جيسوس.. صدى أجويرو الذي يحلم بأن تكون له الكلمة الأولى

تقرير – أحمد مختار

بدأ جابرييل جيسوس رحلته مع مانشستر سيتي بنجاح، مع طموح مرتفع ومعنويات في عنان السماء، لكن سرعان ما خفت نجمه، خاصة مع تراجع مردوده بعض الشيء وإضاعته عديد الفرص السهلة، مع تألق الأرجنتيني سيرجيو أجويرو، وحاجة جوارديولا إلى المهاجم الهداف القناص في المباريات المغلقة والحاسمة، لذلك أصبح البرازيلي مجرد بديل أو ورقة رابحة خارج الخط.

كل شيء تغير هذا الموسم، ربما الصدفة لعبت دوراً كبيراً في ذلك، بسبب كثرة إصابات أجويرو وطول مدة غيابه، بالإضافة إلى تحول فكر جوارديولا قليلاً، في عدم مبالغته بالهجوم وميله إلى العودة ناحية مناطقه، والاعتماد على ثلاثي متحرك في الأمام دون رأس حربة صريح، من أجل تطبيق الضغط القوي وتنفيذ المرتدات السريعة، لذلك كان دور جيسوس أكبر.

جيسوس ليس بالمهاجم العملاق أو الطويل، ولا يمتاز بقوة جسمانية جبارة كغيره، كذلك لا يراوغ سبعة لاعبين دفعة واحدة، لكنه يتحرك بشكل جيد في أنصاف المسافات، بالتحديد عندما يتحول إلى الطرف قليلاً ويقطع في العمق أو العكس، لذلك كانت أفضل مبارياته مع البرازيل عندما لعب كجناح في كوبا أميركا، كذلك استعادة التألق هذا الموسم مع السيتي، عندما وضعه جوارديولا كنصف رأس حربة ونصف جناح، بالتبادل مع ستيرلينج واللاعب المكمل لهما بالثلث الأخير.

فلاش باك لمباراة الذهاب بين مانشستر سيتي وريال مدريد في البرنابيو، لعب جوارديولا بتشكيلة بها قدر من المفاجأة، سواء في البدء بجاندوجان في المركز 8 أو بتواجد خيسوس كمهاجم إضافي مكان أجويرو، لكن مع سيناريو المباراة وكل تفاصيلها، كان البرازيلي نجم فوق العادة، مع التسليم بسوء الإنهاء في الفرصة السهلة بالشوط الأول.

جوارديولا توقع ضغط زيدان، رغم أن الجميع أكد بأن الفرنسي سيلعب بنظام المرتدات فقط، لذلك كان وجود أجويرو لا فائدة منه، لأنه ضعيف بدنيا، لا يضغط، ولا يدافع، وبطيء عند اللعب على الأطراف، بالتالي كانت إستراتيجية السيتي في الشوط الأول، امتصاص ضغط الريال، إيقاف انطلاقات أظهرته، تقليل سلاحه الأهم وهو العرضيات القصيرة والطولية، لذلك تواجد جيسوس أكثر كجناح أيسر لا مهاجم، ونجح باقتدار في إيقاف انطلاقات كارفخال، وأجبر فالفيردي على العودة باستمرار للتغطية.

وجود جيسوس أيضا على الطرف في الحالة الدفاعية أدى إلى تحرير دي بروين تماما، البلجيكي لعب كنصف مهاجم أكثر منه لاعب وسط، لا يدافع ولا يركض كثيرا، ويلعب بأريحية تامة، لذلك ظهر في الشوط الثاني وكأنه لاعب بديل شارك في آخر نصف ساعة فقط، بأقدام جاهزة أو كما يقال Fresh legs.

آخر نصف ساعة بعد دخول ستيرلينج، وتواجده على اليسار، تحول دي بروين للوسط للقيام بمهامه الرئيسية دون تعب، ودخل جيسوس في العمق كمهاجم، ليس فقط من أجل التسجيل ولكن للقيام بنفس دور دي بروين في الشوط الأول، كلاعب وسط رابع إضافي، يضغط ويتمركز بين وسط الريال وقلبي دفاعه، كلقطة طرد راموس.

في الإياب راهن بيب على الضغط العالي، لعبة المباراة من وجهة نظري في تطبيق الضغط على دفاع الريال ووسطه، نجح السيتي في القيام بهذا الرهان بنجاح كبير، سواء في إغلاق المساحات في العمق بالضبة والمفتاح، أو تضييق الخناق على لاعبي الأطراف، من أجل إجبار الملكي على البناء من جهة فاران وكاسيميرو، وهنا حدثت الأخطاء مرارا وتكرارا.

فيل فودين لعب كمهاجم وهمي، جابرييل جيسوس جناح صريح، ستيرلينج متحرك. ثلاثي هجومي يريده أي فريق يضغط، صحيح أن الثلاثي يضيع كثيرا وبطريقة مستفزة أحيانا، لكنهم بدون الكرة فعلوا ما يريد جوارديولا بالنص، بإغلاق أنصاف المسافات، عمل مصيدة على الارتكاز كاسيميرو، وإجبار فاران على الخطأ.

فعل البرازيلي ذلك خلال الهدف الأول، بعد إغلاق زوايا التمرير أمام فاران، ليضغط جيسوس عليه بقوة، يقطع منه الكرة ويسجل ستيرلينج الهدف الأول، مع الاستمرار بنفس الطريقة طوال الشوط، بإغلاق المساحات في العمق، ومحاولة قطع الكرة في مناطق مدريد، مما جعل المهاجم يلعب دور الجناح الأيسر.

بالشوط الثاني تحول بيب إلى الأطراف أكثر، بتواجد فودين يميناً وستيرلينج يساراً، بينما عاد جيسوس إلى مركزه الأصلي في العمق، ليستفيد من خطأ فاران ويسجل هدف الفوز في الشوط الثاني، مع ضغطه المستمر على دفاعات الريال، وقيامه بدور اللاعب الحر عند نقل الهجمات من الخلف إلى الأمام خلال الدقائق الأخيرة.

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى