أم الألعاب تنتظر جيلا جديدا من الأبطال في أحضان الدوحة

(د ب أ)-توووفه

قبل ثلاث سنوات على استضافة قطر فعاليات بطولة كأس العالم 2022 لكرة القدم، ستكون العاصمة الدوحة خلال الأيام المقبلة مسرحا لواحدة من أبرز وأكبر البطولات الرياضية على مستوى العالم عندما تستضيف فعاليات النسخة السابعة عشرة من بطولة العالم لألعاب القوى.

وتنطلق فعاليات البطولة غدا الجمعة على استاد “خليفة الدولي” بمشاركة نحو 2000 رياضي ورياضية يتنافسون في العديد من السباقات والمسابقات حتى إسدال الستار على فعاليات هذه النسخة في 6 تشرين أول/أكتوبر المقبل.

وفيما أثار منح حق استضافة هذه النسخة إلى الدوحة قبل سنوات بعض الجدل، تتجه أنظار عشاق ألعاب القوى (أم الألعاب) في كل أنحاء العالم بداية من الغد صوب الدوحة في شغف شديد لمتابعة ظهور جيل جديد من الأبطال ينتظر أن تفرزه هذه النسخة في ظل اعتزال عدد من النجوم السابقين خلال السنوات الماضية وعلى رأسهم العداء الجامايكي الأسطورة يوسين بولت.

ويترقب العالم بزوغ نجوم جدد في ساحة أم الألعاب من خلال هذه النسخة في الدوحة، ويبرز من بين هؤلاء النجوم المنتظرين كل من العدائين الأمريكيين كريستيان كولمان ونوا لايلز والعداء النرويجي كارستن وورهولم المتخصص في سباق 400 متر حواجز ومواطنه عداء المسافات المتوسطة جاكوب إنجبرايستن ونجم القفز بالزانة السويدي الصاعد والموهوب أرماند “موندو” دوبلانتيس.

وستكشف البطولة عما إذا كانت هذه المجموعة من النجوم الجديدة المنتظرة قادرة على تعويض اعتزال بولت أم لا.

كما تفتقد هذه النسخة جهود اثنين من النجوم السابقين البارزين وينتميان لجنوب أفريقيا وهما وايد فان نيكرك للإصابة ومواطنته كاستر سيمينيا بعد قرار الاتحاد الدولي للقوى بشأن تطبيق قواعد جديدة على الرياضيات اللاتي يتمتعن بمستويات مرتفعة من هرمونات التوستيستيرون.

وكانت هذه القواعد الجديدة إضافة للتجربة غير المسبوقة بإقامة سباقي ماراثون الرجال والسيدات مساء لتجنب درجات الحرارة المرتفعة صباحا في قطر وكذلك أزمة المنشطات الروسية التي لا تتوقف عند حد ، كلها أمور جذبت الاهتمام الإعلامي في الفترة الماضية.

ويتنافس 30 رياضيا ورياضية روس كرياضيين مستقلين (محايدين) خلال هذه النسخة من البطولة التي تشهد مشاركة أكثر من 2000 رياضي ورياضية يمثلون 209 دول.

وتقام معظم فعاليات هذه البطولة على استاد خليفة الدولي ، أحد الاستادات المضيفة لبطولة كأس العالم 2022 لكرة القدم والذي يتمتع بتقنية التبريد المبتكرة المستخدمة في جميع استادات مونديال 2022 بقطر.

ودافع البريطاني اللورد سيباستيان كو رئيس الاتحاد الدولي للقوى عن فكرة منح حق استضافة هذه النسخة من مونديال القوى إلى قطر، وقال في تصريحات إلى هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) قبل أيام: “لسنا غافلين عن أننا سننقل بطولتنا لأماكن التحدي”.

وتمثل درجات الحرارة المرتفعة نسبيا في قطر خلال هذا التوقيت من العام اختبارا وبروفة للعديد من الرياضيين الذي سيشاركون العام المقبل في منافسات أم الألعاب خلال دورة الألعاب الأولمبية القادمة (طوكيو 2020).

وفاز كولمان (23 عاما) قبل عامين بفضية سباق العدو 100 متر في بطولة العالم 2017 بالعاصمة البريطانية لندن حيث حل ثانيا خلف مواطنه المخضرم جاستن جاتلين.

ومع غياب بولت المعتزل، والذي توج ببرونزية السباق قبل عامين، سيكون كولمان محاطا بقدر هائل من الأضواء والاهتمام في هذا السباق بمونديال القوى في الدوحة لاسيما وأنه يمتلك أفضل رقم للسباق في 2019 وهو 81ر9 ثانية.

وأكد كولمان: “لا أريد أن أكون يوسين بولت… ولكنني أود أن أظهر بأفضل أداء لكريستيان كولمان”.

ولكن كولمان عانى أيضا من بعض العناوين السلبية في العام الحالي حيث وجه إليه اتهام بخرق قواعد مكافحة المنشطات لغيابه عن ثلاثة اختبارات خلال العام ولكنه نال البراءة من هذه التهمة لأن أول هذه الاختبارات الثلاثة كان خارج هذه الفترة طبقا للقواعد الحالية لمكافحة المنشطات.

ونال لايلز شهرة كبيرة هذا العام من خلال قطع مسافة سباق 200متر في 50ر19 ثانية ليصبح رابع أسرع عداء في هذه المسافة عبر التاريخ.

وفي سباق 100 متر سيدات، تعود الجامايكية شيلي آن فريزر الفائزة بلقب هذا السباق في بطولات العالم سبع مرات سابقة للمشاركة في البطولة بحثا عن لقب جديد علما بأنها تقتسم صدارة قائمة أفضل أرقام هذا السباق في الموسم الحالي بزمن بلغ 73ر10 ثانية.

وما زال العداءون في بؤرة الأضواء والاهتمام بمنافسات ألعاب القوى ولكن المسابقات الأخرى في البطولة بخلاف سباقات العدو ستجتذب اهتماما كبيرا أيضا.

ويكتسي سباق 400 متر حواجز باهتمام بالغ في ظل وجود أكثر من متسابق مرشح للفوز باللقب مثل وورهولم حامل اللقب (92ر46 ثانية) والقطري عبد الرحمن سامبا (98ر46 ثانية) والأمريكي راي بنيامين (98ر46 ثانية أيضا) علما بأنهم هم الثلاثة فقط بخلاف كيفن يانج صاحب الرقم القياسي العالمي للسباق (78ر46 ثانية) الذين كسروا حاجز الـ47 ثانية.

ونال السويدي الصاعد الموهوب دوبلانتيس شهرة فائقة من خلال الفوز باللقب الأوروبي للقفز بالزانة مسجلا (05ر6 متر) في 2018 كما سجل 00ر6 متر في الموسم الحالي لكن الأمريكي سام كينريكس حامل لقب هذه المسابقة حقق أفضل رقم للمسابقة في الموسم الحالي وهو 06ر6 متر.

ونقلت صحيفة “فيلت آم زونتاج” الألمانية عن دوبلانتيس يوم الأحد الماضي قوله: “أردت دائما أن أكون واجهة مسابقة القفز بالزانة… عندما يفكر الناس في القفز بالزانة هذه الأيام فإنهم يجب أن يفكروا في موندو. أريد الهيمنة على هذه المسابقة”.

وفاز العداء الصاعد إنجبرايستن بسباقي 1500 متر و5000 متر أوروبيا ولكنه سيخوض المنافسة عالميا أمام المتألقين في هذا السباق من أبناء القارة الأفريقية.

وعلى مستوى السيدات، تبرز الروسية ماريا لازيتسكين كأبرز مرشحة للفوز بمسابقة الوثب العالي ،بينما تبرز البلجيكية نافيساتو ثيام كأقوى المرشحات في المسابقة السباعية (هيبتاثلون) كما حققت البطلة الأولمبية الأمريكية دليلة محمد رقما قياسيا عالميا في سباق 400 متر حواجز هذا العام وينتظر أن تكون أقوى المرشحات للقب العالمي في هذا السباق.

وتقام منافسات هذه النسخة من بطولة العالم في الدوحة تحت شعار “الوصول لارتفاعات جديدة” لكن لا تزال هناك مخاوف من وجود مقاعد عديدة خاوية في مدرجات استاد خليفة الذي تبلغ سعته 40 ألف مقعد.

ورغم هذا، يصر سيباستيان كو على ضرورة وصول ألعاب القوى والبطولة العالمية لمناطق جديدة حيث تقام البطولة للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط.

كما يشعر كو بسعادة بالغة في ظل وجود نجوم بارزين جدد ينتظر بزوغهم في هذه النسخة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى