داني ألفيش.. أسطورة الأظهرة الذي لن يتكرر بسهولة!

تقرير – أحمد مختار

أحكام الكرة ستقف كثيرا أمام داني ألفيش، البرازيلي لاعب من الصعب تكراره بسهولة، هو حقا صيحة مختلفة في عالم الأظهرة أو الـ Full Backs.

عرفت أوروبا داني ألفيش من خلال نادي إشبيلية، المارد الأندلسي الفائز بكأس الاتحاد الأوروبي عامي 2006 و2007، تحت قيادة المدرب الإسباني خواندي راموس، والجيل الذهبي لهذا الفريق رفقة إنزو مارسيكا، كانوتيه، فابيانو، نافاس، وأدريانو كوريا. ولعب داني ألفيش دور محوري في خطط مدربه خلال تلك الحقبة، من خلال تألقه في مركزي الظهير والجناح بخطة 4-4-2 أو 4-3-3.

امتاز البرازيلي بالسرعة والخفة، في الجري بالكرة على طول الخط الجانبي، ومن ثم لعب عرضية مباشرة داخل منطقة الجزاء، أو حصوله على مركز الجناح الصريح الذي يتحول إلى دور صانع اللعبى خلف المهاجمين، من أجل الاستفادة من تسديداته وتمريراته الحريرية تجاه منطقة جزاء المنافس.

ولم يكتف داني بالشق الهجومي، بل أدى مباريات كبيرة على مستوى الدفاع، خصوصا أمام اللاعبين المهاريين، لينجح في إيقافهم أو الحد من خطورتهم، نتيجة قوته الجسمانية واندفاعه البدني رغم ضآله جسمه، ويتذكر المتابعين القدامى مواجهاته النارية أمام رونالدينيو خلال مباريات إشبيلية وبرشلونة بالدوري الإسباني خلال سنوات سابقة.

داني ألفيش
داني ألفيش

تحدث بيب غوارديولا بحرية عن أشهر وأفضل مباراتين له مع برشلونة، ليؤكد أن كلاسيكو البرنابيو في ديسمبر 2011 تعتبر بمثابة المباراة المثالية، التي فاز بها برشلونة على الريال بنتيجة 3-1، بطريقة لعب هي 3-1-3-3 التي تتحول إلى 3-4-3 بوجود ثلاثي فقط بالخط الخلفي، كذلك مباراة نهائي كأس العالم للأندية أمام سانتوس، اللعب بدون مهاجم وبسبع لاعبين في الوسط لتصبح الطريقة هي 3-7-0 مما أحدث ربكة كبيرة بصفوف الفريق البرازيلي.

وفي نظام الـ 3-7 الذي استخدمه بارسا بيب خلال فترة 2008-2012، قام داني ألفيش بمهام تكتيكية لا تقل أهمية عن أدوار ميسي، لأن الفيلسوف استخدمه كساعد هجومي رئيسي، ليساهم في تمديد الملعب واتساعه عرضيا، مما يعطي فراغات أكبر للأرجنتيني ليو في العمق كمهاجم وهمي.

يعود بوسكيتس كثيرا للخلف كليبرو صريح بين قلبي الدفاع، ويتحرك ميسي أمام دفاعات الخصم رفقة لاعبي الأجنحة في أنصاف المسافات على حافة منطقة الجزاء، ليتقدم ألفيش من الجناح إلى منطقة المناورات، في انتظار التمريرة الحريرية من تشافي أو إنيستا، لعبة أصبحت علامة مسجلة بإسم برشلونة في أقوى فتراته التاريخية.

داني ألفيش
داني ألفيش

استخدم لويس إنريكي ميسي كثيرا على الطرف خلال العامين الأخيرين، كصانع لعب مائل في المركز 10، مع انطلاقات مستمرة من الكرواتي راكيتيتش إلى الأمام لصنع الزيادة العددية، أو إلى الخلف للتغطية خلف الأرجنتيني،

وشارك ألفيش في هذه التكتيكات بنجاح، لأنه أصبح لاعب وسط حقيقي في حالة تحول الكرواتي للرواق ودخول ميسي إلى الثلث الهجومي، لملأ الفراغات الشاغرة بجوار بوسكيتس، وقتها لعب البرازيلي دور “الظهير الوهمي” في وسط ملعب الكتلان.

وبعد رحيله من برشلونة إلى يوفنتوس ثم باريس، عرف ألفيش كيف يختار وجهته الأخيرة أوروبياً ربما، بذهابه إلى الدوري الفرنسي الأقل قوة من إسبانيا وإنجلترا وإيطاليا، ليلعب بأريحية وبهدوء في آخر أيامه.

ألفيش مع توخيل جناح أكثر منه ظهير سواء في رسم 4-3-2-1 أو وينج باك في 3-5-2، وأحيانا صانع لعب حقيقي في خطة 3-4-2-1 خلف المهاجم مباشرة، حيث أصبح يتواجد أكثر في نصف ملعب المنافس، يسدد ويصنع ويسجل، ولا ينشغل بالشق الدفاعي لعامل السن وأحكامه.

داني ألفيش
داني ألفيش

يموت الزمار.. وصوابعه بتلعب..

مثل قديم يصلح بشدة لوصف حالة داني ألفيش الحالية. سنه كبير، عقده انتهى مع سان جيرمان، لاعب حر في سوق الانتقالات، قاب قوسين أو أدنى من الاعتزال، ورغم كل ذلك قدم مباراة مثالية ضد الأرجنتين في كوبا أميركا الأخيرة، وكان أفضل لاعبي البرازيل في نصف نهائي البطولة.

ألفيش ظهير بدرجة لاعب وسط، ليس فقط مجرد جناح أو “وينج باك” على الخط، لأن البرازيلي يعرف كيف ينطلق ومتى يقف وأين يمرر، ويضع بصمته في كل صغيرة وكبيرة خلال الهجمة، وكأنه صانع لعب حقيقي أو ظهير مركزي داخل عمق الملعب، لذلك سيظل هذا اللاعب صاحب طفرة حقيقية في عالم التكتيك، عندما نتحدث عن “الأظهرة” في التكتيك الجديد والكرة الحديثة، لأنه فعلياً كان سابقاً لعصره وملماً بكل أبجديات التمركز والحركة في آن واحد، سواء بالكرة أو من دونها.

يصعد ألفيش بالكرة، يدخل بها إلى عمق الملعب، يغطي خلفه ماركينهوس وكاسيميرو بالتبادل، ثم ويليان في بعض الفترات، لذلك أوجد المدرب البرازيلي الإطار اللازم لانطلاقات ظهيره العجوز دون مشاكل، حيث تتواجد التغطية اللازمة لانتشاله أثناء المرتدات أو فقدان الكرة، لذلك شاهدنا جميعاً ظهير بدرجة صانع لعب، يمرر ويراوغ ويصنع ويقف على الكرة، يبدأ الهجمة ويصل بها إلى منطقة الجزاء، ويفتح الفراغ لصالح زملائه سواء في العمق أو على الأطراف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى