قطر العراق .. فدائية الشباب تتخطى البطل الآسيوي

تحليل- محمد عصام

على أرضية ستاد خليفة المونديالي، افتتح العنابي القطري خليجي 24 في مواجهة ضد أسود الرافدين؛ مباراة لطالما حملت الكثير من التنافسية فيما سبق، واستمرت بذات المستوى في ليلة أمس.

المنتخب العراقي افتقد العديد من الأسماء المخضرمة، حيث جاءت البطولة بعد مشاركة نادي الشرطة العراقي في البطولة العربية قبل ضربة البداية بأقل من 24 ساعة، وهو النادي الذي يملك العديد من قوام منتخب بلاد الرافدين، ليلعب السلوفيني كاتاناتيش بتشكيل من أسماء شابة تتحين الفرص للمشاركة.

بدأ المنتخب العراقي بمزيج من تشكيلة 4-1-4-1 تتحول إلى 4-5-1 في الحالات الدفاعية، بتواجد جلال حسن في حراسة المرمى، على يمين الدفاع مصطفى محمد، وعنصر الخبرة علي عدنان على يساره، يتوسطهما الثنائي ميثم جبار وأحمد إبراهيم؛ وفي خانة الارتكاز محمد رضا يتقدمه شريف عبد الكاظم، محمد قاسم، حسن حمود، وإبراهيم بايش؛ خلف المهاجم الوحيد الواعد مهند علي.

أما بطل آسيا فيمر بمرحلة استقرار غير مسبوقة؛ الفريق تحت قيادة فيليكس سانشيز يلعب بخطة تتأرجح ما بين 4-3- 3 و4-2-3-1 بأسماء تشارك سوياً بانتظام؛ سعد الشيب في حراسة المرمى، رباعي الدفاع بيدرو ميجيل، طارق سلمان، بسام الراوي، وعبد الكريم حسن، يتقدمهم في الوسط خوخي بوعلام، وكريم بوضيف، خلف الثلاثي يوسف عبد الرزاق، حسن الهيدوس وأكرم عفيف، ورأس الحربة المعز علي.

قطر العراق خليجي 24

يتميز المنتخب القطري ببداياته القوية دائماً، وجرأته الهجومية، تلك هي الثقافة التي يبني عليها الإسباني فيليكس سانشيز فريقه، لذلك بادر منذ البداية بالهجوم، وأضاع المعز علي الفرصة الأولى بعد تمريرات سريعة فككت الدفاع العراقي.

اعتمد في المقابل كاتانتيش على سرعة شريف عبد الكاظم، ومحمد قاسم، مع اقتناص مهند علي للكرات الطولية، في محاولة لتنفيذ المرتدات السريعة، مع غلق المنافذ الدفاعية على صاحب الأرض.

بدت المجريات في صالح الفريق الأجهز، والأكثر تجانساً، والأكبر تنظيماً وهو الفريق القطري، الذي ظل على نفس المنوال الهجومي، خصوصاً من الجبهة اليسرى حيث يتواجد أكرم عفيف، واللاعب الأفضل في آسيا عبد الكريم حسن.

كل ذاك التنظيم والدراسة المفصلة واجه فريقاً فدائياً يلعب من قلبه، رغم غياب الأسماء والإمكانيات، وفي لقطة خاطفة وضع محمد قاسم الهدف الأول بعد عرضية غالطت دفاع وحارس العنابي، وبعدها بأقل من عشر دقائق سدد مجدداً صاروخية سكنت الشباك القطرية، ليجد رفاق حسن الهيدوس أنفسهم متأخرين بثنائية نظيفة من حيث لم يحتسبوا.

قطر العراق خليجي 24

منحت تلك الأهداف الثقة للمنتخب العراقي، فقد صار لديه ما يخشى فقدانه ويدافع عنه الآن، بينما ضربت تلك المفاجأة ثقة القطريين في مقتل، خصوصاً مع تألق حارس أسود الرافدين حسن جلال في إيقاف تسديداتهم، فعانوا في صناعة المزيد من الفرص، وتناقصت تحركاتهم الانسيابية المعتادة بدون الكرة مما سهّل من مهمة الدفاع على العراقيين.

افتقدت قطر أيضاً العمق الهجومي، وانتهت أغلب هجماتهم ناحية الأطراف حيث برعت العراق في صناعة زيادة عددية باستمرار من اللاعبين دفاعياً؛ لذلك دفع فيليكس سانشيز بعبد العزيز حاتم بدلاً من يوسف عبد الرزاق بين شوطي اللقاء، ونقل كابتن الفريق حسن الهيدوس يميناً للربط مع تقدم بيدرو ميجيل.

قطر العراق خليجي 24

ربما جاء الهدف من أول لمسة لعبد العزيز الحاتم، لكن الأهم أنه أتى باكراً في بداية الشوط الأول، ليمنح بصيص أمل للقطريين للسعي نحو التعويض.

لم يكن كاتاناتيش على استعداد للتفريط في هذا التقدم، فقام بتغيير أول في الدقيقة الخامسة والخمسين، وسحب صاحب هدفي المباراة محمد قاسم على مضض مفهوم منه، ليدخل أقدام أكثر حيوية متمثلة في أمجد عطوان بدلاً عنه، ثم قام بتغيير خطته إلى خماسي دفاعي بدخول سعد الناطق بدلاً من حسن حمود.

تعقدت عملية صناعة الفرص مجدداً على القطريين، حتى بعد الدفع بمهاجم آخر محمد مونتاري ليجاور المعز علي، وأتيحت فرصة صريحة لكل الفريقين كان أخطرها انفراد في الدقائق الأخيرة للمنتخب القطري أراد مونتاري تمريرها، لتضيع فرصة التعديل على فريقه، ويحصد العراقيون الثلاثة نقاط كاملة، في مفاجأة غير سارة تسبب بها لفريق من أكبر المرشحين للبطولة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى