيطالي المعروف بخطة 3-5-2 بثلاثي دفاعي، مع المزيد من الواجبات المطلوبة من ثنائي الأطراف Wing-Backs، لذلك فإن الجهود الجبارة التي يقدمها “عطال” بلا كلل تناسب أفكار “كونتي”، في حال استقرت عليه إدارة النيراتزوري.
مكان آخر رحل منه “ألفيش” مؤخراً هو نادي باريس سان جيرمان، ومع تواجد “عطّال” في الدوري الفرنسي، فإن فرصة انتقاله نحو العاصمة غير مستبعدة، فالباريسييون يتسيدون دوريهم كألقاب وصفقات على حد سواء.
القادم في مسيرة محارب الصحراء الشاب سيتطلب منه صقل موهبته، وتحسين ١مواطن اتخاذ القرار لديه، فنشاطه الملحوظ يدفعه أحياناً نحو التعجل، ولكن المؤكد أن “عطّال” من بين المواهب –إن لم يكن الموهبة الأهم- التي يتنازع عليها الجميع في الميركاتو الحالي، ويتناسب كقفاز مع متطلباتهم، ومكسب حتمي لأي نادٍ يحظى بخدماته.