10 مارس.. اليوم الذي تغير فيه وجه الكرة العمانية

توووفه– وليـد العبـري

ظل المنتخب العماني صديقا وفيا للخسائر المتتالية، ملازما للانكسارات، حتى أنه اعتاد التوقف أمام كل المطبات التي واجهها، ما قبل ليلة العاشر من مارس كان الأحمر العماني حملا خليجيا وديعا تجرع المُر طيلة 3060 دقيقة، حيث تعرض للخسارة 29 مرة ووقف الند بالند أمام خصومه 5 مرات فقط، دون أن يسجل أفضلية بالنتيجة.

توووفه تستذكر ليلة العاشر من مارس عام 1988 وتحديدا في خليجي 9 الذي استضافه درة الملاعب استاد الملك فهد الدولي بالرياض، حين سُجل أول انتصار عماني في تاريخ دورات الخليج أمام قطر بجزائية الهداف يونس أمان وتسديدة ماكرة من الراحل غلام خميس مقابل إصابة وحيدة للعنابي عبر منصور مفتاح.

طيلة 34 مباراة ماضيـة سبقت تلك الليلة، كانت الخسائر تنهال على الكرة العمانية على كافة الأصعدة، رغم تواجد أجيال لا تقل شأنا عن نظرائها في الخليج آنذاك، ولكن الفرق أن المنتخب العماني يلعب ورصيده صفر من الانتصارات، وهذا أمر جعله يعاني كثيرا من الضغوطات، ليلة الـ 10 مارس عام 1988 أنصفت جيلا موهوبا للكرة العمانية بقيادة المدرب البرازيلي جورجي فيتوريو وبجيل يضم أسماء لها وزنها أمثال ناصر حمدان ويوسف عبيد وإبراهيم هيكل ويونس أمام والراحل غلام خميس، ليتغير بعد تلك الليلة وجه الكرة العمانية، حيث اكتسبت مزيدا من الثقة وانطلقت للأمام في مختلف البطولات الإقليمية والقارية، وتعدت مرحلة عاشتها لأكثر من 14 عاما.

صافرة الحكم الإماراتي عبدالعزيز الملا آنذاك في درة الملاعب أنصفت الكرة العمانية بعد سنوات من الحرمان، وبعد مضي 32 عاما على الفرحة العمانية الأولى في بطولات الخليج،
توووفه تتحدث لأحد صنَاع أفراح تلك الليلة وهو يونس أمان صاحب الهدف الأول في مرمى قطر من جزائية مطلع الشوط الثاني.

يونس أمان

يونس أمان: سعدنا وأسعدنا الخليجيين

تحدث لاعب المنتخب العماني في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي يونس أمان عن تلك الليلة واصفا إياها بأنها حدث تاريخي للكرة العمانية،
وقال أمان: “الكل كان يعرف ظروف الكرة العمانية في السبيعينيات بدءا من المشاركة الأولى في خليجي 3 عام 1974، ولكن خليجي 7 عام 1984 في النسخة التي استضافتها السلطنة كانت منعرجا مهما في تاريخ الكرة العمانية، حيث بدأ الاهتمام أكثر من خلال بناء الملاعب”.

وأضاف: “حتى قبل خليجي 9 عام 1988 كانت منتخبات مثل الكويت والسعودية والعراق تخطت حاجز الخليج وأصبح لها باع طويل في بطولات آسيا ووصلت للمونديال بينما راوحنا نحن مكاننا بحثا عن فوز أول يحررنا من الماضي، في مباراة قطر أتذكر تلك الليلة حيث رُزق المرحوم غلام خميس بأحد أولاده وشهدت تألقا لافتا أيضا للاعب رجب نصيب شقيق عبداللطيف نصيب وانتهت بفوز أخرج الجماهير العمانية للشوارع فرحة لأول مرة”.

وأردف أمان في سرد الذكريات:” لم تكن فرحة المنتخب العماني وحده بل كانت فرحة معظم المنتخبات الخليجية التي شاطرتنا الأفراح في مقر الإقامة، وعلى المستوى الشخصي لا أنسى مانشيت أوردته حينها صحيفة الجزيرة السعودية: يا بختك يا أمان دخلت التاريخ”.

واختتم: “لن يعرف قيمة تلك الليلة إلا من كابد مواجع الماضي وضحى بالكثير من أجل تحقيق فوز فتح آفاق كثيرة للكرة العمانية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى