خطأ الآسيوي.. المكان والعراقة أولا..!

كتب- محمد بن عبدات

ليس شرطا أو معيارا أن يكون ناد حقق بطولات كثيرة كي تصبح له شعبية كبيرة.. لاحظوا مثلا نادي الشباب السعودي الذي سيطر لفترة على بطولات الدوري السعودي وكأس الملك وحقق بطولات الأندية العربية في أربع مناسبات، وكذلك بطل أندية الخليج أكثر من مرة، وبطل كأس الكؤوس الآسيوية، إلا أنه لايحظى بربع شعبية النصر والهلال أو حتي الاتفاق أو الرائد البعيدين عنهما بالألقاب، ربما لأن الشباب لم تكن ولادته في أحد الأحياء الشعبية أو ذات الكثافة السكانية في الرياض مثله كمثل النصر والهلال وإن كان أقدمهم.

أيضا هناك نادي المقاولون العرب في مصر سيطر في سنوات على البطولات بل وفاز ببطولات أفريقية وفوق هذا وذاك لايملك الجماهيرية الكبيرة لنادي غزل المحلة في للدرجة الأولى.. لهذا فإن معيار امتلاك الأندية للجماهير ليس شرطا أن يكون مستحوذا على البطولات، ناديا الجيش والشرطة في عدن كان فريقاهما الكرويان شبه مسيطرين على معظم البطولات في السبعينيات والثمانينيات ولكنهما لايملكان جماهيرية التلال والوحدة وشمسان، فالعوامل المهمة التي تبني تلك القاعدة مفقودة بالنسبة لهما..

لهذا. فما ظهر مؤخرا على موقع الاتحاد الآسيوي بخصوص الأندية الأكثر شعبية في البلاد أثار استغرابي،
فموضوع مثل هذا يحتاج دراسة متكاملة عن النادي من حيث أقدمية التأسيس، ومن البطولات ومن حيث تقديمه لنجوم مثلت المنتخبات الوطنية وذاع صيتها كثيرا.. فهذه العوامل الثلاثة تحديدا، إضافة إلى الاسم والمكان، من أهم القواسم المشتركة لخلق قاعدة جماهيرية كبيرة لأي ناد.. لهذا فنادي مثل وحدة عدن وإلم يفز ببطولات عقب العام تسعين إلا أن له تاريخا كبيرا ويعد واحدا من أقدم الأندية من حيث التأسيس، وكذلك ماقدمه من نجوم للمنتخبات الوطنية إضافة إلى أن ولادته كانت في إحدى المناطق أو الأحياء ذات الكثافة السكانية في مدينة عرفت كرة القدم منذ أزمنة طويلة، لهذا فكل تلك العوامل جعلت الوحدة العدني يتمتع بشعبية كبيرة إلى اليوم.

هناك أندية كانت في دوري النخبة أو الممتاز وأصبحت في الدرجة الثانية ولها جماهير كبيرة ظلت محتفظة بها ومعها محبون من كافة أرجاء الوطن.. وعندنا في حضرموت من غير النادي الأبرز الشعب الذي يستحق أن يكون في هذا التصنيف أيضا، هناك ناديا سلام الغرفة والتضامن وإلم يصبحا اليوم بين أندية النخبة إلا أنهما ظفرا ببطولات كثيرة على مستوى إقليمهما، وكذلك حضورهما القوي ومقارعتهما الدائمة لكل الأندية الكبيرة، إضافة إلى النجوم التي قدمها الناديان وذاع صيتهما، وقبل ذلك تأسيسهما القديم، وحضورهما القوي خلال العقود الأخيرة وتواجدهما في مناطق عرفت بعشقها لكرة القدم حتى الثمالة، فهما مثلما أشرنا، يملكان قاعدة جماهيرية طيبة سواء في حضرموت أو خارجها.

إن اجتهاد الآسيوي من وجهة نظري لم يكن مدروسا بالشكل المطلوب، وإن كانت الأندية المذكورة في تصنيفه أندية كبيرة ولا يختلف عليها اثنان، لكن إغفال أندية مثل وحدة عدن وهلال الساحل وشعب حضرموت والصقر وحسان واتحاد اب وأهلي تعز والشعلة وأهلي الحديدة وشمسان وشعب صنعاء وغيرها، وإن كان بعضها في الدرجة الثالثة أو الثانية مثل حسان وأهلي تعز، إلا أن تلك الأندية لها تاربخ واسم وصنعت جماهير وعشاقا في طول وعرض البلاد، لهذا كان الأجدر وضع كل تلك الأندية في قائمة التصويت، فغير ذلك فيه من الإجحاف الشيء الواضح ورؤية قاصرة للآسيوي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى