قطر تتأهب لأعمال مونديالية شاقة

(د ب أ)- توووفه

بعد أقل من أسبوع على بدء العد التنازلي للسنوات الثلاثة الأخيرة المتبقية على استضافة فعاليات بطولة كأس العالم 2022 ، يتأهب المنظمون في قطر لأربعة أسابيع من الأعمال الشاقة التي تمثل خطوة مهمة على طريق الاستعداد لمونديال 2022 .

وتشهد العاصمة القطرية الدوحة غدا الثلاثاء انطلاق فعاليات النسخة الرابعة والعشرين من بطولة كأس الخليج (خليجي 24) بمشاركة ثمانية منتخبات حيث تستمر فعاليات البطولة حتى الثامن من كانون أول/ديسمبر المقبل.

وعقب انتهائها مباشرة ، ستكون الملاعب القطرية على استعداد لاستضافة فعاليات بطولة أخرى من العيار الكبير حيث تستضيف ملاعبها فعاليات النسخة الجديدة من بطولة كأس العالم للأندية وذلك في الفترة من 11 إلى 21 كانون أول/ديسمبر المقبل.

وتمثل البطولتان خطوة مهمة وجوهرية على طريق استعدادات قطر لمونديال 2022 خاصة وأن البطولتين ستقامان في نفس توقيت مونديال الكبار من ناحية كما أن الفترة الإجمالية للبطولتين سويا تقترب كثيرا من الزمن الذي ستستغرقه بطولة كأس العالم 2022 .

وكان الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) منح قطر حق استضافة النسختين المقبلتين من مونديال الأندية في 2019 و2020 لتكون البطولتان بديلا لبطولة كأس القارات 2021 والتي كان من المفترض أن تنظمها قطر كما هو متبع في البلدان التي تنظم المونديال حيث تستضيف هذه البلدان بطولة كأس القارات في العام الذي يسبق المونديال لتكون بروفة قوية وجادة لاستعدادات هذا البلد قبل عام على استضافة المونديال.

ومع نقل فعاليات مونديال 2022 إلى فصل الشتاء الأوروبي ، لم يكن مجديا بشكل كبير اختبار استعدادات قطر من خلال إقامة بطولة ستقام في فصل الصيف.

ومن ثم ، منح الفيفا قطر حق استضافة نسختي 2019 و2020 من مونديال الأندية علما بأنهما آخر نسختين بالنظام الحالي للبطولة حيث ستقام البطولة بداية من 2021 بمشاركة 24 ناديا في كل نسخة على أن تقام البطولة كل أربع سنوات.

وتقام فعاليات مونديال 2022 في قطر من 21 تشرين ثان/نوفمبر إلى 18 كانون أول/ديسمبر ما يعني أن البطولتين المرتقبتين في قطر (خليجي 24 ومونديال الأندية) ستقامان في نفس فترة المونديال ولكن قبلها بثلاث سنوات ما يجعلهما اختبارا مثاليا وجادا لقطر واستعداداتها للمونديال لاسيما وأن كلا من البطولتين يشهد مشاركة عدد من الفرق.

وتمثل البطولتان بروفة قوية على كافة المستويات بداية من الملاعب حيث يشارك في استضافة البطولتين بعض ملاعب المونديال القطري إضافة إلى عدد من ملاعب التدريب التي ستستخدم خلال مونديال 2022 .

وبالتالي ، ستكشف البطولتان أي أوجه قصور في العملية التنظيمية من ناحية أو في الخدمات اللوجيستية والبنية الأساسية التي تساهم في نجاح هذه المنشآت إضافة لاختبار خدمات أخرى جوهرية وحاسمة مثل الأمن والمواصلات وتجربة مواقف السيارات.

وبخلاف تجربة المنشآت والبنية الأساسية والخدمات اللوجيستية ، ستكون البطولتان فرصة رائعة لاختبار أحد أهم العناصر التي ساهمت في نجاح بطولات العالم والبطولات القارية ودورات الألعاب الأولمبية في العقدين الأخيرين بشكل خاص وهو عنصر المتطوعين.

وكان المنظمون في قطر فتحوا باب التقدم لآلاف المتطوعين من كل أنحاء العالم خلال الفترة الماضية ، ووصل عدد المتقدمين لأرقام هائلة سيتم تصفيتها وتنقيتها خلال الفترة المقبلة لاختيار أفضل العناصر لخدمة البطولة والضيوف والزائرين والمشجعين.

ولكن تجربة العديد من المتطوعين بدأت بالفعل في الآونة الأخيرة ومن خلال بطولات عالمية كبيرة وفي مقدمتها بطولة العالم لألعاب القوى خلال تشرين أول/أكتوبر الماضي وبطولة العالم للألعاب الشاطئية التي أقيمت بعدها بأيام.

ورغم هذا ، ستكون بطولتا خليجي 24 ومونديال الأندية تجربة فريدة ومهمة لهؤلاء المتطوعين لاسيما وأن التطوع في خدمة بطولة كروية يشهد بعض الاختلافات عنه في دورة أولمبية أو بطولة لرياضة أخرى.

ولهذا ، ينتظر أن تسفر البطولتان عن تقديم كوادر مهمة في مجال المتطوعين يمكن الاعتماد عليهم وعلى خبرتهم بهذه البطولات خلال مونديال 2022 .

وأكد حسن الذوادي أمين عام اللجنة العليا للمشاريع والإرث المسؤولة عن استعدادات قطر لاستضافة مونديال 2022 قبل أيام أن التحضيرات الجارية لاستضافة المونديال تسير على قدم وساق استعدادا لاستضافة البطولة.

ووصف الذوادي استضافة قطر لبطولتي خليجي 24 وكأس العالم للأندية بالفرصة الذهبية التي تسمح باختبار استعدادات الدولة وكفاءة المنشآت الرياضية لاستضافة الكرنفال الكروي عام 2022 .

وأشار الذوادي إلى أن قطر والمنطقة يتطلعان للترحيب بالمشجعين المتوقع قدومهم إلى قطر من مختلف دول العالم لحضور مباريات المونديال الكروي الذي تستضيفه قطر لأول مرة في المنطقة عام 2022 .

وأوضح أن المشجعين والزوار القادمين من مختلف دول العالم لحضور المونديال سيحظون بتجربة لا مثيل لها نظرا لاعتدال الطقس في قطر خلال شهري نوفمبر وديسمبر بالإضافة لاستمتاعهم بكرم الضيافة العربية التي يعرف بها سكان قطر والمنطقة.

ومن خلال خليجي 24 ومونديال الأندية ، سيستمتع المشجعون والزائرون بنفس طقس المونديال وبالاحتفالات والفعاليات المصاحبة قبل ثلاث سنوات على المونديال.

كما تمثل البطولتان فرصة ذهبية للاعبين المنتخب القطري للاستعداد واكتساب مزيد من الخبرات قبل ثلاث سنوات على خوض المونديال.

ويستهل المنتخب القطري (العنابي) مشاركته في خليجي 24 غدا بمواجهة نظيره العراقي في المباراة الافتتاحية للبطولة.

وأكد الإسباني فيليكس سانشيز المدير الفني للمنتخب القطري أن خليجي 24 تمثل فرصة جيدة ضمن استعدادات الفريق للبطولات المقبلة وفي مقدمتها كأس العالم 2022 بقطر.

وقال سانشيز اليوم : “هذه البطولة محطة مهمة جدا في طريق الاستعدادات لمونديال 2022 التي نسعى خلالها إلى المنافسة بقوة”.

وفيما يتعلق بمونديال الأندية ، ستمنح البطولة خبرة جيدة لاعبي السد الذين يشكل بعضهم جزءا من المنتخب القطري ليساهم هذا في الارتقاء بمستوى العنابي في إطار استعدادات قطر لمونديال 2019 .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى